حذر أطباء ومختصون حجاج بيت الله الحرام من التهاون في تناول التطعيمات قبل التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، فيما نصحوا الحجيج بضرورة إجراء فحص طبي شامل، للتأكد من حالاتهم الصحية ومدى استعداد أبدانهم لأداء تلك المناسك، إضافة إلى أخذ الحيطة والحذر للوقاية من الأمراض التي من الممكن أن يصابوا بها خلال فترة الحج، ومن ثم يؤدون مناسكهم في راحة واطمئنان حتى يعودوا سالمين معافين إلى أوطانهم.من جانبه، أوضح استشاري الأمراض الباطنية ومناظير الجهاز الهضمي والكبـد د.عماد الصالح أن “الحج يمثل تجمعاً إسلامياً عالمياً، وبالطبع يعاني كثير من الحجيج من أمراض مزمنة مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والربو، وأمراض الكبد والكلى، وغيرها من الأمراض المختلفة”، لافتاً إلى أنه “فيما يتعلق بمرضى السكري فإن مناسك الحج تتطلب منهم المشي لمسافات طويلة، فيجب عليهم أن يفحصوا أقدامهم كل ليلة، للتأكد من عدم وجود جروح أو فقاعات يمكن أن تلتهب، وتُسبب مُضاعفات خطيرة، إضافة إلى ضرورة اصطحاب أحذية مُريحة وواسعة للمشي مع ضرورة تجنب مناطق الازدحام الشديد وشرب السوائل بكميات كافية، ومن الضروري أن يعلم المصاب بمرض السكري أعراض الإصابة بهبوط السكري في الدم لتفادي فقدان الوعي أو تفادي السقوط من الأماكن المرتفعة ما يزيد من المضاعفات. كما إن هبوط السكري إذا استمر لفترة طويلة، يحمل مضاعفات خطيرة للمريض تؤدي إلى الإصابة بتلف في المخ”، موضحاً أن “أعراض هبوط السكري في الدم تتمثل في شعور المريض بجفاف الحلق، والشعور بالجوع الدائم، وكثرة إفراز العرق والرعشة، إضافة إلى سرعة نبضات القلب، وشعور المريض بالتوتر والقلق، مع الصداع وعدم وضوح الرؤية، وقلة الاستيعاب. ومن هنا لابد للمريض -إذا أصيب بتلك الحالة- أن يتناول عصيراً محلى أو قطعة حلوى، مع ضرورة توزيع الوجبات إلى وجبات متعددة وصغيرة على مدار اليوم، والالتزام بالبرنامج العلاجي من قبل الطبيب المختص”.البرنامج العلاجي المناسبوفي رد على سؤال يتعلق بالاحتياطات التي يجب أن يلتزم بها المرضى المصابون بأمراض مزمنة مثل الكبد، أجاب د. الصالح، أنه “يجب على المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة تجنب المجهود العضلي قدر المستطاع، حيث يمكنهم أن يوكِّلوا غيرهم أثناء رمي الجمرات في منى، تجنباً للمضاعفات الصحية الطارئة التي تحدث نتيجة الازدحام الشديد ومنها الإصابة بالدوار وفقدان الوعي، أما المرضى المصابون بأمراض الكلى فيفضل تناولهم لكميات كافية من السوائل والماء، من أجل التبول بشكل متكرر ومنتظم، حتى تتمكن الكلى من غسل الأملاح الزائدة في الجسم”.وفي حال إصابة مرضى الكبد والكلى بالإسهال، وخاصة كبار السن، بين د.الصالح أنهم “يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف وتدهور الكلى والكبد. ولذلك ينصح بإبلاغ طبيب الحملة أو المركز الصحي، لاتباع البرنامج العلاجي المناسب دون تأخير، حيث إن بداية العلاج المبكر تساعد المريض على أن يستكمل المناسك، ولا يعتمد الحاج على أن الإسهال سيتوقف من تلقاء نفسه”.وفيما يتعلق بالإصابة بضربة الشمس، ذكر د.الصالح أنه “يجب تجنب التعرض المستمر لأشعة الشمس دون ضرورة، مع تناول كميات وفيرة من المياه والسوائل، وفي حال الإصابة بزيادة إفرازات العرق الشديد، أو الإصابة بالإسهال يجب إضافة مساحيق الأملاح التعويضية للماء حيث تتوفر جاهزة في العديد من الصيدليات”.اصطحاب أدوية بكميات وفيرةمن جانبه، أكد الطبيب العام د.هشام عامر “ضرورة التزام الحجيج بعدد من الإرشادات الصحية التي تتمثل في التطعيم: ويشمل التطعيم ضد السحايا لأنه ضروري لمن لم يأخذه من قبل، حيث يتم تطعيم الحاج كل 3 سنوات، ويُفضل كل سنتين للذين يذهبون للحج سنوياً مثل مسؤولي الحملات، ومُقدمي الخدمات في حملات الحج”، لافتاً إلى أن “من بين أهم الإرشادات الصحية أيضاً ما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مُزمنة، وعليهم أن يخبروا طبيب حملة الحج بمرضهم والأدوية التي يتناولونها، وهذا يُسهل على طبيب الحملة اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة في حال حدوث أية مضاعفات صحية للمرضى. كما إن المرضى لابد أن يصطحبوا معهم أدويتهم كاملة وبكميات كافية، ولا يعتمدون على حملة الحج لتوفيرها لهم، إضافة إلى أن المرضى لابد أن يراجعوا الطبيب المختص قبل الذهاب للحج لاحتمال تغيير جرعة الدواء”.حالات التسمم الغذائيوفي السياق نفسه، أوضح استشاري الجهاز الهضمي د. عماد مؤنس أنه “في فترة الحج تكثر حالات التسمم الغذائي الناتجة عن تلوث الغذاء، وذلك لتناول الأغذية الفاسدة والمياه الملوثة وأكل الوجبات وشرب السوائل المحضرة بواسطة الباعة المتجولين، وترك الأغذية مكشوفة لفترات طويلة، فتكون عرضة للذباب والحشرات. إضافة إلى عدم غسل الخضروات والفواكه جيداً، حيث تكون أكثر عرضة للتلوث، وكذلك عدم تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة واستخدام أدوات طهي صدئة ورش المبيدات الحشرية في أماكن الطعام وعدم العناية بالنظافة الشخصية ونظافة الأظافر وكذلك عدم غسل اليدين بعد استعمال المرحاض”، مشيراً إلى أن “نسبة الإصابة بالنزلات المعوية تزيد في موسم الحج”، لافتاً إلى أنه “من أهم النصائح في هذا الأمر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل جيد ويجب على الحاج الابتعاد عن استهلاك الأغذية التي يشك في نظافتها، وكذلك يجب عليه الانتظام في الغذاء والحرص على أن تكون الوجبة المتناولة متوازنة وأن يتأكد كذلك من نظافة وسلامة المياه المستخدمة”.معدل السكري في الدمبدوره، كشف استشاري أمراض السكري والغدد الصماء د.حازم أمين أن “مرضى السكري هم الأكثر تعرضاً لضربات الشمس في موسم الحج نتيجة نقص السوائل في الجسم والهبوط في نسبة السكر في الدم مما يؤدي أحياناً إلى حدوث غيبوبة ويفضل هنا بالنسبة لمريض السكري حمل قطع الحلوى في أي مكان يذهب إليه وتناولها عند الإحساس بالجوع أو الصداع أو الدوخة أو زيادة ضربات القلب”، مؤكداً أنه “على المريض الذي يعاني من زيادة نسبة السكر في الدم الالتزام بحمية غذائية وأخذ العلاج حسب تعليمات الطبيب وتناول كمية مناسبة من السوائل أو اصطحاب جهاز قياس السكر إذا أمكن”.وبين د. أمين أنه “على مريض السكري أيضاً الحرص على قياس معدل مستوى الدم لديه، لأنها تمثل أكثر المشاكل التي تحدث له من خلال انخفاض مستوى السكر في الدم ومن أهم هذه العوامل التي تؤدي إلى عدم ثبات هذا المستوى عدم تناول الوجبات الغذائية بانتظام، كما يجب مراعاة جرعات الأنسولين الموصى بها، كذلك فإن مريض السكري يجب أن يتأكد من سلامة الأنسولين الذي يأخذه وأن يحفظه في مكان بارد أو في صندوق به ثلج، للتأكد من عدم انخفاض مفعوله”.الازدحام ومرضى الربووحول الإرشادات الصحية التي ينبغي أن يتبعها مرضى الربو، أوضح استشاري الأمراض الصدرية د.غانم المريدي أن “مريض الربو وحساسية الصدر الذي يريد الحج، عليه الحرص الشديد على ضرورة الاحتفاظ بعقار البخاخ الموسع للشعب الهوائية لحين الحاجة إليه، حتى يتم تجنب حدوث الأزمات الشديدة والحادة قدر الإمكان، خاصة مع الازدحام الذي يحدث في موسم الحج والدخان الناتج عن الحافلات”.من جهته، نصح استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة د.رفيق بركات بتناول التطعيمات الخاصة بفيروس أنفلونزا الخنازير، والحمى الشوكية، والحمى الصفراء، والكوليرا، والدفتيريا، والتيتانوس والأنفلونزا، وهي لها أهمية خاصة هذا العام. أما فيما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى أو السكلرز، فعليهم أن يحملوا بطاقة خاصة تبين المرض والعلاج اللازم، وأخذ كميات كافية من الأدوية الخاصة بهم.كما نصح د. بركات الحجاج بأخذ قسط من الراحة قبل وبعد كل شعيرة، إضافة إلى ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية واستخدام الكمامات الواقية مع التخلص السليم من النفايات، والإكثار من شرب السوائل وتناول الفواكه والأطعمة الخفيفة والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة أو المهيجـة للأمعاء.اصطحاب الأطفالوكانت وزارة الصحة السعودية قد حذرت من اصطحاب الأطفال أثناء تأدية فريضة الحج هذا العام، حرصاً على سلامتهم من الأمراض المعدية خاصة الحمى الشوكية.وقالت وزارة الصحة السعودية إن “لقاح الحمى الشوكية لا يُعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، فاحرص على عدم جلب أبنائك عند تأدية فريضة الحج حتى لا تعرضهم لخطر الإصابة”.وطمأنت السلطات السعودية الحجاج الذين بدؤوا في التوافد إلى أراضيها لأداء مناسك الحج على صحتهم بعد وفاة سعوديين بفيروس “كرونا” الذي تم تشخيصه حديثاً.وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنها لن تسمح بتعرض الحجاج المسلمين في مكة والمدينة للخطر جراء هذا الفيروس.واعتبر وكيل وزارة الصحة السعودي، زياد ميمش، أن الفيروس الجديد “لا يدعو للقلق”.وتشير المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إلى أنها تراقب بقلق هذا الفيروس، نافية في الوقت نفسه، أن تكون قد أوصت بفرض أي قيود على السفر إلى السعودية في “الوقت الحالي”.يُذكر أن الفيروس ينتمي إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة التي تسبب أمراضاً بدءاً من نزلات البرد، إلى “سارس” القاتل الذي ظهر عام2002 .
970x90
970x90