كتبت - عايدة البلوشي وشيخة العسم:
«لا عنوان لي وعلى أرصفة الشوارع والطرقات أنام”..
كذلك بدأت (أم مبارك) حديثها.. هي امرأة مطلقة في بداية الخمسينات من عمرها، طليقة بحريني ولديها ابنة واحدة فقط، شعرنا بحجم معاناتها وهي تواصل حديثها: بدأت معاناتي بزواج ابنتي في العام 2005، إذ تركتني ورحلت مع زوجها إلى خارج المملكة وبقيت وحيدة.. لا مأوى ولا ملجأ لي، فتارة أرتاح في أحد الشوارع وتارة في أحد المساجد، وأستحم في دورات المياه في المجمعات التجارية، وإذا أردت أن أغسل ملابسي لجأت إلى صديقتي.. ظروفي صعبة وهذا هو واقع حالي بلا مبالغة. تضيف: تقدمت بطلب إلى وزارة الإسكان للحصول على وحدة سكنية في العام 2003 قبل زواج ابنتي، وعند مراجعتي لهم في العام 2005 أخبروني بأني لا أستحق الوحدة السكنية، لأني لم أعد أشكل “فئة” بعد زواج الابنة، حسب أنظمتهم!
تردف أم مبارك بعيون دامعة: لا أعرف كيف أصف حالتي وأنا في مملكة الخير، أيعقل أن تعيش امرأة بحرينية بهذه الصفة تتنقل من مكان إلى آخر، والأسوأ من ذلك أن ابنتي الوحيدة، التي حكمت الظروف عليّ أن تكون بعيدة عني، إذا رغبت بزيارتي أقف حائرة أمام الصعوبات وتحاصرني أسئلة كثيرة: أين وكيف أوفر لها مأوى؟ هل أستضيفها في السيارة، التي أصبحت مسكني، هي وابنيها؟.. لكني في آخر زيارة لها تحديت الظروف وجمعت المال من أجلها واستأجرت شقة مفروشة لمدة شهر واحد فقط بمبلغ 250 ديناراً، لكي أحقق حلمي برؤية أحفادي الصغار، وأنا جدة كم أشتاق إليهم.
وتودعنا أم مبارك بسؤال كبير: إلى متى سأظل على هذه الحال، أتمنى أن يفتح الباب في وجهي وأسكن كامرأة في بيت أمن، فهل ذلك مستحيل؟!