قال مسؤول أمريكي عن الوضع الحالي في لبنان "إن ما جرى حتى الآن لا يعني أن الوضع فى لبنان قد خرج عن السيطرة بعد"، معتبراً أن اللاعبين المحليين وشركاءهم الإقليميين ليسوا قادرين وحدهم على إشعال الحرب الأهلية.
ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء عن المسؤول، الذي وصفته بأنه على إطلاع كاف بأحداث لبنان وسوريا، قوله، "إن جزءا أساسيا من التوتر والأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان، يهدف إلى محاولة استباق عدد من المعطيات والتوقعات لدى الفريق الذى قرر تفجير الوضع"، لافتا إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل العديد من الأخطار على السلم الأهلي اللبناني، ليس فقط عبر الأحداث الأمنية، إنما عبر التخوف من عمليات اغتيال قد تطاول رموزا سياسية معينة.
وأضاف "إن السوريين يشعرون أن الكلام عن نية أمريكية لإحداث تغيير في المشهد السياسي السوري ومحاولة التوصل إلى صيغة "يمنية ليبية" بنسخة سورية، لا يجافي المنطق، لذلك قرر المحور السوري - الإيراني وحلفاؤه المحليون قطع الطريق على ما يعتقد أنه ملف يتولى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفرى فيلتمان تحقيقه في لبنان وسوريا، رغم تأكيده أن فيلتمان سيغادر موقعه الأسبوع المقبل ليتولى منصب مسؤول قسم الشؤون السياسية للأمم المتحدة فى الخارجية الأمريكية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ينقل عن أوساط أمريكية مطلعة أن إدارة الرئيس باراك أوباما باتت أكثر اقتناعا بضرورة تغيير الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، وتشكيل حكومة جديدة لقطع الطريق على مساعي المحور (سوريا - إيران - حزب الله) لتطبيق ما يحكى عن أنه مخطط لإقامة دويلة "أقلوية" تبدأ من حدود العراق إلى لبنان.
ورأت تلك الأوساط أن تغيير الحكومة اللبنانية لا بد منه من أجل تطبيق "النموذج اليمني- الليبي المختلط" لسوريا، ولتحقيق ذلك لا بد من إقامة "بنغازي" آمنة تسمح للمعارضة السورية بأن تخطو خطوات نوعية في مواجهتها مع نظام الأسد، بعدما أصبح مؤكدا أن التدخل العسكري الدولي في سوريا أمر مستبعد.
ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، قبل أيام، عن تشكيل قوات خاصة مختلطة لمراقبة مخزون الأسلحة الكيماوية المنتشرة ومتابعته وتأمينه في أكثر من خمس مناطق سورية يشكل الوجه الآخر لما يجري الاستعداد له في الأيام المقبلة.