كتب مازن النسور:
كقطع «الدومينو»، بدأ الاقتصاد الإيراني بالانهيار بعد ارتفاع فاتورة تصدير الثورة ودعم الأنظمة الدموية والمليشيات الإرهابية، وسياسة العداء وسوء الجوار، ما يضع نظام «ولاية الفقيه» في مهب رياح «الاستغناء عن خدماته»، بضغط شعبي برلماني داخلي. أُولى هذه القطع كانت بارتفاع الأسعار بمختلف مناحي الحياة لاسيما الغذاء، حيث هجر الإيرانيون «لحم الطاووس» وحتى لحوم الأغنام والدجاج التي اعتبرت «فاخرة» بسبب ضعف الإدارة والسياسات الرعناء التي تنفذ على حساب قوت الشعب. تساقطت القطع الواحدة تلو الأخرى من بوابة الاقتصاد، إلى أن وصلت لسعر صرف التومان، الذي سيكون بلاشك القشة التي تقسم ظهر البعير. ويحاول النظام تضميد الجراح، من خلال خطة عاجلة بدأها بمراجعة تكاليف دعم بشار الأسد بحسب صحيفة «صاندي تايمز»، ومحاولة تعديل خطط دعم الغذاء والوقود، إلا أن ذلك لن يجدي نفعاً فالأسد غرق بالدم، وخفض الدعم عن المواد الاستهلاكية سيفاقم الأزمة. مسلسل هبوط سعر صرف التومان الإيراني أمام العملات الرئيسة مستمر بصورة عاجلة، فقد خسر في الأيام القليلة الماضية أكثر من 40% من قيمته، تضاف على 35% كان فقدها منـذ مطلـــع 2012، بالتــــوازي مع زيادة العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي. وإذا كانت أسعار المواد المستوردة تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات منذ مطلع العام الحالي، فإن المواد المصنعة محلياً صعدت أيضاً بمستويات قياسية، وزاد معدل التضخــم إلـــى 29% فيما تجاوزت البطالة حاجـــز الـ40%، فضـــلاً عـــن تباطـــؤ الإنتـــاج النفطـــي. مـــع هذا «الدمار الاقتصادي».. هل يُشبع «صحن تصدير الثورة» شعباً جائعاً يعاني الحرمان السياسي والاجتماعي؟