تخوض روسيا بطولة أوروبا 2012 لكرة القدم مفعمة بالثقة وتسعى على الأقل لتقديم نفس المستوى الذي ظهرت عليه قبل أربع سنوات عندما بلغت الدور قبل النهائي وخسرت أمام إسبانيا التي أحرزت اللقب في النهاية. وبرغم أن البداية لم تكن موفقة في التصفيات بعدما فازت بصعوبة 2-صفر على اندورا المتواضعة وفازت على ملعبها على سلوفاكيا بهدف دون رد فقد تمكن الروس من انتزاع بطاقة التأهل للبطولة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا باحتلال صدارة المجموعة الثانية. لكن المنتخب الروسي لم يتمتع بنفس اللمسة الهجومية الفتاكة التي بدا عليها في بطولة 2008 في النمسا وسويسرا وإن كان بدا صلباً في الدفاع إذ سكن مرماه أربعة أهداف فقط في عشر مباريات منها اثنان في مباراة فازت بها روسيا على أيرلندا 3-2 في دبلن. واحتفظ الهولندي ديك ادفوكات الذي حل مكان مواطنه جوس هيدينك في تدريب روسيا عقب الإخفاق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بنفس التشكيلة تقريباً التي خاضت البطولة الأوروبية الماضية. لكن اللاعبين الأساسيين في المنتخب الروسي مثل القائد اندريه آرشافين والمهاجم رومان بافليوتشينكو والجناح يوري جيركوف الذين تألقوا في سويسرا والنمسا يعانون في مساعيهم للظهور بمستوى جيد هذا الموسم. وآرشافين مهاجم روسيا على وجه الخصوص لم يكن ثابت المستوى في لندن على مدار 21 شهراً ماضية قبل أن يعود إلى ناديه الأصلي زينيت سان بطرسبرج في إعارة لمدة ثلاثة أشهر في فبراير الماضي. وتعد عدم قدرة آرشافين على وجه التحديد على التأقلم مع أسلوب الكرة الإنجليزية أكبر عقبة تواجه فرص روسيا في النهائيات التي يخوضـها 16 منتخبــــــــاً أوروبياً. لكن واحدة من نقاط قوة روسيا هي ظهور بافل بوجربنياك بمستوى جيد وانتقاله إلى فولهام المنتمي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من شتوتجارت الألماني في فترة الانتقالات الشتوية في يناير الماضي. وأحرز بوجربنياك الذي يتمتع بالقوة وغاب عن نهائيات أوروبا 2008 بسبب إصابة في الركبة أهدافاً في أول ثلاث مباريات بالدوري الإنجليزي مع فولهام منها ثلاثية أمام ولفرهامبتون واندرارز. ويتوقع سيرجي فورسنكو رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم أن يحقق منتخب بلاده إنجازاً أكبر مما تحقق قبل أربع سنوات وزعم أن بلاده ستفوز بكأس العالم 2018. وقــــــــــال فورسنكو بعد القرعة التي أوقعت روسيا مع بولندا التي تشارك في الاستضافة واليونان بطلة أوروبا عام 2004 وجمهوريـــــــــة التشيك «أعتقد أننا نستطيع تحقيق أفضل مما أنجزناه قبل أربع سنوات مضت». وفي 2008 حقــــق هيدينك مفاجأة بقيادة روسيا -التي كانت غير مرشحة آنذاك- لبلوغ المربع الذهبي وهو أفضل نتيجة تحققها البلاد في بطولة كبرى في 20 عاماً. وكتب يفجيني لوفتشيف الذي كان لاعباً دولياً والآن يكتب عموداً في صحيفة روسية «في 2008 لم يكن الكثيرون يأخذون روسيا على محمل الجد لكننا تمكنا من مفاجأة من يطلقون على نفسهم خبراء». وأضاف «لكن هذه المرة ستكون المهمة أصعب ليس فقط لأن الفرق الأخرى لن تستهين بروسيا لكن لأن أدفوكات يعتمد بشكل أساسي على نفس التشكيلة التي خاضت البطولة الماضية». وتابع قائلاً «المشكلة الأكبر هي أن معظم لاعبينا مثل آرشافين وبافليوتشينكو قد تراجع مستواهم بشدة بالإضافة إلى تقدمهم في العمر». لكن آرشافين عبر عن تفاؤله. ونقلت وسائل إعلام روسية عن آرشافين (30 عاماً) قوله «أعرف أن الكثير من المشجعين في روسيا يستبعدون إمكانية أن ينافس الفريق بقوة. فليقولوا ما يريدون. من الناحية الشخصية أريد أن أثبت خطأ أولئك الناس». وأضاف «أعتقد أن من أكبر مزايا الفريق هي تمتعه بالخبرة وإننا نعرف ما ينتظرنا في بطولة مثل هذه حيث المهمة الرئيسية هي التأهل من دور المجموعات». وتابع قائلاً «بمجرد بلوغ دور الثمانية تصبح كل الاحتمالات قائمة. فعلناها قبل أربع سنوات».