عواصم - (وكالات): أعلنت الحكومة الفلبينية والانفصاليون المسلمون جنوب البلاد أمس إبرام اتفاق لإنهاء حركة تمرد أسفرت عن سقوط 150 ألف قتيل منذ 1978 ونزوح مئات الآلاف من السكان. ورحبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالاتفاق، ودعت الجانبين إلى تطبيقه «كاملاً».
وينص الاتفاق الإطار الذي أعلن عنه رئيس الفلبين بينينيو أكينو على إقامة منطقة تمتع بحكم ذاتي شبه كامل في منطقة ميندناو التي يقيم فيها عدد كبير من المسلمين في البلاد التي تضم غالبية مسيحية.
وميندناو او الجزيرة الكبيرة في الجنوب تشكل قاعدة لجبهة مورو الإسلامية للتحرير أكبر حركة تمرد مسلمة في البلاد تضم 12 ألف شخص. وقال الرئيس الفلبيني إن «هذا الاتفاق الإطار يمهد الطريق لسلام دائم في ميندناو». وأضاف أن الاتفاق «يشمل كل المجموعات الانفصالية السابقة»، مؤكداً أن «جبهة مورو الإسلامية للتحرير لم تعد تطالب بدولة منفصلة». ورحبت حركة التمرد بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في ماليزيا بعد أشهر من المفاوضات، وقالت إنها ترى فيه «بداية السلام». وقال نائب رئيس جبهة مورو المكلف الشؤون السياسية غزالي جعفر «نحن سعداء ونشكر الرئيس على ذلك». ولم يذكر بينينيو اكينو اي برنامج زمني لإعلان اتفاق سلام نهائي. لكن غزالي جعفر قال إن الجانبين يفكران في تحديد منتصف 2016 مهلة نهائية لإنجازه. وصرح أكينو وجعفر أنه ما زالت هناك عقبات يجب تجاوزها من بينها عرض الاتفاق على السكان في الفلبين عن طريق استفتاء. لكن لا شيء يضمن أن يسمح الاستفتاء بتمرير الاتفاق في البلد الكاثوليكي. وميندناو واحدة من أكثر المناطق خصوبة وغنى بالمواد الأولية في البلاد بما في ذلك الذهب والنحاس ومعادن أخرى لا تستثمر كثيراً حالياً. لكن عقوداً من أعمال العنف والاضطرابات جعلت منها واحدة من أفقر مناطق الفلبين. وتضم المنطقة 4 ملايين مسلم من أصل 20 مليون نسمة في الفلبين. ويعتبر سكان المنطقة ميندناو أرض أجدادهم منذ عهد السلاطين المسلمين قبل وصول الإسبان الكاثوليك في القرن السادس عشر.