قال شيوخ دين وعلماء إن “الحج فريضة عظمى، وركن من أركان الإسلام الخمسة، فرضها الله على عباده مرة واحدة، وفيها منافع في الدنيا والآخرة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “العمرة إلى ‏العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، ولحديث “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع ‏كيوم ولدته أمه”، وحديث “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر ‏والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد”، مشيرين إلى أن “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وهو الحج الذي لا يخالطه إثم ولا رياء ولا سمعة، ولا رفث، ولا فسوق، وعلامته أن يزداد الخير بعده ولا يعاود الشخص للمعاصي بعد رجوعه”.
وأوصى العلماء حجاج بيت الله الحرام بأن “يتحروا أن تكون نفقة حجهم حلالاً ليكون أبلغ في استجابة دعائهم”، مشيرين إلى أنه “يجب على الحجيج قبل الشروع في أداء مناسك الحج أن يردوا ما في ذمتهم من أموال وودائع وأمانات لأهلها، ويرضوا من خاصموهم، ويستسمحون كل من كان بينهم وبينه شحناء، وأن يتوبوا من جميع المعاصي والذنوب”.
وشدد العلماء على “ضرورة أداء الفريضة”، منوهين إلى أن “من ترك الحج تكاسلاً مع استطاعته آثم ومرتكب لأعظم الكبائر”.
وأوضحوا أنه “لا يجوز شرعاً مخالفة ضيوف الرحمن للوائح السلطات السعودية المنظمة لمناسك الحج، فيما أجازوا للحجاج المرضى ترك المبيت بمنى والتوكيل لرمي الجمرات، كما أفتوا بجواز رمي الجمرات طوال اليوم تخفيفاً على الحجاج خاصة في حالات الزحام الشديد”.
أركان الحج
من جانبه، قال الشيخ بشير جويزي صالح “نحمد الله الذي فرض على المستطيعين من عباده حج بيته الحرام، وجعل الحج المبرور مكفراً للذنوب والآثام، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، خير من طاف وسعى وأكرم من لبى ودعا، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان واقتفى، إن فريضة الحج من أعظم فرائض الإسلام وهى الركن الخامس من أركان هذا الدين الحنيف، قال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وقال صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس وذكر منها وحج البيت من استطاع إليه سبيلا).
وأضاف الشيخ جويزي “ينبغي على من أراد الحج أن يعلم أن الحج المبرور هو ما كان خالصاً لله، وكما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال (خذوا عني مناسككم). ولذلك لابد من الوقوف على بعض أحكام الحج وآدابه ليكون حجاً مبروراً بإذن الله على النحو التالي”:
أولاً: أركان الحج: للحج 4 أركان عند جمهور أهل العلم وهي:
1- الإحرام: وهو نية الدخول في النسك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” وله زمان محدد وهي أشهر الحج لقول الله تعالى (الحج أشهر معلومات)، ومكان محدد وهي المواقيت التي يحرم الحاج منها.
2- الوقوف بعرفة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك”.
3- طواف الإفاضة لقوله سبحانه وتعالى (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق).
4- السعي بين الصفا والمروة: لقوله صلى الله عليه وسلم (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي).
وتابع الشيخ جويزي “هذه الأركان الأربعة: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة لا يصح الحج بدونها، ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره، بل لابد من فعله”.
ثانياً: واجبات الحج: وهي التي يصح الحج بدونه ويجبر تركها بدم شاة أو سُبع بقرة أو سُبع بدنة تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم لقول ابن عباس رضي الله عنهما “من نسي من نسكه شيئاً أو تركه فليهرق دماً” وهذه الواجبات هي:
1- الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً لقوله صلى الله عليه وسلم “هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة”.
2- الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف إلى الغروب وقال “لتأخذوا عني مناسككم”.
3- المبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بات بها.
4- المبيت بمنى ليالي أيام التشريق لأنه صلى الله عليه وسلم بات بها أيضاً وقال “لتأخذوا عني مناسككم”.
5- رمي الجمرات: جمرة العقبة يوم العيد، والجمرات الثلاث أيام التشريق لأن هذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأن الله قال: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).
6- الحلق والتقصير: لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وقال “وليقصر وليحل”. ودعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة، والمرأة تأخذ من شعرها قدر أُنملة وهي عقلة الإصبع”.
7- طواف الوداع: لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت”.
ثالثاً: سنن الحج: وما عدا هذه الأركان والواجبات من أعمال الحج فسنن ومستحبات، كالمبيت بمنى يوم الثامن، وطواف القدوم، والرمل في الأشواط الأولى، والإضباع فيه، والاغتسال للإحرام، وغير ذلك من السنن التي يُستحب الإتيان بها وعدم التفريط فيها اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان لا يلزمه شيئاً بتركها. ولفت الشيخ جويزي إلى أنه “إن كان للحج أركان وواجبات وسنن فإن له مجموعة من الآداب ينبغي لكل مسلم حريص على حجه ويقتفي أثر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتأدب بها ومن جملتها:
1- يُستحب لمن أراد الحج والعمرة أن يكتب وصيته وما له وما عليه من ديون ويرد الودائع إلى أهلها أو يستأذنهم في بقائها فالآجال بيد الله تعالى.
2- التوبة من الذنوب والمعاصي والندم على ما مضى منه والعزيمة على عدم العودة إليها.
3- أن يرد المظالم إلى أهلها كأن يكون لأحد عنده مال أو عرض أو يطلب منهم السماح والعفو عنه. وأن يختار لحجه أو عمرته نفقة طيبة من الحلال لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
4- أن يبتعد عن جميع المعاصي فلا يؤذي أحداً بلسانه ولا بيده ولا يزاحم الحجاج زحاماً يؤذيهم.
5- أن يتفقه في أحكام الحج والعمرة ليكون نسكه صحيحاً بإذن الله تعالى.
6- أن يتعاون مع إخوانه في الحج على البر والتقوى وأن يتناصح معهم بالمعروف.
7- أن يعلم الجاهل، ويساعد المحتاج، ويأخذ بيد الضعيف، وأن يعفو عما يصدر تجاهه من هفوات قد تصدر من بعض الحجاج.
زيارة مسجد الرسول
تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج وبعده، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”. كما يستحب للمسلم أن يصلي النافلة في الروضة الشريفة لقوله صلى الله عليه وسلم “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”. ويستحب كذلك الصلاة في مسجد قباء لقوله صلى الله عليه وسلم “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة”.
أخطاء واجب تجنبها
من ناحيته، أوضح الشيخ زياد السعدون أن “الحج فريضة عظمى، وركن من أركان الإسلام الخمسة، فيه منافع في الدنيا والآخرة، ففيه مغفرة ‏الذنب، لقوله عليه الصلاة والسلام “العمرة إلى ‏العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، ولحديث “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع ‏كيوم ولدته أمه”.‏ ومنافع أخروية دنيوية لحديث ابن عباس، قال: قال رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر ‏والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد”.
وتابع الشيخ السعدون “أما المنافع الدنيوية ففي قوله تعالى (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي ‏أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، ‏‏والحج عبادة تتوحد فيها الأعمال وترتفع الأصوات ‏بنداء واحد يشترك فيه الجميع: الغني والفقير، والملك والمملوك، والرئيس ‏والمرؤوس، لباسهم الإحرام، ونداؤهم “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا ‏شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، نداء واحد على ‏اختلاف الألسنة والألوان”.‏
وأوضح الشيخ السعدون أنه “مع هذه الأهمية العظمى للحج فقد تقع بعض الأخطاء التي تؤثر على تلك الشعيرة الكبرى من شعائر الله، كالتزاحم الذي يؤذي الكثيرين، بل قد يودي بحياة بعض الضعفاء والمساكين‏‏، عند رمي الجمرات، أو التزاحم لتقبيل الحجر الأسود، وفعل بعض ما لم ‏يكلفوا بفعله كصعود الصخرات التي تسمى بجبل الرحمة، وهذا بسبب الجهل بأحكام الدين، ‏ومما يُوقع الحجاج في الأخطاء أنهم يقلدون في أمر الحج من ليس له علم، ‏فترى هيئة الإحرام كأن كشف الكتف الأيمن من مناسكها، مع أنه سنة فقط في ‏أشواط القدوم السبع فحسب، لكنك ترى كثيراً من الحجاج يكشف كتفه طوال فترة الإحرام، ويعين على ‏هذا أن الملصقات الإرشادية ترسم صورة الحاج في إحرامه وقد كشف كتفه الأيمن‏‏، فيثبت ذلك الخطأ، وترى بعض الحجيج لا يغطي سرته وما تحتها رغم أنها عورة ولا تصح الصلاة إلا بتغطيتها، وتقع بعض النساء بمحظور ألا وهو لبس النقاب والقفازين، فيجوز السدل لحديث عائشة رضي الله عنها، كذلك لا يجوز تبادل رسائل الغرام بين الزوجين أثناء الإحرام، ‏ويحرم على المحرم وضع الطيب وقص الشعر والأظافر، والرجل لا يغطي رأسه بعكس المرأة، ويجوز اتخاذ المضلة التي لا تلامس الرأس، ومن فعل شيئاً من هذه الأمور وجب عليه فدية من صيام 3 أيام أو إطعام 6 مساكين أو ذبح شاة، ومن فعل ذلك ناسياً لا شيء عليه”.
وتابع الشيخ السعدون “لابد أن يعلم الحاج أن التزاحم على الحجر ليس من ‏السنة، وأن صعوده على رصيف الكعبة “الشاذروان”، ليصل إلى الحجر ‏يجعل الطواف غير صحيح مثله كمثل الذي يدخل من باب الحجر ويخرج من ‏الآخر، لأن هذا الرصيف الذي حول الكعبة من الكعبة ومزاحمة النساء ‏للرجال عند الحجر ليست من الفضل ولا يعفيهن من الذنب الذي تقع فيه الذي ‏أوقعت فيه الرجال. ومما ابتلي به بعض الحجيج أنه ينشغل بالاتصال بالأهل والأولاد والأصدقاء إلى درجة يصبح كالمراسل التلفزيوني أو الإذاعي ينقل تحركاته ومشاهد الحجيج بشكل يؤثر على أدائه لمناسك الحج ولا بأس من التواصل مع الأهل لكن لا إفراط ولا تفريط”.
أسرار ومقاصد الحج
من جانبه، قال القاضي بالمحكمة الكبرى الشرعية الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن ضرار الشاعر “الحمد لله رب العالمين الذي جعل البيت العتيق مثابة للناس وأمناً، والصلاة والسلام على خير خلق الله القائل “من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”، لقد فرض الله تعالى الحج على عباده إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس وذكر منها: حج بيت الله الحرام”.
وأشار د. الشاعر إلى أن “الحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فريضته وهو يعيش بين المسلمين فهو كافر، ومن تركه تكاسلاً مع استطاعته فهو آثم مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له”، وقال “من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة”.
وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال “استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه”، وللأسف فإننا نجد الكثير من الناس اليوم وقعوا في التسويف وطول الأمل، وحرموا أنفسهم من هذا الثواب العظيم، فلم يبادروا بأداء هذه الفريضة مع استطاعتهم وقدرتهم المالية والبدنية، وما ذلك إلا من وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، فهل يعقل أن يفرط المسلم في هذه الفريضة العظيمة التي تهدم ما كان قبلها من الذنوب والمعاصي، وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال “وأن الحج يهدم ما كان قبله”.
وتابع د. الشاعر “الحج من أفضل الأعمال، سئل النبي صلى الله عليه وسلم: “ أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور”، وقال أبو الشعثاء “نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن، والصوم كذلك، والصدقة تجهد المال، والحج يجهدهما”، وجاء في الصحيح “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، والحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم، وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق، وقيل: علامة الحج أن تزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه”.
وعن الحسن البصري قال: “الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وروي: أن “الحج المبرور هو إطعام الطعام وإفشاء السلام وطيب الكلام، والصحيح أنه يشمل كل ذلك.
أما بالنسبة للمرأة فهو يعدل الجهاد في المعركة، لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور”، قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً “جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة”.
وللحج أسرار ومقاصد عديدة، على رأسها تحقيق العبودية لله تعالى والاستجابة له، وإعلان التوحيد الخالص، فأول كلمة يتلفظ بها الحاج عند دخوله في النسك “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، وفي الحج ربط حاضر الأمة بماضيها، فيتذكر الحاج أسلافه الذين ساروا على هذا الطريق، ابتداءً من أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وما حدث له من أحداث هجرته وأذانه بالحج ودعائه لمكة وبركات تلك الدعوة، وصولاً إلى حجة الوداع وموقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإتمام هذا الدين، ونزول قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، كما تظهر في الحج روح المساواة، والتجرد من شهوات النفس، والتعود على ركوب المشاق، والتعود على مكارم الأخلاق، والحج بلباس الإحرام يذكرنا باليوم الآخر وبلباس الكفن، وازدحام الناس يذكرنا بازدحامهم يوم الحشر، والوقوف بعرفة يذكرنا بالوقوف بين يدي رب العالمين (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
تحري نفقة الحج
في سياق متصل، قال مفتي الديار المصرية، د. علي جمعة إنه لا يجوز شرعاً للحاج مخالفة القواعد التي أقرتها سلطات المملكة العربية السعودية من تنظيمات ولوائح في الحج تحقق مصالح ضيوف الرحمن.
وبينما أفتى د. جمعة بأن “التدخين في الحج حرام شرعاً، لكن لا يمنع قبول الفريضة”، أرجع علماء دين حرمة التدخين في الحج لكون المدخن ارتكب معصية، ومن ثم تؤثر على ثوابه.
إلى ذلك، أوصى علماء الأزهر حجاج بيت الله الحرام بأن يتحروا أن تكون نفقة حجهم حلالاً ليكون أبلغ في استجابة دعائهم.
من جانبه، دعا مفتي مصر الحجاج إلى “مراعاة الالتفات إلى ما أقره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وما أفتت به دار الإفتاء المصرية منذ سنوات، بجواز رمي الجمرات طوال اليوم تخفيفاً على الحجاج، خاصة في حالات الزحام الشديد في هذا الزمان”، مؤكداً أن “المشقة تجلب التيسير”.
وفي السياق ذاته، قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز شرعاً للضعفاء والمرضى من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام تركُ المبيت بمنى، كما يجوز لهم أيضاً التوكيل عنهم في رمي الجمرات، ولا حرج عليهم ولا يلزمهم بذلك جبران.