حذّر خطيب جامع الفاتح الإسلامي فضيلة الشيخ عدنان القطان أي مسلم أن يهم خلال موسم الحج بسوء وأذى لإخوانه المسلمين، أو يدعوا إلى التظاهرات السياسية والاضطرابات والفوضى والتخريب، مشيراً إلى أن الله توعد من يفعل ذلك بالعذاب الأليم.
وقال الشيخ عدنان القطان، في خطبة الجمعة أمس تحت عنوان “الحج ووصايا للحجاج”، “لا يسع مسلم قصد تلك البقاع الطاهرة، يرجو رحمة ربه، ويؤمل مغفرته، ويتطلع إلى عمل صالح مبرور، وسعي مشكور، لا يسعه إلا البعد عن كل ما يشوش على المتنسكين أو يكدر الأمن والأمان على المتعبدين”.
وأضاف “شكر الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، على ما يقومون به من تطوير وتوسعة ومشاريع جليلة للحرمين الشريفين، من أجل خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى درجات الراحة والأمن والأمان لهم ليؤدوا مناسكهم بكل سهولة ويسر”.
وأشار إلى أن الله تعالى افترض على المسلمين حج بيته الحرام، وجعله ركناً من أركان الإسلام، أوجبه على المكلف المستطيع في عمره مرة واحدة، وما زاد فهو تطوع، فعلى من وجب عليه الحج، أن يبادر إلى ما افترض الله عليه، ويجب على المسلم والمسلمة، إذا كان ممن كتب الله له الحج والعمرة في هذا العام، أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله تعالى والتقرب إليه، وأن يحذر من أن يقصد حطام الدنيا أو المفاخرة، وحيازة الألقاب أو الرياء والسمعة.
وقال “العبودية لله في الحج من أعظم ما يحصّله العبد من المنافع والفوائد، وكفى به شرفاً وفضلاً”.
وأوضح أن المتأمل في أعمال الحج يستلهم دروساً خالدة، ومعاني سامقة منها أن المسلم يتعود في الحج الاستسلام لله رب العالمين، والاستجابة والخضوع له والطاعة، مشيراً إلى أن في كل منسك من هذا الركن العظيم مغزى، وعلى كل بقعة معنى، ولعل في ما ذكر من إشارات ما تتم به السلوى.
وقال الشيخ عدنان القطان “في صعيد عرفات، الأسود والأبيض، الأحمر والأصفر جميعاً مسلمون، برب واحد يؤمنون، وببيت واحد يطوفون، ولكتاب واحد يقرؤون، ولرسول واحد يتّبعون، ولأعمال واحدة يؤدّون، فأي وحدة أعمق من هذه، كلهم في مظهر واحد. فما أعظم وأحوج المسلمين أن يحققوا وحدة المظهر والمخبر، والظاهر والباطن”.
وأكد أنه “مهما علت النداءات وتكررت الخطابات لتحقيق الوحدة الإسلامية، فلن تتم دون أن نحقق مقوماتها، ونوجد أركانها، ومنها: تصحيح المنهج والمسار والسير على هدي سيد الأبرار، وحب الصالحين الأخيار”.
وأضاف “هذا واقع المسلمين لما تفرّقوا، تأمّل أحوالهم، وقد تبدّد شملهم، تفرّق جمعهم، تباين أمرهم، اختلفت آراؤهم، تنافرت قلوبهم، تمزّقت ألفتهم، خمدت نارهم، وركدت ريحهم، بل أصبحوا غثاء كغثاء السيل، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وأفظع من هذا وأعظم أن ترى في بعض البلاد الدماء الجارية من أجساد المسلمين الطاهرة بأيد مسلمة. ونتساءل بكل حيرة وعجب، أيقتل المسلم أخاه المسلم بلا سبب؟ هذا الذي كان يمتنع حال إحرامه عن قتل الصيد في الحرم، بل عن تنفيره وإثارته، وهناك تراه يسعى لقتل أخيه وإبادته، دون وازع من دينه، أو رادع من إيمانه وعبادته”، “قلّب بصرك أنّى شئت، تر العجب العجاب، ولن ينفع العويل ولا الصراخ والعتاب”.
وقال القطان إنه “يستحب أن يوصي الحاج أهله وأولاده بتقوى الله عز وجل، ويكتب ماله وما عليه من الدين وما هو مسؤول عنه، ومتعلق بذمته من حقوق، كما يجب عليه أن يبادر إلى التوبة من جميع الذنوب والمعاصي، والندم على ما مضى منها والعزم على عدم العودة إليها، وأن يرد المظالم لأهلها، كأن يكون لأحد عنده مال أو عرض أو يطلب منهم السماح والعفو عنه. كما يجب عليه أن يختار لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً. ويستحب للحاج أن يجتهد في اختيار الرفيق الصالح، الذي يعينه على نفسه، ويذكره ما نسي، ويعلمه ما جهل”.