طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــباح
كنا قد تحدثنا في حلقات ماضية عن أهمية اكتشاف مواهب الطلاب في البيت والمدرسة وأهمية استثمارها بشكل مخطط من قبل المعنيين في الأمر حتى لا تضيع أو تستغل في أمور لا يحمد عقباها.
واليوم لعلنا نطلع إخواننا القراء على جوانب أخرى مهمة أيضاً للأنشطة المدرسية، حيث لاحظ التربويون أن للأنشطة المدرسية الأثر الإيجابي على تحقيق العديد من الفوائد التي أثبتتها الدراسات والبحوث العلمية في العالمين العربي والغربي، ومن الأمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التلاميذ المتسربين الذين تركوا الدراسة، وكذلك المساعدة في علاج بعض جوانب القصور المتعلقة بأفراد الفئات الخاصة من خلال الأنشطة التدريبية الموجهة، إضافة إلى أثر تلك الأنشطة في تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التلاميذ. كما تم تسجيل الدور الكبير لهذا النوع من الأنشطة المدرسية في حل مشكلات التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التلاميذ، وبناءً عليها يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه، فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من الخجل والانطواء والعزلة ...إلخ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي إلى كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات، ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية والاجتماعية والتربوية.
ومن جملة فوائدها: تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفة، وبناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم الإسلامية وتطبيقها والتحلي بآدابها، وتحقيق النمو البدني والعقلي من خلال توسيع الخبرات في مجالات متعددة، والإسهام في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والاتزان الانفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسؤولية، وإنكار الذات.....إلخ، وتنمية قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي، وتنمية سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب، وأخيراً إمكانية استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل التعليمية وتعزيز القدرة على استيعاب وفهم المواد العلمية من خلال التطبيق الميداني.