عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة وضمن سلسة إبداع عربي صدرت مجموعة موسى حوامدة الشعرية “موتى يجرون السماء”، وكانت السلسلة قد أصدرت رماد مريم للروائي الجزائري واسيني الأعرج، والرواية العربية ورهاق التجديد لـ«د.محمد برادة” و«لست جرحاً ولا خنجراً “ لقاسم حداد. وموتى يجرون السماء هي المجموعة الشعرية السابعة للشاعر موسى حوامدة بعد “سلالتي الريح عنواني المطر” والتي صدرت عن قصور الثقافة في القاهرة العام 2010 وعن دار الشروق العام 2007 ومن جهة البحر العام 2004 وأسفار موسى العهد الأخير 2002 وشجري أعلى 1999 وتزدادين سماء وبساتين 1998 وشغب 1988. كما صدر له كتاب بعنوان “كما يليق بطير طائش” وهو مجموعة نصوص شعرية وأدبية العام 2007. وقد اشتملت المجموعة الجديدة على القصائد: حين يأتي الموت..، ليست ميتة هذه القصيدة، الشبيهة، شجرة الموتى، موتى يجرون السماء، للندم الذي يخلفه الموتى، كما يرغب الجبل، كما ليلي يطرق باب الفجر، كسيرة النائم في السكون، حيث علتي شيطاني يزهو، أسوة بحليب الأم ندمي، أجيء محمولاً بأوزاره، هناك عند حافة الأغاني، هناك في حقول النار، هناك في أعالي الجنة، كأس وحيدة، لنهتف للوردة، أخشى المساحة التي تلي العتمة، لن أحط من قيمة الصفاف.
من قصيدة حين يأتي الموت نقرأ:
حين يأتي الموت
لن أساومَه
لِيُحرِّضَ المُقرَّبين
على حفلات النواح؛
كُلَّما كان عددُ المشيعين أقلّ
كان ضميري أكثرَ بياضاً،
وكلَّما كانت الدموع أقلّ
كانت أخطائي أجمل.
لينصرفِ المُعَزّون
قبل تدشين البياض..
لينصرفوا؛
ليست لي حاجةٌ إلى مديح ناقص،
ليستْ حسناتي مشجباً للنفاق،
لينصرفِ الأوغادُ؛
ما نفعُ الزَفَرات لأطباق السماء؟
لينصرفِ المحسنونَ
طيبو القلب،
مخلصو النوايا.
ماضيَّ
حاضري
وغدي مات
ولستُ حريصاً على فرصةٍ للنجاة.
لن أصرخَ نادماً
على مسقط رأسي،
لن أموتَ حزيناً
لأني لن أدفن في طين بلادي،
لديّ من الخيال
ما يجعلني أضمُّ ترابَ العالم بين يديّ.
كلَّما كان عدد المشيعين أقلَّ
كانت حريتي كاملة.
ومن قصيدة ثانية:
أرغب كما يرغب الجريحُ
بضُمَّادٍ وإبرة بنجٍ؛
أرغب كما يرغب طائرٌ،
بقبضةِ ريحٍ يحملُها بين جناحيه؛
أرغبُ كما يرغب الجبلُ
بزحزحة الشمس قليلاً،
ومبادلة السماء
بوظيفة التسكع مع صديقاتِه النجمات.