طوكيو - (رويترز): حثَّ صندوق النقد الدولي الدول الغربية أمس على اتخاذ إجراءات سريعة مع استمرار أزمة ديون أوروبا بينما تظهر الولايات المتحدة واليابان تقدُّماً ضئيلاً في معالجة العجز في الميزانية.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد إن المشاحنات السياسية تضاف إلى الشكوك الاقتصادية وتباطؤ النمو في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة. وخفَّض صندوق النقد هذا الأسبوع توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية منذ أبريل.
وقالت لاجارد في لقاء صحافي قبل الاجتماع نصف السنوي لصندوق النقد الدولي في طوكيو: «نتوقع اجراءات ونتوقع أن تكون إجراءات شجاعة وتعاونية من جانب أعضائنا».
وامتد الركود، ليشمل الاقتصادات الناشئة التي قامت بدور أساسي في انتشال الاقتصاد العالمي من الركود في 2009. وخفَّضت البرازيل أسعار الفائدة أمس، واتخذت كوريا الجنوبية نفس الخطوة أمس.
وقال رئيس البنك الدولي، جيم يونج كيم: «الدول النامية التي كانت بمثابة المحرك للنمو لن تكون محصنة من تزايد حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي».
ووصف وزير المالية الياباني، كوريكي جوجيما أزمة ديون منطقة اليورو ومشاكل القطاع المالي بأنهما أكبر خطر على الاقتصاد العالمي وقال إن الضروري لأوروبا أن تسارع في تنفيذ خطوات متفق عليها لحل الأزمة.
وأضاف وزير المالية الياباني: «نأمل بأن تتغلب الدول الأوروبية على التناقضات في الآراء وأن تعزز جهودها للتكاتف وأن تقيم اتحاداً نقدياً بالمعني الحقيقي».
وعبر صندوق النقد عن إحباط من رد أوروبا التدريجي على أزمة ديونها وحذر من أن استقرار تكاليف الاقتراض لدول مثقلة بالدَّين مثل أسبانيا مؤخرا قد لا يستمر طويلا ما لم يتوصل زعماء منطقة اليورو إلى خطة شاملة وجديرة بالثقة. ويسعى صندوق النقد جاهدا لحشد التأييد لنوع الإجراءات الحاسمة - التي تريد لاجارد أن تراها من زعماء العالم. وستجتمع الدول الأعضاء في الصندوق وعددها 188 دولة يومي الجمعة والسبت، لكن من المرجح ألا تتمكن من تحقيق هدف لتنفيذ إصلاحات في نظام التصويت بما يعطي الاقتصادات الناشئة الكبرى دوراً أكبر ويرفع الصين إلى المرتبة الثالثة في هيكل النفوذ بالصندوق.
وأضاف النزاع بين اليابان والصين على جزر في بحر الصين الشرقي عنصراً آخر لعدم التجانس. وتخلف محافظ البنك المركزي ووزير المالية الصينيان عن حضور الاجتماعات وأرسلا نائبيهما إلى طوكيو. وقالت لاجارد إنها تأمل بأن يتمكَّن ثاني وثالث أكبر الاقتصادات في العالم من حل خلافاتهما «بتناغم وعلى وجه السرعة». وقالت «اعتقد انهم يخسرون بعدم حضورهم الاجتماع .. وهم سيفتقدون شيئاً عظيماً»، في إشارة إلى غياب كبار المسؤولين الماليين الصينيين.
إلى ذلك، قالت كريستين لاجارد إنه ينبغي منح الدول الأوروبية التي تواجه صعوبات مثل اليونان وأسبانيا المزيد من الوقت لخفض عجز الميزانية. وقالت لاجارد: «بدلاً من القيام بكل شيء في وقت واحد أحياناً يكون من الأفضل، نظرا للظروف وحقيقة أن العديد من الدول تنفذ مجموعة مماثلة من السياسات في وقت واحد بهدف خفض العجز، يكون من الأفضل منح بعض الوقت».
وأضافت «هذا ما طالبت به للبرتغال وهذا ما طالبت به لأسبانيا وهذا ما نطلبه لليونان .. قلت مراراً أن عامين إضافيين مطلوبان للبلاد لتواجه فعلياً برنامج الدعم المالي الذي تجري دراسته».
ومن المنتظر صدور تقرير البرنامج اليوناني - الذي تُعدُّه مجموعة الترويكا التي تضم المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي - خلال الأسابيع القليلة المقبلة.