يقوم الاحتلال الإسرائيلي حاليا بزراعة آلاف القبور اليهودية الوهمية في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس، تحت ذريعة الصيانة والاستصلاح، وذلك للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الوقفية. وتهويد معالم القدس العربية الإسلامية والمسيحية.
وأفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الفلسطينية بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قامت في وقت قياسي بزراعة نحو ثلاثة آلاف قبر يهودي وهمي في هذه المواقع لفرض أمر واقع.
واعتبر باحثون في شؤون القدس الإجراء الإسرائيلي جزءا من خطة شاملة لتهويد معالم القدس العربية والمسيحية، بتعليمات مباشرة من المستوى السياسي وتنفيذ مؤسسات إسرائيلية مختلفة.
ووفق تقرير موسع لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- فإن مساحة المنطقة المستهدفة تُقدر بنحو 300 دونم، تبدأ بجبل الطور (الزيتون) شرقي المسجد الأقصى مرورا بوادي سلوان جنوبا، وانتهاء بوادي الربابة جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح تقرير المؤسسة أن "جمعية إلعاد الاستيطانية" و"سلطة الطبيعة والحدائق" كثفتا مؤخرا زراعة القبور بادعاء "الترميم والصيانة والاستصلاح والاستحداث والمسح الهندسي والإحصاء"، وهي في حقيقتها محاولات لتهويد المسجد الأقصى والسيطرة على الأوقاف الإسلامية والفلسطينية، وفق تعبير المؤسسة الفلسطينية.
وأشار تقرير المؤسسة إلى قيام الاحتلال بعد عام 1967 بالاستيلاء على عشرات الدونمات من الأراضي الوقفية والفلسطينية وتحويلها إلى مقابر ومدافن يهودية حديثة، وأخرى مستحدثة لم تكن موجودة من قبل، ولم تكن تحوي شواهد أو بقايا عظام موتى.
وأكدت المؤسسة أن الاحتلال "يقوم بعمليات تزييف كبيرة للجغرافيا والتاريخ والآثار والمسمّيات، في سبيل تقنين وضع القبور اليهودية الوهمية واصطناع منطقة يهودية مقدسة".
وأضافت "يقومون بزراعة آلاف القبور اليهودية الوهمية تحت الأرض، في الوقت الذي يمنعون فيه أي أعمال صيانة أو ترميم لمئات القبور الإسلامية التاريخية في القدس".
وتنفي المؤسسة بشدة وجود شواهد وآثار على وجود قبور يهودية، بينما يعود تاريخ القبور الإسلامية -التي لا ينكر وجودها أحد- إلى مئات السنين. وأوضحت أن سلطات الاحتلال تقوم بتجريف المساحات الواسعة للبحث عن القبور اليهودية دون أن تجد أي قبر "فأحضروا حجارة من الخارج وزرعوها داخل حفر بالتربة دون وجود أموات داخلها".
وأضافت -استنادا إلى شهود عيان من الأحياء العربية في القد أن قوات الاحتلال قامت بزراعة الكثير من القبور اليهودية الوهمية في الأشهر الأخيرة في مناطق متفرقة من حييْ رأس العامود وسلوان، وأنهم اكتشفوا بين عشية وضحاها تحول مناطق كانت خالية إلى مجمع من القبور اليهودية.
ورأت المؤسسة في هذه الخطوة محاولة لفرض تاريخ عبري وهمي حول المسجد الأقصى، وفرض أحقية تاريخية ودينية موهومة، وبالتالي خنق المسجد الأقصى بوقائع مزيفة للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى.
وذكرت المؤسسة أن مشروع زراعة القبور اليهودية الوهمية يعود إلى قرارات للحكومة الإسرائيلية، ويتابع تنفيذه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ضمن مشروع شامل لتعزيز تهويد القدس.
وقالت المؤسسة إن لجنة وزارية خاصة -شكلت عام 2004 تحت مسمى "لجنة إنقاذ مقبرة جبل الزيتون"، وتم رصد ميزانيات ضخمة لها لتعزيز تهويد القدس- تقوم بترميم مقبرة الزيتون وإقامة مركز معلومات للمقبرة.
وأشارت إلى مشاركة عدة مؤسسات إسرائيلية في تخطيط وتنفيذ زرع القبور اليهودية الوهمية وإقامة الحدائق التوراتية التلمودية التي تتم بدعم من "اللجنة الدولية للحفاظ على المقابر اليهودية"، و"اللجنة الدولية للحفاظ على مقبرة جبل الزيتون"، ومكتب رئيس الحكومة، وبلدية القدس، و"سلطة تطوير القدس"، و"سلطة تطوير شرقي القدس"، و"وزارة البناء والإسكان"، و"سلطة الآثار"، و"جمعية إلعاد الاستيطانية"، "وسلطة الطبيعة والحدائق القومية"، وجمعيات وشركات الدفن اليهودية.
وتحدثت المؤسسة الفلسطينية عن خطط مفصلة لتحويل منطقة محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس إلى مناطق حدائق توراتية وحدائق قومية "كالمخطط التفصيلي لوادي قدرون".