عواصم - (وكالات): أعلنت المعارضة السورية مقتل 651 شخصاً أمس، برصاص الجيش وقوات الأمن، سقط معظمهم في دمشق وريفها، بينما تدور معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين للسيطرة على طريق الإمداد إلى مدينة حلب شمال البلاد، فيما تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص، بينما أكد معارضون إسقاط 61 طائرة للقوات النظامية منذ بداية المواجهات. وفي ظل التصعيد المستمر على الأرض، رفضت دمشق وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار، مشيرة إلى أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم «المجموعات المسلحة» وحثها على استخدام نفوذها من أجل وقف العنف من جانب هذه المجموعات قبل أي تدبير تتخذه السلطات في هذا الشأن. في موازاة ذلك، استمر التوتر بين أنقرة ودمشق، وهدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل سوريا «برد أقوى»، إذا استمرت في إطلاق النار على الأراضي التركية.
وذكرت تقارير في منطقة إدلب عن المكتب الإعلامي للمعارضة السورية في مدينة سرمين في محافظة إدلب أن المقاتلين المعارضين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلها نظام الرئيس بشار الأسد إلى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المعارضون.
وأوضح المصدر أن النظام أرسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة إدلب، وأن الجيش انتشر على جزء من الطريق الممتدة على 50 كيلومتراً والمؤدية إلى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات.
وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين يحاولون إعاقة تقدم القافلة عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة.
وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علماً بأن المقاتلين المعارضين يسيطرون أيضاً على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكماً بهذه المدن الثلاث. في غضون ذلك، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية لاستكمال السيطرة على مدينة حمص وبعض المدن الخارجة عن سيطرتها في الريف.
وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة أن حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها».
وأضافت أن «أياماً قليلة تفصل ريف دمشق عن إعلانه منطقة آمنة بالكامل». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على «أكثر من 10 جثث مجهولة الهوية في بئر قديم لا تزال ظروف استشهادهم مجهولة حتى اللحظة».
من جانب آخر، قتل محمد الأشرم مراسل قناة الإخبارية السورية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، في مدينة دير الزور برصاص مسلحين. وأعلنت دمشق أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم «المجموعات المسلحة» والطلب منها الالتزام بوقف تمويل وتدريب وتسليح هذه المجموعات، وتوظيف «نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر».
وفي تركيا، قام قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزلبجولة على قرية اكجاكالي حيث قتل 5 مدنيين مطلع أكتوبر الجاري في قصف سوري ردت عليه المدفعية التركية. وقال خلال الجولة «رددنا على إطلاق النار السوري. إذا ما استمروا فسنرد بشكل أقوى». في طهران، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله إن 48 إيرانيا خطفهم معارضون سوريون بداية أغسطس الماضي في ريف دمشق هم في «وضع صحي جيد».
وذكر أن إيران تجري اتصالات بـ «قطر وتركيا» اللتين تدعمان المتمردين وبالحكومة السورية للإفراج عن رعاياها.
من ناحية أخرى، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة نشرت نحو 150 عسكرياً في الأردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن هذه القوة تنتشر في مركز للتدريب تابع الجيش الأردني على بعد 50 كيلومتراً عن الحدود السورية. ويؤكد المسؤول الأمريكي بذلك نبأ نشرته صحيفة نيويورك تايمز أمس. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين والأردنيين بحثوا إقامة منطقة إنسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود تتولى القوات الأردنية مراقبتها بدعم أمريكي لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حالياً. في المقابل، نفى الأردن تلك المعلومات. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة نفيه «ما ذكرته وتناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود قوات أمريكية في الأردن لمساعدة اللاجئين السوريين أو لغايات مساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أية أخطار تتعلق بالأسلحة الكيماوية».
سياسياً، ينوي المجلس الوطني السوري، التحالف المعارض السوري الرئيسي، الانتقال قريباً جداً إلى سوريا للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة، بحسب ما أعلن أحد مسؤوليه السياسيين. وأعلن رئيس المجلس عبد الباسط سيدا أن المجلس الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية في المنفى سيسعى خلال اجتماعه المقرر في الدوحة الأسبوع المقبل إلى تجديد هيئاته ثم توحيد سائر قوى المعارضة بغية تشكيل «حكومة انتقالية».
وفي لندن، أعلنت الشرطة البريطانية أن شخصين اعتقلا في مطار هيثرو بلندن في إطار «تحقيق في رحلة إلى سوريا لدعم نشاطات إرهابية مفترضة». في الوقت ذاته، كشفت وثائق سرية بثتها قناة «العربية الحدث» أن الرئيس السوري بشار الاسد أمر باغتيال الناشط الكردي مشعل تمو في سوريا. وتوضح الوثيقة المؤرخة في 3 أكتوبر 2011، وبناءً على توجيهات من الرئيس بشار الأسد، صدر أمر باغتيال الناشط الكردي مشعل تمو، حيث كُلف العقيد جودت حسن في جهاز المخابرات الجوية من العقيد الركن صقر منون بالتحرك إلى محافظة الحسكة السورية لتنفيذ حكم الإعدام في حق تمو، وتظهر الوثيقة بشكل واضح كلمة تصفية الناشط الكردي مشعل تمو على أن يعود جودت حسن فور إتمام العملية.