يأمل أندريه آرشافين قائد منتخب روسيا لكرة القدم في الظهور بمستوى قوي في بطولة أوروبا 2012 لإنعاش مسيرته في عالم اللعبة. وسيكمل ارشافين 31 عاماً قبل أسبوع واحد من انطلاق البطولة وعاد إلى نادي زينيت سان بطرسبرج الروسي من آرسنال الإنجليزي في فبراير الماضي بعد عام غاب عنه خلاله التوفيق في لندن. وبعد تألقه في أول عامين له في الدوري الإنجليزي الممتاز بما في ذلك تسجيل أربعة أهداف لآرسنال في مباراة تعادل فيها مع ليفربول عام 2009 فقد غاب التوفيق عن اللاعب الروسي الذي وجد صعوبة هذا الموسم في دخول التشكيلة الأساسية لفريقه. وتساءل معلقون كثيرون في روسيا وخارجها عما إذا كان آرشافين مازال يملك نفس إرادة التألق والالتزام إزاء اللعبة بينما ظن كثيرون أنه من المضحك أن يخرج لسانه عقب إحراز الأهداف التي باتت نادرة بالفعل. ولعل ما زاد الطين بلة أنه حتى أولئك الذين كانوا يتابعونه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت قد انقلبوا ضده. واستقبل مشجعو آرسنال آرشافين بصفارات الاستهجان عند مشاركته كبديل في مباراة انتهت بالهزيمة 2-1 أمـــــــام مانشـــــــــستر يونايتد في الدوري الإنجليزي في يناير الماضي. وبعد أن وجد نفسه في مواجهة البقاء على مقاعد البدلاء طوال الموسم قرر آرشافين أن يعود إلى روسيا في فترة الانتقالات في روسيا. ولحسن حظ آرشافين فإن زينيت -الفريق الذي قاده اللاعب لإحراز الدوري الروسي عام 2007 وكأس الأندية الأوروبية في العام التالي- تعاقد معه على سبيل الإعارة لمدة ثلاثة أشهر. ونقلت وسائل إعلام محلية عن آرشافين الذي أطلق عليه من قبل «الفتى الذهبي» لكرة القدم الروسية قوله «السبب الوحيد لعودتي إلى الوطن هي أنه ستتاح لي فرصة اللعب». وأضاف «لكني أحب أن أعود إلى آرسنال. تشعر أسرتي بالارتياح في لندن. يذهب أولادي إلى المدرسة هناك والجميع يشعرون بالسعادة هناك». ونظراً للمشاكل التي واجهت مسيرته مع ناديه فقد خيمت ظلال من الشك على مستقبله مع منتخب بلاده في ظل اقتراب انطلاق بطولة أوروبا. وافتقد آرشافين للمسة التهديفية إذ لم يحرز أهدافاً مع منتخب روسيا لمدة أكثر من عامين قبل أن ينهي صيامه عن التسجيل أخيراً بتسجل هدف روسيا الثاني في مباراة ودية أمام الدنمارك فازت بها بلاده 2-صفر في فبراير. وطالب بعض الخبراء المدرب ديك ادفوكات باستبعاد آرشافين الذي كان من الاعمدة الرئيسية للمنتخب الروسي من قبل من تشكيلة بطولة أوروبا 2012 وهو ما كان مستحيلاً قبل أشهر قليلة. وقال يفجيني لوفتشيف اللاعب الدولي السابق والكاتب الصحفي حالياً «رأيي الشخصي أنه لا يستحق مكاناً في تشكيلة منتخب روسيا بالنظر إلى مستواه الحالي». لكن ادفوكات الذي يعرف آرشافين منذ أن كان مدرباً لزينيت واصل الاعتماد على لاعبه وقال للصحفيين «مكان آرشافين في التشكيلة ليس مهدداً على الإطلاق ... إنه يتمتع بسمات القائد داخل وخارج المستطيل الاخضر». وعرف آرشافين طريق الشهرة في بطولة أوروبــــــــــــا 2008 ونـــــــال الإعجاب بأسلوبه المبدع وتحركاته الماكرة وقدراته التهديفية. وساعد آرشافين على تحويل روسيا من فريق صاحب فكر دفاعي إلى تشكيلة تلعب بأسلوب هجومي جذاب حققت مفاجأة ببلوغ الدور قبل النهائي خلافاً لجميع التوقعات وهي أفضل نتيجة لها في بطولة كبرى في 20 عاماً. واختير آرشافين ضمن أفضل تشكيلة للاعبين الذين خاضوا البطولة الأوروبية قبل أربع سنوات وأصبح بطلاً وطنياً في بلاده. وسرعان ما أصبح آرشافين أعلى لاعبي روسيا دخلاً وتصدر وجهه الطفولي صفحات المجلات وجنى أموالاً طائلة من الإعلانات. ومن المؤكد أن مشجعي المنتخب الروسي يتوقون لرؤية آرشافين يستعيد ذاكرة التألق هذا العام في بولندا وأوكرانيا.