يواجه العسل اليمني الشهير الذي تنسب إليه فوائد واستخدامات علاجية تكاد تكون سحرية، خطر تشوه سمعته جراء عمليات الغش الذي يلجأ إليه بعض الساعين إلى الربح السريع.
ويعد العسل اليمني الذي ينتج في المناطق اليمنية الوعرة بالطرق التقليدية ويعتبر منتجاً «استراتيجياً» بالنسبة للاقتصاد اليمني، من أجود أنواع العسل وأبهظه ثمناً في العالم.
ويرتبط اسم العسل اليمني على اختلاف أصنافه وألوانه منذ أزمنة غابرة بفوائده الغذائية والعلاجية التي يرى اليمنيون والعرب عموماً أنها لا تضاهى، لاسيما أن اليمن كان يوصف منذ القدم بأنه «موطن الطيوب والعسل».
والعسل اليمني مطلوب خصوصاً طمعاً بمفعوله السحري المفترض لتحفيز الطاقة الجنسية لدى الرجال، أو لتقديمه كهدية تمثل اليمن.
لكن الشهرة العالمية التي اكتسبها العسل اليمني لجودته العالية وتهافت الطلب عليه محلياً وخارجياً، أوجد سوقاً موازية لهذا المنتج، إذ يتفنن البعض في ابتداع وسائل وأساليب مختلفة للغش يقع ضحيتها اللاهثون لشراء هذه السلعة.
وفي أسواق العسل اليمني في صنعاء، لا يخفي بائع العسل المعروف خالد الشبواني تذمره وخوفه الشديد «على سمعة وجودة عسل» اليمن الذي «ذاع صيته عالمياً»، جراء ممارسات الغش.
وتتعدد أساليب غش العسل وتتطور باستمرار كما يلاحظ ذلك البائع الشبواني، الذي يكشف من بين هذه الأساليب، مزج العسل الأصلي بمواد أخرى أقل كلفة، منها السكر المحول الذي تتم إضافته إلى نسبة قليلة من العسل، ويتم تسويقه على أساس أنه عسل نحل طبيعي.
وبحسب الشبواني، فإن هناك أيضاً «من يعمد إلى تغذية النحل بالسكر، ليضاعف من الإنتاج، غير أن العسل المنتج يكون غير صحي وغير سليم».
لكن أخطر الأساليب وأسوأها من وجهة نظره هو استيراد عسل من الخارج من دول مثل إثيوبيا أو الصين أو أستراليا وبيعه وتصديره على أنه عسل يمني.
ويخشى متخصصون يمنيون من أن يؤدي استفحال ظاهرة العسل المغشوش وعدم وضع معالجات حكومية عاجلة بمساندة من المجتمع، إلى تدمير صناعة العسل اليمني المشهور والمحافظ على مستواه في الجودة منذ قرون.
ويعتقد أحد خبراء العسل أن الأساليب التقليدية المتبعة في اليمن لفحص العسل للتأكد من جودته عن طريق التذوق أو الشم، لم تعد مجدية مع تطور وسائل وطرق الغش.
وكانت هيئة المواصفات اليمنية قد أعلنت في العام 2007 عزمها إصدار مواصفة خاصة بالعسل اليمني، بهدف إعطاء هذا المنتج ما يستحقه من أهمية.
ووفقاً لإحصاءات رسمية فإن إنتاج اليمن من العسل يصل إلى حوالي خمسة آلاف طن سنوياً، يتم تصدير حوالي 500 طن منها إلى خارج البلاد، فيما يتجاوز عدد طوائف النحل 1.2 مليون طائفة، يرعاها حوالي 82 ألف نحال وفي مناطق يمنية مختلفة.
ويصل سعر كيلو العسل إلى أكثر من 150 دولاراً، وأبهظ أنواعه ثمناً، العسل الجبلي السقطري الذي ينتج في جبال جزيرة سقطرى.
وللعسل اليمني أنواع كثيرة جداً من بينها السدر والمراعي و السمر والضبيه والصال والعمق والعسل السقطري الجبلي.
ويعود السبب في تنوع العسل اليمني وتعدد ألوانه بحسب المختصين بالعسل إلى البيئة اليمنية الخصبة وتنوع المناخ والتضاريس من منطقة إلى أخرى، إضافة إلى اختلاف الغطاء النباتي.