نيقوسيا - (أ ف ب): تدخل بطولة العالم لسباقات فورمولا1 الأمتار الأخيرة عندما تستضيف حلبة يونغام في نهاية الأسبوع الحالي جائزة كوريا الجنوبية الكبرى، المرحلة السادسة عشرة (من أصل 20)، حيث يبحث سائق فيراري الإسباني فرناندو الونسو عن التعويض قبل أن يفلت اللقب العالمي من بين يديه.
وبدا الونسو على المسار الصحيح نحو الفوز باللقب العالمي للمرة الأولى مع فيراري والثالثة في مسيرته بعد عامي 2005 و2006، بعد أن تقدم بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه، أولهم الأسترالي مارك ويبر (ريد بول-رينو) ثم البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين-مرسيدس) وبطل العالم الألماني سيباستيان فيتل (ريد بول-رينو)، مستفيدا من سوء طالع الاولين بشكل خاص.
لكن السباق الماضي الذي أقيم الأحد الماضي على حلبة سوزوكا اليابانية، أثبت أنه لا يمكن الاعتماد حصراً على الحظ من أجل الفوز باللقب العالمي بل يجب أن يترافق ذلك مع النتائج، وهذا ما اختبره فعلاً سائق فيراري الذي وجد الفارق المريح الذي كان يفصله عن أقرب ملاحقيه يتلاشى ليصبح أربع نقاط فقط.
ودخل الونسو إلى السباق الياباني وهو يتقدم بفارق 29 نقطة عن فيتل بعدما وقف الحظ إلى جانبه لأن السائق الإسباني لم يذق طعم الفوز في المراحل الأربع السابقة بل حتى إنه اضطر للخروج من سباق بلجيكا دون نقاط بعد تعرضه لحادث في اللفة الأولى، لكنه بقي في وضع مريح نتيجة سوء نتائج ويبر وهاميلتون.
واستفاد فيتل من خروج الونسو منذ اللفة الأولى بعد اصطدامه بالفنلندي كيمي رايكونن (لوتوس-رينو) لكي يصبح على بعد أربع نقاط منه، لكن ذلك لم يحبط الحظيرة الإيطالية التي تعهد مديرها ستيفانو دومينيكالي بمواصلة الاندفاع وتطوير السيارة، معترفاً في الوقت ذاته بضرورة أن يخطو فريقه خطوة إضافية نحو الأمام في ما يخص أداء “اف 2012”.
ونفى دومينيكالي صحة الأخبار التي تتحدث عن أن الفريق الإيطالي خفف من وتيرة عمله على تطوير سيارة الموسم الحالي ما سمح لماكلارين-مرسيدس بالفوز في ثلاثة سباقات وريد بول-رينو باثنين من أصل السباقات الخمسة الأخيرة، مضيفاً “يجب أن نكون عقلانيين، فسيارة ماكلارين تمتعت بسرعة غير معقولة في سباق سنغافورة، فالجميع اعترف بأنها كانت تطير”.
وواصل “ثم رأينا سيارة ريد بول في عطلة نهاية الأسبوع (الماضي في سوزوكا) تقدم أداء ملفتاً، وبالتالي علينا أن نرى ما بإمكاننا القيام به من أجل أن نصبح على المستوى ذاته معهما من حيث تطوير السيارة، أو أن نرى إذا كانت هذه الحلبة (سنغافورة وسوزوكا) تناسبهما بشكل أفضل منا”.
وأضاف “من المؤكد أنه علينا أن نرى ما هي الناحية التي يركز عليها المنافسون، ويجب أن نواصل ضغطنا الإيجابي على مهندسينا من أجل الحرص على أن نحقق التطور المرجو. عندما أسمع الناس يقولون إننا لم ندخل أي تطور على السيارة في العديد من السباقات، فأجيب هذا الأمر غير صحيح. الحقيقة هي أن مستوى التنافس مرتفع جداً. يجب أن نحسن سرعتنا خلال التجارب التأهيلية لأننا حالياً في مستوى غير ذلك الذي نرغبه”.
وأشار دومينيكالي إلى أن على فريقه المحافظة على رباطة جأشه في السباقات الخمسة الأخيرة للموسم، مضيفاً “ندرك أن كل سباق يختلف عن الآخر ونعلم أن ما حصل معنا في اليابان قد يحصل للآخرين أيضاً”.
وهذه كانت أيضاً وجهة نظر الونسو الذي اعتبر أن الحظ قد يهجر فيتل في السباقات المقبلة وسيضطر للانسحاب كما حصل مع السائق الإسباني في سباقي بلجيكا واليابان، مضيفا “هناك خمسة سباقات متبقية، ستكون بمثابة البطولة المصغرة لأننا نبدأ بنفس النقاط تقريباً وعلينا أن نسجل نقاطاً أكثر منه في السباقات الخمسة. سنحاول أن نحقق هذا الأمر”.
ويدرك فيتل الذي أصبح أول سائق يحقق انتصارين على التوالي هذا الموسم، هذا الواقع أيضاً ويعلم أنه عرضة للمشاكل والحوادث التي قد تطيح بطموحه أن يصبح ثالث سائق فقط بعد الأسطورتين مواطنه ميكايل شوماخر والأرجنتيني خوان مانويل فانجيو يتوج باللقب ثلاث مرات على التوالي، وهو قال بهذا الصدد “إذا نظرتم إلى السباقات الأخيرة، ترون أن الوضع كان متقلباً جداً منذ سباق سبا (بلجيكا). لا أعلم ما حصل (في سوزوكا)، لكن في سبا الونسو كان غير محظوظ. لا تتمنى أن تحصل هذه الأمور معك لكنكم تعلمون أنها قد تحصل معي أيضاً خلال السباقات المقبلة. إنه موسم طويل والسباقات كانت مجنونة حتى الآن”.
وواصل السائق الألماني الفائز بسباق كوريا الموسم الماضي رغم إنه كان قد حسم اللقب العالمي لمصلحته: “انا حذر جداً. أعتقد أننا خضنا رحلة طويلة حتى الآن. كان العام صعباً ومازال بانتظارنا الكثير من السباقات. لا أريد التحدث حالياً عن اللقب”.
وتحدث فيتل عن حلبة يونغام التي دخلت روزنامة بطولة العالم عام 2010 (فاز الونسو حينها بالسباق)، قائلا: “بالمبدأ، الحلبة تتكون من قسمين: قسم دائم للتسابق، وفي نهايتها قسم يشبه حلبة الشوارع رغم إنها غير متواجدة في المدينة. الحلبة موجودة على الطرف الغربي لمقاطعة يونغام، أي في اقصى جنوب البلاد. الحلبة متطلبة والقسم الأخير ضيق جداً”.