باريس - (وكالات): وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «تحشد الدولة طاقاتها بالكامل من أجل التصدي لكافة التهديدات الإرهابية» وذلك غداة عملية أمنية لتفكيك مجموعة متطرفة، قتلت الشرطة أحد أفرادها في مدينة ستراسبورغ بعدما أطلق النار على رجال الأمن، بينما تم اعتقال 11 شخصاً على خلفية العملية. وأضاف هولاند أنه «سيتم عرض مشروع قانون لمكافحة الإرهاب على البرلمان في أقرب وقت» مما سيتيح «تعزيز الأدوات لتكون أكثر فاعلية في التصدي لهذه الآفة». وأوضح أن «أماكن العبادة ستكون مراقبة أكثر لأن العلمانية في بلادنا هي مبدأ أساسي ويفرض على الدولة حماية كافة الديانات»، بينما ألمح إلى «رفض الخلط بين المسلمين في فرنسا وبين التطرف الذي هم أيضاً من ضحاياه». وأكد الرئيس الفرنسي خلال استقباله ممثلين عن منظمات يهودية «مجدداً على تشدد السلطات العامة في مكافحة العنصرية ومعاداة السامية».
وأضاف «أن بلادنا بحاجة إلى الوحدة وليس الانقسام وأن مهمتي تتمثل في أن أكون حازماً وقادراً على إعلاء قيم الجمهورية». وأعلن أنه «لن يتسامح، أن يتعرض رجال أو نساء في جمهوريتنا، بسبب انتماءاتهم الدينية، للتهجم بعبارات غير مناسبة». من جهة أخرى، أكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تضامنه «الأخوي» مع الطائفة اليهودية بعد تفكيك خلية متطرفين استهدفوا، جميعات يهودية وأعرب عن قلقه من «الخلط» بين الإسلام والتطرف.
واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند برئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موساوي ليؤكد له أنه «لا يمكن الخلط بين مرتكبي الأعمال الإجرامية ومجمل الجالية الإسلامية في بلادنا». وقال هولاند إن «مسلمي فرنسا لا يجب أن يعانوا من التطرف، إنهم أيضاً ضحاياه».
من جانبه، قال موساوي إن المجلس «يؤكد للجالية اليهودية دعمه وتضامنه الأخوي في وجه كل الاعتداءات التي تستهدف أفرادها ومؤسساتها».
من جانبه، دعا عميد جامع باريس دليل أبو بكر المنظمات الإسلامية المكلفة «التفكير في الحلول التي يمكن أن تساهم في تفادي انتشار النشاطات الإرهابية المخالفة لقيم الجمهورية والمبادئ الإنسانية في الإسلام». وفككت الشرطة الفرنسية مجموعة من 12 شاباً فرنسياً من المجرمين الصغار الذين أصبحوا متطرفين، للاشتباه في ارتكابهم اعتداء على متجر يهودي والتخطيط لعمليات أخرى تستهدف الجالية اليهودية. كذلك دعا رئيس المجلس الإسلامي إلى ألا تكون ممارسة المسلمين ديانتهم «مصدراً دائماً لجدل ونقاشات يساهم بعضها مع الأسف في تغذية الازدراء ورفض الآخر».
وأعرب بوبكر عن القلق في حين فجر أحد أبرز قادة اليمين الفرنسي جان فرنسوا كوبي جدلاً عندما تحدث في تجمع حزبي عن شاب قال إن «مشاغبين افتكوا منه طعامه» بدعوى أنه «لا يجوز الأكل خلال رمضان». وانتقد اليسار بشدة كوبي الذي يتطلع إلى خلافة نيكولا ساركوزي على رئاسة أكبر حزب معارض، الاتحاد من أجل حركة شعبية، واتهمه باستعارة نظريات اليمين المتطرف وقسم من اليمين.
واعتبر فرنسوا باروان، وزير مالية حكومة نيكولا ساركوزي أن «تلك العبارات سامة وخطيرة» و»تضر بالوفاق الجمهوري».