كتب - عبدالرحمن محمد أمين:
محمد سلطان مبارك المذكور “بوعلي “ الشهير بـ “بحرين المحرق”، أحد ابناء المحرق، وهو شقيق حارس المرمى الشهير حمود سلطان. تنقل بين عدة فرق لكرة القدم، لكنه ظل مخلصاً لفريق المحرق، وقد حقق معه عديداً من البطولات.
مثّل محمد 4 منتخبات بحرينية وهي: منتخب الشباب العام 1975 والعام 1978 والمنتخب الأهلي من العام 1974 إلى العام 1982 ومنتخب الشرطة في سوريا العام 1976 والمنتخب العسكري منذ العام 1976 إلى العام 1980.
كما شارك في عديد من الدورات والبطوالات منها: دورة الخليج الرابعة في قطر، دورة الخليج الخامسة في العراق، دورة كأس رئيس كوريا الجنوبية الأولى، دورة كأس رئيس كوريا الجنوبية الثانية، التصفيات الأولمبية في طهران، الدورة الآسيوية للشباب في طهران، الدورة الآسيوية للشباب في بنغلادش، البطولة العربية الأولى للشرطة في سوريا، تصفيات كأس العالم العسكرية في البحرين، نهائيات كأس العالم العسكرية في الكويت، تصفيات كأس آسيا في الامارات، تصفيات كأس العالم العسكرية في الكويت ، تصفيات كأس العالم في السعودية.
لقد عاش محمد تجربة غنية في الملاعب، امتلأت بالذكريات التي تنسى، وهو هنا يسرد جانبا من حياته اليومية والعملية وكذلك الرياضية...
يقول محمد: أنا من مواليد مدينة المحرق العام 1955، متزوج وأب لثلاثة أبناء هم علي، عبدالرحمن، عبدالله وابنتين لولوة وفاطمه. وقد نشأت في بيت جدتي مريم بنت محمد الجارالله رحمها الله مع أخوة أربعة هم: ماجد ، مبارك ، حمود وأربع أخوات.
وكان والدي رحمه الله يعمل سائق سيارة لدى بيت المرحوم الشيخ سلمان بن محمد بن عيسى آل خليفة، منذ أن كان عمره 16 سنة. وكان مرافقاً له في سفراته للقنص حتى توفاه الله. وكان مرحاً مع الجميع وذا شخصية، ربانا على الأخلاق والاحترام وحب الناس والاعتماد على النفس وصون كرامتها. وهو من زرع علاقة الأخوة فيما بيننا، فكلما كبرنا كلما شعرنا بأننا أقرب إلى بعضنا، والعلاقة مبنية على الحب والاحترام المتبادلين بيننا، رغم أني ألتقي بماجد أكثر من حمود بسبب كثرة سفراته ومشاركاته في التحليل في القنوات خارج البحرين.
دراستي
بدأت دراستي الابتدائية في المدرسة الشمالية بفريق العمامرة، وهي مدرسة عمر بن الخطاب، وأتذكر من زملاء الفصل عبدالعزيز جلال المير، الشيخ محمد يوسف “بوعمران”، صالح سند، راشد عبدالرحمن المناعي، راشد جاسم عمر، الشيخ أحمد بنعلي، ابراهيم الجودر، عيسى بشير وطارق الجودر وآخرين لا أتذكرهم الآن.
أما أساتذتي فأتذكر منهم مالود هديب، أحمد النعيمي، عبدالرحمن الأنصاري، جبرئيل “فلسطيني” ، عبدالحميد المحادين ، المرحوم ابراهيم شمس ، محمد مظفر وصالح بن هندي.
ومن بعدها انتقلت الى المرحلة الإعدادية بمدرسة طارق بن زياد في المنطقة التي أسكن فيها، علماً بأني في الصف الأول إعدادي كنت في مدرسة الهداية، وبعد أن أنشئت المدرسة في المنطقة تم تحويلنا للصف الثاني إعدادي لمدرسة طارق بن زياد. وأتذكر من الزملاء ابراهيم زويد مدافع الحالة وعبداللطيف حسن ومحمد بودهوم وآخرين.
وفي الثانوية كانت هناك مجموعة من الزملاء منهم: المرحوم د. عبداللطيف الرميحي وصلاح محمد صالح ومحمد بوشيخة، د. عبدالله يتيم، شوقي الحسن، جاسم الشيراوي، علي المضاحكة، د. خليفة بن دينه، ابراهيم سالمين وعبدالكريم بوجيري وآخرين.
وفي مدرسة الهداية بالثانوية كنت من ضمن فريق الكرة الذي كان يضم في تلك الفترة شريدة مبارك لاعب قلالي، ويوسف الرفاعي لاعب المحرق ومحمد ربيعه و فؤاد ابراهيم و يعقوب جمعه وعبدالله حسن حارس المرمى و نجم المناعي وخليفة ماجد ، وقد فزنا ببطولة دوري المدارس العام 71-72 و منافسات أخرى.
العمل في الجمارك
عمل محمد في إدارة الجمارك قسم المقاطعة في بداية مشواره مع العمل منذ 40، وأول راتب استلمه كان 80 ديناراً العام 1972، بعد أن تخرج من الثانوية. وكان يرأس القسم محمد جاسم حماده، وكان المرحوم الشيخ دعيج بن خليفة بن محمد آل خليفة رئيس الجمارك في تلك الفترة، وكان موقع الجمارك مقابل باب البحرين.
الشغف بكرة القدم
ويضيف محمد بشأن شغفه بكرة القدم: عندما جاء أبي من إحدى رحلات القنص أحضر معه كرة قدم، وقد تولعنا بها منذ الصغر، وكان عمري 5 سنوات. لقد شكلنا مجموعة من الأصدقاء أذكر منهم الشيخ راشد بن سلمان وشقيقه المرحوم جابر بن سلمان والمرحوم الشيخ راشد بن حمد وأخويّ ماجد وحمود وكذلك مجيد وعزيز البلوشي ومرشد وعيسى شاهين علي ومحمد بشير لاعب المحرق سابقاً، وأصدقاء كثيرون لا أتذكرهم. وكنا نلعب داخل وخارج فناء بيت الشيخ سلمان بن محمد في منطقة البسيتين عند مدرسة الهداية الخليفية.
وكنت أرافق رئيس فريق شباب البسيتين الشيخ أحمد بن سلمان، وأذهب معه الى المباريات الودية والصفية التي تقام في تلك الفترات. وكنت أتمنى أن ألعب معهم في الفريق، لكن بحكم السن كنت فقط أتفرج عليهم وأشجعهم، وكان عمري آن ذاك 12 سنة.
اللقاء الأول مع أحمد بن سالمين
عندما انتقلت العائلة إلى منطقة بيوت العمال بالمحرق، كنت أذهب إلى مباريات نادي المحرق. وفي أحد المرات كان المدرب القدير أحمد بن سالمين يدرب مجموعة من الأشبال وكان ينقصهم حارس مرمى، وأشار لي قائلا: ما رأيك ان تلعب معنا حارس مرمى؟ لم أتردد وسارعت للمرمى وكنت أحرص على لفت نظره ببعض الحركات الخاصة بالحراسة. فقال لي تعال غداً واشترك معنا كحارس أساس في الفريق. ثم استمرت مشاركاتي مع أشبال المحرق لمدة سنتين تقريباً.
أتذكر من الأصدقاء في تلك الفترة حمد وعلي نبهان، سامي بوراشد، نجم المناعي، حسن عتيق، دعيج وخالد بن سلمان بن أحمد آل خليفة، عبدالعزيز عبدالكريم المناعي، ابراهيم خليفة مطر، وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الشيخ راشد بن أحمد ومحمد حمد المناعي.
الانضمام إلى فريق الساحل
في تلك الفترة كان فريق الساحل يمثل فريق المنطقة التي نسكن فيها، وقد انضممت إليه، وكان عمري آنذاك 14 سنة، وكنت ألعب في الدفاع والهجوم حسب حاجة الفريق.
وأتذكر من زملائي في الفريق حسن الغزال، عزيز المناعي، ماجد سلطان، محمد بودهوم، عبدالعزيز محمد عيسى ، عبدالصاحب سالم ، غيث محمد ، عبدالله يوسف، راشد و يعقوب النهام ، المرحوم ابراهيم علي اسماعيل ، عبدالله كمال ، عبدالرزاق ضاحي من السعودية ، صلاح محمد عبدالعزيز ، يعقوب عبدالله الشيخ ، أحمد جعفر عبدالملك ، مساعد مطر ، موسى البدل ، ابراهيم سعد و يوسف كمال. وكنا نشارك في الدورات الصيفية التي تقام آنذاك لنا في جميع مناطق البحرين. وكنا نتلهف لمثل تلك المباريات و المنافسات الشريفة والمفيدة.
كانت أياماً حلوة وجميلة وذكريات لا تنسى، ولا ينسى أبونا رئيس الفريق إسماعيل بوسمرة ومساعده عبدالله بن صقر بوسمره، وتشجيعهم لنا في المباريات والدورات الصيفية التي أقاموها لنا في تلك الفترة.
قصتي مع اللقب «بحرين»
وحول لقبه “بحرين” يقول محمد: قصتي مع اللقب “بحرين” جاءت عندما كنا صغاراً نذهب إلى مباريات نادي المحرق ونحن مجموعة من الأصدقاء نلعب خلف المرمى، وكل واحد منا يسمي اسمه بأحد لاعبي المحرق. وفي إحدى المرات تأخرت على المجموعة وحضرت والأصدقاء كل واحد سمى اسمه بلاعب من المحرق، ولم يتبقَ لي أحد منهم، وفي تلك الأثناء كانت مباراة المحرق ضد الجزيرة “ الحالة حالياً “ وإذا باللاعب عيسى العربي من فريق الجزيرة يؤدي حركة رائعة داخل الملعب “على الطاير”، فقلت أنا بحرين وأطلق علي هذا الاسم إلى يومنا هذا، وأنا أعتز به خصوصاً وهو يحمل اسم بلادي الغالية العزيزة مملكة البحرين التي أتمنى أن يحفظها الله من كل شر في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أطال الله في عمره و حفظه من كل سوء.
ناصر محمد أدخلني نادي النهضة
أما قصة التحاقي بفريق النهضة “البحرين حالياً” فبدأت عندما كانت تربطني علاقة أخوية مع الكاتب الصحفي ناصر محمد “أبوبدر “ أيام الدراسة بمدرسة الهداية الخليفية، وكنا في الإجازة الصيفية نذهب إلى نادي البحرين ونمارس هناك جميع اللعبات، وتقام لنا دورات سداسية في كرة القدم. تحت إشراف الكابتن محمود جمال، الذي نكن له كل الحب والتقدير.
وتم تسجيلي في كشوفات النادي في الدرجة الثانية، ولعبت أكثر من مباراة و شاهدني المدرب شناف فيصل وقال للكابتن محمود جمال أنا أحتاج للاعب بحرين، وكنت في ذلك الوقت لاعباً حماسياً أراقب اللاعب المطلوب مني مراقبة بصورة شديدة دون أن أصيبه، و تم ترفيعي إلى الفريق الأول. وفي السنة بين العامين 69 و70 و70 و71 حصلنا على بطولة كأس الاتحاد لسنتين متتاليتين، وهذا إنجاز لي مع النادي، حيث إن الفريق لم يحصل إلا على بطولة واحدة هي بطولة الدوري العام 1968 فقط في ذلك الوقت.
الانتقال إلى نادي المحرق
لقد جاء انتقال محمد بحرين إلى نادي المحرق بناء على طلب الأصدقاء، ويوضح محمد: كان أخي العزيز المرحوم عبدالله السيد، في الصيف بعد انتهائي من الدوري موسم 70-71، قد طلب مني الانتقال الى نادي المحرق، في البداية لم أؤيد الفكرة ورفضتها بحكم الصداقة التي كانت تربطني بفريق النهضة. لكن في أثناء العطلة الصيفية قبل بداية الموسم الجديد فاتحني اللاعب الفذ والأخ العزيز خليفة بن سلمان آل خليفة نجم الكرة البحرينية ونادي المحرق، وهذا اللاعب أعتز به كلاعب و أخ عزيز على نفسي مع المرحوم عبدالرحمن عاشير لضمي لصفوف المحرق، وقال لي مستحيل أن تسجل في كشوفات النهضة هذه السنة، كما طلب مني الوالد والوالدة الانتقال.
أخذت أفكر في الموضوع كثيراً، وقبل بداية الدوري لموسم 71-72 وقعت في كشوفات النهضة، وعندما اتصل بي الأخ خليفة بن سلمان أخبرته انني وقعت مع النهضة، فقال لي حاول في طريقة تنقذك، ترى أنت محرقي هالسنة، فرحت نظرا لحبي لارتداء الفانيلة الحمراء التي لا تقدر بشيء، ونسيت حبي للنهضة ولاعبينه واستطعت الحصول على بطاقتي وتوقيعي بطريقتي وانتقلت من النهضة الى للمحرق، وكان ذلك في بيت عبدالرحمن عاشير ففرح أهلي وأصدقائي المحرقاويون، واستمررت معهم كل المواسم إلى النصف من موسم 74-1985 عندما أديت ما عليّ تجاه النادي وطلبت الاعتزال عن الكرة، ووافقوا على طلبي، عندما رأيت من سيحل مكاني في قلب دفاع المحرق وهو اللاعب عدنان ضيف الذي أعتبره أحسن من يكون محلي في ذلك الوقت.
لعب الأمس واليوم
يرى محمد أن اللعب كان أحلى في السابق نظراً لوجود الولاء والحب والإخلاص لفانيلة النادي والجمهور بدون مقابل ، أما الآن فأصبحت المادة تقدم على كل شيء و هي الأساس في اللعب.
ويذكر من المدافعين في البحرين الذين يعتز بهم: عبدالرحمن بوجمال “ المحرق” ، محمد الأنصاري “العربي”، وإبراهيم الحمادي “النهضة”.
9 دنانير أول هدية استلمتها
ومن المواقف الطريفة التي يذكرها محمد أن “أول هدية استلمتها بعد مباراة المحرق والبحرين في السبعينات كانت من المرحوم محمد العبيدلي وكان مشجعاً محرقاوياً متعصباً، تبلغ 9 دنانير بعد فوزنا على البحرين “ 2/0 “ أو “ 3/0”. وذلك بعد أن شرط علي أن لا أدع خليل شويعر يسجل في مرمى المحرق، فقلت له حاضر، ولم يستطع شويعر أن يشكل أي خطورة على مرمانا في تلك المباراة.
ومنه أيضاً أنه “في إحدى مباريات دورة الشباب في طهران كانت لنا مباراة مع المنتخب الياباني على المركز الثالث والرابع، وفي أثناء اللعب اعتدى أحد لاعبي اليابان على زميلي عبدالله بدر وكانت اللعبة خشنة، فما كان مني إلا أن ذهبت إلى ذلك اللاعب وأشرت له وأنا أكلمه باللغة الإنجليزية التي لم أكن في ذلك الوقت أجيدها تماماً مما يعني بأنني سأضع حذائي في رأسه، والربع لا زالوا يتذكرون ذلك الموقف وهو جميل ومضحك واللاعب الياباني لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية وكان مستغرباً، المهم أنا أوصلت له الرسالة “ترى تحمل مرة ثانية تضرب أحد اللاعبين ترى الجوتي في رأسك”.
ويضيف: أنا لم أؤذِ أحداً طوال عمري سواء خلال مشاركاتي مع نادي المحرق أو المنتخب الأهلي أو العسكري أو الشرطة، إنما كان مجرد تهديد فحسب، لأن في نهاية المباراة تبادلنا التهنئة من الطرفين وفزنا عليهم بـ 3 أهداف مقابل هدف، واحتللنا المركز الثالث والميدالية البرونزية.
أما الموقف الثاني فكان أثناء دورة الخليج الخامسة في بغداد، وكنت مع الزميل العزيز كامل غيث لاعب الحالة في غرفة واحدة، وكانت فترات التمرين صباحية ومسائية، وفي يوم من أيام الدورة وبعد انتهاء الفترة الصباحية من التمرين، كان عندنا وقت كافٍ للتمرين في الفترة المسائية فعزمنا أنا وزميلي كامل غيث الذهاب إلى سوق الحمام في بغداد، وخرجنا في تاكسي من الفندق إلى السوق وكل واحد منا قام بشراء بعض الحمام وتم وضعها في أقفاص من الجريد، وقد تأخرنا بعض الوقت، وكان بعض الزملاء جالسين تحت للاستعداد للخروج إلى التمرين، ودخلنا بسرعة إلى الغرفة، وكان الجميع ينتظرنا تحت في الفندق، وخلال ارتدائنا ملابس التمرين كان المرحوم حمزة ميرزا مدير الفريق في تلك الفترة، وكان يتفق مع اللاعبين، وقال لهم “ناقص بحرين وكامل ليكون نايمين. سأذهب لهم الغرفة لوحدي” وعندما دخل علينا الغرفة ووجدنا نعطي الحمام الحب والماء في البلكونة، وصرخ علينا “بسرعة الجميع ينتظرونكم للتمارين وأنتم مع الحمام” واعتذرنا له على التأخير و عاتبنا على الذهاب إلى السوق بدون أذن منه، ومرت المسألة بسلام ولم نخبر المدرب عن ذلك. وكان الموقف بصراحة غريب لأننا قادمون إلى الدورة وليس لشراء حمام، لكن كان في بالي أنني في فرصة بالعراق، في بلد يوجد بها جميع أنواع الحمام، فالننتهزها الآن وكان ذلك بالفعل.
ويأمل محمد أن يكون هناك فريق قوي متجانس يرفع راية البحرين عالية في جميع المشاركات والمناسبات والدورات على جميع الأصعدة الرياضية.