عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 73 شخصاَ بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، في الوقت ذاته، انفجرت سيارة مفخخة في شارع خالد بن الوليد وسط دمشق كما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، في حين أعلن المرصد أن الانفجار استهدف مقر قيادة الشرطة وأسفر عن قتلى وجرحى لم يعرف عددهم في الحال.
وتشهد مدينة حلب شمال سوريا قصفاً واشتباكات خاصة في شرقها حيث تقول القوات النظامية إن المقاتلين المعارضين «هربوا» منه، في حين أعلن النظام «تطهير» مناطق بريف دمشق بعد تشديد حملته خلال الايام الماضية.
وذكرت تقارير أن «كتيبة الفاروق إحدى الكتائب المناهضة للنظام السوري، تمكنت من اعتقال حسام الأسد ابن عم الرئيس بشار الأسد في حمص، حسبما أكدت هيئة الثورة السورية».
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام تركية أن «الجيش التركي أطلق قذيفة مدفعية على سوريا في رد فوري بعد سقوط قذيفة من الجانب السوري على بلدة اكاكالي التركية الحدودية في ثاني واقعة من نوعها خلال 5 أيام»، في غضون ذلك اكدت تركيا الداعمة للمعارضة السورية ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع يمكن أن يقود البلاد في مرحلة انتقالية، وقت ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن السعودية وقطر أوقفتا تزويد المقاتلين بالأسلحة الثقيلة في غياب دعم امريكي لذلك.
وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس إلى سقوط العشرات.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين سعوديين وقطريين ان بلديهما سيوقفان تزويد المقاتلين السوريين بالأسلحة الثقيلة بسبب مخاوف أمريكية من وصولها الى «إرهابيين» لا سيما منهم متطرفون، تعتقد واشنطن أنهم يقاتلون في سوريا.
واعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم في إقناع الولايات المتحدة بانه يمكن معالجة المسائل التي تثير مخاوفها. وصرح مسؤول عربي «نبحث عن طرق لتطبيق تدابير لمنع وصول هذا النوع من الأسلحة إلى أيدٍ خاطئة».
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية إنه «يمكن إعطاء المقاتلين رشاشات لكن لا يمكن وقف جيش النظام السوري برشاشات».
وعبر عن تأييده لتسليم المعارضين أسلحة أثقل. لكنه قال «نحتاج أولاً إلى دعم الولايات المتحدة والأفضل الأمم المتحدة».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن السعودية وقطر تسلمان المعارضين منذ أشهر أموالاً وأسلحة خفيفة.
في غضون ذلك، دعت قطر المعارضة السورية للإبقاء على حياة 48 إيرانياً احتجزتهم قبل شهرين قرب دمشق وهددت بقتلهم.
وجاءت مناشدة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني استجابة لطلب من إيران بالسعي لاطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين.
من جهتها اكدت تركيا، ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع «رجل عقلاني» يمكن أن يحل مكان الرئيس بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية تؤدي الى وقف النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من 18 شهرا.
وقال اوغلو لشبكة التلفزيون العامة تي ار تي ان «فاروق الشرع رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر في سوريا»، مؤكداً أن المعارضة السورية «تميل إلى قبول الشرع» لقيادة الإدارة السورية في المستقبل.
وشهدت الحدود التركية السورية في الأيام الماضية توتراً مع رد تركيا على سقوط قذائف مدفعية مصدرها الاراضي السورية على قرى حدودية تركية أدت إلى مقتل مدنيين، وتلاها منح البرلمان تفويضاً للحكومة بشن عمليات داخل سوريا إذا رأت ضرورة لذلك.
وفي عمان بحث وزير الخارجية الاردنية ناصر جودة مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب «تطورات الاوضاع على الساحة السورية».
من جانبه، اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله في عمان رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو على ضرورة ايجاد حل سياسي في سوريا «يضع حدا لسفك الدماء».
من جانب آخر، اكد باروزو في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية «بترا» بعد لقائه الملك ان «الاتحاد الاوروبي قرر تخصيص 16 مليون يورو لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن»، مشيرا الى ان «الدعم الكلي المقدم للاجئين السوريين كافة سيصل الى 200 مليون يورو».
وتفيد الامم المتحدة ان نحو 1.2 مليون سوري، اكثر من نصفهم من الاطفال، نزحوا داخل سوريا، في حين ان 250 الفا اخرين لجأوا الى الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق.
واعلنت الحكومة الاردنية انها وقعت اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي في عمان ستتسلم بموجبه منحة بقيمة 40 مليون يورو. من ناحية اخرى، رفضت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد، التعليق حول التحقيق في علاقتها بتخطيط رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك والوزير اللبناني السابق الموقوف ميشال سماحة وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان لتنفيذ تفجيرات في لبنان، بحسب ما ابلغت مصادر مقربة منها.
ونقلت المصادر عن شعبان «رفضها التعليق على التسريبات المتعلقة بها والجارية في لبنان»، مكتفية بالقول ان ما يجري «لا يعدو كونه نوعا من المهاترات والسجالات السياسية في لبنان والتي لا تستحق الرد او التعليق».
وكان موضوع احتمال وجود رابط بين شعبان وسماحة في هذه القضية استحوذ على اهتمام غالبية الصحف اللبنانية. وكتبت صحيفة «النهار» ان الملف «يتضمن محضرا حرفيا مفرغا لمكالمات هاتفية اجراها سماحة مع شعبان تثبت ان مستشارة الرئيس السوري متورطة في مخطط التفجير من خلال علمها به»، موضحة ان تحليل المكالمات أظهر ان «سماحة أخبر شعبان بما كان ينوي القيام به».
من جهتها قالت صحيفة «الجمهورية» «تأكد لفرع المعلومات تورط شعبان بعدما تم الاستماع إلى مكالمة هاتفية مسجلة بين سماحة وشعبان يتحدثان فيها عن موضوع التفجير».