بحث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ سبل التعاون بين مملكة البحرين والاتحاد الأفريقي.
وأكد، خلال استقبال سموه بديوانه، أمس، رئيس المفوضية والوفد المرافق له، أهمية زيارة الوفد بالنظر إلى العلاقات القوية التي تربط الدول العربية بالدول الأفريقية وضرورة تقوية هذه العلاقات لما ثمثله القارة الأفريقية من ثقل اقتصادي وسياسي.
ومنح الاتحاد الأفريقي لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء درع “الاتحاد الأفريقي”، تقديراً وتكريماً لدور سموه، في تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
وسلَّم الدرع لسموه رئيس الوزراء، رئيس المفوضية، بحضور نواب رئيس مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين بالمملكة، ووفد المفوضية.
وأكد صاحب السمو رئيس الوزراء، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن هذا التكريم من الاتحاد الأفريقي يعد شرفاً كبيراً ومصدر فخرٍ واعتزازٍ، فهو تكريم للبحرين وشعبها، ويعكس مدى احترام الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي لمواقف مملكة البحرين وسياستها الخارجية القائمة على تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي وتعزيز التعاون بين الدول في المجالات كافة.
وأعرب سموه عن دعمه وتأييده لمساعي توثيق عرى التعاون بين مملكة البحرين والاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين أفريقيا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر توفير أرضية مناسبة لتنسيق المواقف في المنظمات الدولية وتبادل حضور المراقبين الأفارقة والخليجيين في المؤتمرات التي تستهدف تطوير آليات التعاون المشترك والاستفادة من حجم التواجد الأفريقي وثقله في هذه المنظمات وبناء شراكة استراتيجية متينة تحقق المصلحة المشتركة للجانبين.
وأكد سموه أهمية تبادل الزيارات وتعزيز التعاون والعمل سوياً وتبادل الخبرات مع الدول الأفريقية في ظل ما تتمتع به القارة الأفريقية من قوة وحجم اقتصادي وثقل سياسي كبير، منوهاً سموه بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط الدول العربية بالدول الأفريقية بصفة عامة والدول الخليجية بصفة خاصة. ونوه سموه إلى أهمية العمل المشترك من أجل ضمان الأمن والاستقرار بما يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للموارد بما يحقق مصالح الجانبين ويسهم في دعم تطورهما.
وفي ختام كلمته، توجه سموه بالتهنئة الخالصة للسيد جون بينغ على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال فترة تولية منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في دعم وتعزيز التعاون الأفريقي وإبراز دور الاتحاد الأفريقي على الساحة الدولية.
من جهته، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينج عن تشرفه والوفد المرافق بلقاء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، معرباً عن تطلعه لكي يكون هذا اللقاء بداية لانطلاق العلاقات بين المفوضية ومملكة البحرين إلى آفاق رحبة من التعاون المثمر.
ونوه بما لمسه من اهتمام سموه بإقامة علاقات وثيقة بين البحرين والاتحاد الأفريقي والخطوات التي تم اتخاذها في هذا المجال عبر الزيارات المتبادلة بين الجانبين، مشيراً إلى أن وفداً من جانب حكومة البحرين زار مقر المفوضية بأديس أبابا في أثيوبيا في يونيو الماضي بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات بينهما، وتبعتها زيارة وفد الاتحاد إلى البحرين في سبتمبر الماضي للعمل على وضع إطار لتقوية علاقاتهما.
وقال بينغ إن تكريم سموه اليوم بمنحه “درع الاتحاد الأفريقي” يأتي نتيجة لاهتمام سموه ودعمه الشخصي لتوطيد العلاقات مع الدول الأفريقية، وجهود سموه لتعزيز أجواء السلام والاستقرار والدفع بجهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في بلدان العالم. وأضاف” إن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رجل حكيم ورجل دولة يقدر العلاقات العربية الأفريقية” مشيراً إلى أن البحرين بلد صغير تمتلك قصة نجاح كبيرة.
وقال بينغ: “إننا نقدر أهمية دور البحرين في تدريب الموارد البشرية وتطويرها، كما تفعل اليابان، إذ إن البحرين أصبحت ذات أهمية في العالم بفضل تطور قطاعات المصارف والتجارة والخدمات لديها، لذلك فهي قادرة على إلهام العالم بأسره بفضل جهود الحكومة الناجحة.
وأشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بما تشهده مملكة البحرين من طفرة تنموية في المجالات كافة، وما حققته الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من إنجازات جعلتها في مقدمة الاقتصادات الحرة، ومحوراً للحراك المالي في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “إن سمو رئيس الوزراء قاد هذا النجاح بكل اقتدار” معرباً عن تهنئته الخاصة لسموه شخصياً على النجاح الذي حققه في تطوير مملكة البحرين.
وأكد أن الرغبة المتبادلة لدى الجانبين لتعزيز التعاون ذات الجذور العميقة والأرضية الصلبة متمثلة في التعاون العربي الأفريقي القائم منذ سنوات طويلة، والتي يمكن أن تنمو وتتطور عن طريق الشراكات الاستراتيجية بين الدول العربية والأفريقية، معرباً عن أمله في أن يكون التعاون بين المفوضية ومملكة البحرين بداية لتحقيق ذلك.
ويؤكد التكريم الذي ناله صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المكانة المرموقة التي تبوأها سموه على الصعيدين الإقليمي والدولي اعترافاً بعطائه في ميادين عدة وتقديراً لاهتمامه بقضايا التنمية والسلام العالمي، ومساندته لجهود التنمية الحضرية المستدامة في العالم، وبث روح العطاء والإنجاز لتحقيق طموحات الشعوب في توفير السبل التي تكفل حياة أفضل للجميع.
ويضيف هذا التكريم مظهراً جديداً لمظاهر التقدير والتكريم التي حظي بها سموه من المجتمع الدولي تقديراً لدور سموه وإسهاماته المتميزة في التنمية ودعم السلام والاستقرار في العالم، إذ اقترن اسم سموه بالعديد من الجوائز الدولية في مجالات التنمية منها جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضارية والإسكان من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” للعام 2007، وميدالية “ابن سينا الذهبية”، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في العام 2009، و«جائزة الأهداف الإنمائية للألفية” في سبتمبر 2010، إقراراً بإسهامات سموه في دفع وتنفيذ وتحقيق “الأهداف الإنمائية للألفية” والمنجزات التنموية البارزة التي حققتها الحكومة برئاسة سموه.