إذا كان برشلونة هو الفريق الوحيد الذي تمكن من تحقيق العلامة الكاملة حتى الآن في مسابقتي الليغا ودوري الأبطال بعد الفوز على فرق كبيرة مثل فالنسيا، إشبيلية وبنفيكا، وإذا كان البلاوجرانا قد نجح في قلب تأخره في كثير من المناسبات لفوز في الشوط الثاني، وإذا كان الفارق بين برشلونة وريال مدريد «حامل اللقب» الآن في مسابقة الدوري الإسباني هو ثماني نقاط، فإن كل ذلك يُحسب في المقام الأول للمدرب الكفء تيتو فيلانوفا.
نعم، خليفة جوارديولا قام بعمل كبير منذ بداية الموسم أحببت تسليط الضوء عليه في هذا الموضوع لأمنح الرجل حقه قبل الكلاسيكو المرتقب ضد ريال مدريد مساء الأحد ضمن منافسات الجولة السابعة من لا ليغا.
1- كل لاعب في مركزه
أبرز ما كان يعيب بيب جوارديولا في الموسم الماضي هو كثرة استعماله للاعبين في غير أماكنهم الأصلية.
شاهدنا كثيراً الفيلسوف يدفع بالظهيرين أدريانو وألفيش في مركز الجناح المهاجم، كما كان يستخدم أحياناً الثنائي سيسك وإنييستا في خط المقدمة على يسار ميسي، وهو شيء لم يكن في محله أبداً، فكل مركز له واجباته ومهامه، ومن الضروري جداً أن يلعب كل لاعب في مركزه لأنه اعتاد على تنفيذ واجباته وتمرس عليه، وهو أمر هام جداً في كرة القدم.
أجاد تيتو فيلانوفا وأحييه بشدة على أنه لم يدفع بسيسك فابريجاس سوى في مركزيه مع برشلونة والمنتخب الإسباني!.
هذا ما قام به فيلانوفا حيث لم يُشرك فابريجاس إلا في مركز صناعة اللعب، الوسط المهاجم على حساب تشافي أو إنييستا، أو في مركز المهاجم المتأخر بدلاً من ميسي في لقاء خيتافي.
2- الاعتماد على لاعبي الصف الأول
شئ آخر يُحسب لتيتو فيلانوفا هو اعتماده على لاعبي الصف الأول، وهو ما يفسر الدفع بأليكس سونج على حساب بارترا في محور الدفاع.
شاهدنا الموسم الماضي بيب جوارديولا يُبالغ في الاعتماد على لاعبي الصف الثاني والعناصر الشابة، حيث أشرك الفني الإسباني كوينكا في الخط الأمامي كثيراً على حساب بيدرو رودريجيز، كما شاهدنا تياجو وسيرجي روبيرتو وغيرهما من العناصر الشابة، وهذا ما أثر كثيراً على مردود الفريق الكتلاني وكلفه خسارة لقبي الليجا ودوري الأبطال، فإنه حتى ومع تراجع مستوى لاعبي الصف الأول، يظلون متمتعين بعنصر في غاية الأهمية في عالم كرة القدم .. هو الخبرة.
3- الجاهزية شرط أساسي
الجهاز الفني الإسباني أحسن عندما لم يُشرك أي لاعب غير جاهز 100% في التشكيلة الأساسية في أي من مباريات برشلونة هذا الموسم.
ومن دون استثناءات، بمعنى أن جل لاعبي برشلونة طبق عليهم فيلانوفا هذا المبدأ بمن فيهم النجم الأول ليونيل ميسي.
الجاهزية البدنية والفنية في كرة القدم أمر هام جداً، وحرص عليه بالفعل فيلانوفا وهو يضع التشكيلة الرئيسية للأزولجرانا في كل مباراة، وهذا ما يفسر عدم إشراك دافيد فيا كثيراً هذا الموسم، حيث أراد مدربه أن يمنحه الجاهزية بالتدريج، ورغم مشاركاته القليلة، إلا أنه خطف للفريق الكتلاني ثلاث نقاط ثمينة للغاية من إشبيلية في لقاء الجولة الأخيرة من لا ليجا.
4- تثبيت طريقة 3-3-4 مع حُسن استعمال 3-4-3
استوعب الدرس جيداً، فاعتمد فيلانوفا على طريقة لعب 3-3-4 في كل مباريات برشلونة هذا الموسم، حيث أخطأ كثيراً بيب جوارديولا عندما لعب بطريقة 3-4-3 في بعض المباريات في الموسم الماضي.
ومن جانب آخر، تسببت هذه الطريقة في «هوس» للاستحواذ بالنسبة لعناصر برشلونة، حيث كان البرسا يحتفظ بالكرة لفترات طويلة جداً بشكل سلبي وكثيراً ما عانى على مستوى التهديف، كما انخفض مستوى التجانس بين مثلث برمودا الكتلاني: تشافي، ميسي وإنييستا وهذا الربط بين الثلاثي السالف ذكره هو نقطة قوة هائلة بالنسبة لبرشلونة.
حيث استخدم فيلانوفا هذه الخطة أمام سبارتاك موسكو في دوري الأبطال، حيث كان البرسا متخلفاً بهدفين مقابل هدف ويريد التعويض وهو يلعب على أرضه ووسط جمهوره، في هذا الوضع، يكون مقبولاً جداً أن يسحب فيلانوفا جناحاً مدافعاً هو ألفيش ويزج بآخر هجومي هو أليكسيس.
5- مدرب يتدخل في الوقت المناسب
عديد المرات الذي شاهدنا فيها برشلونة يعود إلى المباراة في الشوط الثاني ويحقق الانتصار، وإذا كانت الحصة الثانية من المقابلة تُسمى بحصة المدربين أو شوط المدربين، فإن عودة برشلونة في كثير من المباريات سواء لحساب الدوري الإسباني أو ضمن منافسات دوري الأبطال في الشوط الثاني يعود الفضل فيها إلى تيتو فيلانوفا.
تبديلات تيتو على مستوى الأفراد أو تغييره لطريقة اللعب شيء محسوس تماماً هذا الموسم، نشعر بلمسات مدير فني يمتلك الحلول، ليس هذا فحسب، ولكنه يتدخل في الوقت المناسب تماماً لمساعدة فريقه.