كتبت - شيخة العسم:
أبدى عدد من المواطنين تخوفهم من زيادة الأسعار بدون بوادر لزيادة الرواتب، في ظل مؤشرات تنبئ بوجود أزمة في توفر اللحوم البيضاء والحمراء في الفترة المقبلة، وازدياد أسعار الخضروات والفواكه، مشيرين إلى أن زيادة أسعار المواد الغذائية بوجود راتب ضئيل يعد هو الأقل بين دول الخليج أزمة ومشكلة تواجهنا.
وطالبوا المسؤولين بالوقوف على المشكلة وإيجاد الحلول لها، موضحين أنه مع غلاء المعيشة وخصوصاً الغذائية “من المتوقع” أن يكون هناك زيادة في الرواتب لتتماشى مع الغلاء.
وأشار خبراء إلى أن البحرين تتأثر بحسب الدول المصدرة للسلع، وأن البحرين ستواجه مشكلة مرحلية في السلع “اللحوم والدواجن” بسبب وجود الاضطرابات السياسية بالدول المجاورة، إضافة إلى إعلان السعودية مؤخراً وقف تصدير الدواجن، وبحكم أن البحرين تعتمد على السعودية ما يقارب 45% من دواجنها فستواجه مشكلة في توفير الدواجن في الفترة المقبلة.
معاناة المواطن
جاسم خميس يقول “هناك ملاحظة هامة أوجهها للمسؤولين في الحكومة “ رواتبنا إلى الخلف فالفواتير تتضخم والقروض تهددنا بالسجن والإيجارات ارتفاعها أسرع من الصاروخ “ووين ماتطقه عويه”، هكذا نحن التجار يتلاعبون والمواطنون من يأكلونها بحلوها ومرها، لا أنكر أننا نعيش أفضل من غيرنا بالدول الأخرى ولكن هناك خيرات بهذا البلد يمكن أن يجعلنا نعيش أفضل حال بكثير”.
وبحرقة ,,, يقول عبدالرحمن طلال موظف بالقطاع الخاص” عن أي استقرار في الأسعار ونحن في كل يوم نصحو على كابوس أصبحنا لا ندري إلى أين نتجه وأي الأسواق نجد عندها ملاذاً آمناً لنا ولأسرنا فلنبدأ بالبيض كان سعر الشدة بدينار ومائتين فلس ثم صعد إلى دينار وخمسمائة فلس ومن بعده إلى دينار وثمان مائة فلس والآن إلى دينارين ومائة فلس، والدجاج لم يكن بالبعيد عن البيض لكنه تجاوزه بالضعف ومن بعدهم جاءت أزمة اللحوم المريضة يا إما نموت ونأكلها وإلا نتوقف عن أكل اللحوم “ويضيف طلال”و آخر الأخبار غير السعيدة بعد أن قررت السعودية منع تصدير الفواكه والخضراوات إلى دول الخليج ومن ضمنها البحرين أصبح علينا أن ننتظر الارتفاع الجنوني بأسعار صرت الشبنت والبقل والرويد والتابل والتي قد تصل إلى خمسمائة فلس بالراحة هذا ناهيكم عن السمك الذي أصبحنا كالقطط نشتمه ولا نقدر على شرائه هذا وإحنا بلد البحر والبحارة وكما يقول المثل “ باب النجار مخلع “ .
أما المواطنة أم محمد ربة منزل وزوجة متقاعد وقد التقينا بها عند قصاب اللحم فتقول” لقد تخوفنا كثيراً من زيادة سعر اللحم بعد الأزمة الأخيرة إلا أن هناك نوعاً من استقرار السعر، ولكن ارتفاع سعر البيض والخضروات والفواكه قد جعل ميزانيتي تختل كثيرة فقد أصبح أغلب أنواع الخضروات والفواكه يصل سعرها للضعف تقريباً, وأنا أتساءل هل هو تلاعب من التجار أم أن هناك أزمة في توفير الأصناف في البحرين وهل احتمال لزيادة أكثر مع وجود راتب زوجي المتقاعد, عندها سيصعب علينا توفير حتى الأطعمة التي تحتوي على الخضروات, فإلى متى؟ فنحن نسمع عن الدول الخليجية المجاورة عن رواتب تعادل
أربع أو أكثر الراتب البحرين وهذه الزيادة في الرواتب بسبب زيادة أسعار السلع بغض النظر عن أسباب ارتفاعها, أتمنى من الحكومة أن تفكر في زيادة الرواتب ولو بنسبة بسيطة”.
في حين يجد المواطن عيسى أحمد, أن الأسعار جيدة نسبياً, مقارنة بالدول الأخرى, فيقول “ أنا أقوم بالتسوق بين الحين والآخر لا أنكر أن هناك زيادة على كل سلعة بين الفينة والأخرى, ولكن أنا أعولها على حسب المواسم والدول المصدرة “.
من جانبه يؤكد بائع البيض والخضروات عبدالرزاق محمد على ارتفاع الأسعار فيقول “إن سعر البيض البحريني قد ارتفع مرة أخرى بعد أن كان بـ 1,800 فلس أصبح دينارين, أما السعودي فقد ارتفع أيضاً مثل الفارق, بعدما كان 1,300 فلس أصبح 1,500 فلس, ونجد الإقبال أكثر للسعودي بسبب الرخص”.
أما بشير عبدالرحمن وهو بائع خضرة بالسوق المركزي بالرفاع فيقول “ أن أغلب أسعار الخضروات والفواكه اليوم بات مرتفعاً ويصل حتى الضعف, ومن السلع مثلاً الملفوف والشمام بعدما كان 3 كيلو بدينار واحد أصبح الكيلو الواحد بـ 500 فلس, والبصل الأبيض بعدما كان 3كيلو بدينار أصبح الآن بـ 600 فلس”, ويبين عبدالرحمن سبب الارتفاع فيقول “ لقد ارتفعت بسبب توقف السعودية عن تصدير الخضروات وما يحدث أن البلدين كانا المصدران الرئيسان لنا للخضروات, حالي تأتي الخضروات من الأردن ولبنان, وبعض الخضروات مثل البصل الأبيض فيأتينا من أمريكا, أما الطماطم مثلاً فسعرها ثابت, لوجود إنتاج محلي”.
ويعلق القصاب رضا عبد الكريم بما يتعلق عن أزمة اللحوم فيقول, لقد واجهنا منذ فترة قريبة أزمة حقيقية في اللحوم ولم نجد أي لحم ممكن أن نقوم ببيعه وكانت خسائرنا كبيرة جداً, حالياً توفرت لدينا اللحوم حيث تقوم شركة مواشي البحرين بإعطاء كل تاجر بين3 – 4 ذبائح يومياً تكون استرالية وأحياناً باكستانية أو أثيوبية ومازال الكيلو بدينار واحد كون الحكومة تدعم اللحم “أما بالنسبة لعيد الأضحى فيقول عبدالكريم “ لقد قامت شركة مواشي البحرين بتطمين التجار وأكدت لهم من أنها ستقوم بتوفير الكميات المطلوبة لعيد الأضحى “, أما بالنسبة للإقبال على اللحم فيقول عبدالكريم “ هناك إقبال على شراء اللحم مقارنة بوقت ظهور المرض، إلا أنه لايزال الناس يتخوفون من اللحم, في حين أننا نطمن المواطنين حيث إننا لا نستلم لحوماً إلا بعد أن يتم معاينتها وفحصها والتأكد من سلامتها”.
البحرين تتأثر
وفي قراءة تحليلية لما يدور حول السلع “اللحوم والدجاج والخضروات يقول الرئيس التنفيذي للاستشارات جفكون أن البحرين تتأثر بحسب الدول المصدرة للسلعة, وإنها ستواجه مشكلة مرحلية في السلع “اللحوم والدواجن “ وهذا بسبب وجود الاضطرابات السياسية بالدول المجاورة، أيضاً فقد أعلنت السعودية مؤخراً بوقف تصدير الدواجن, وبحكم أن البحرين تعتمد على السعودية ما يقارب 45% من دواجنها فستواجه مشكلة في توفير الدواجن في الفترة القادمة, وفي رأيي الشخصي ستكون هذه المشكلة مرحلية وقتية, حيث إن البحرين من وجهة نظري ستقوم باستيراد الدواجن من دول كأستراليا ونيوزيلندا مما سيؤدي إلى ارتفاع في سعر الدواجن, بسبب سعر الدواجن في البلد الأم “وهو أعلى من سعر الدواجن لدينا” وتكلفة الشحن والتوصيل “ أما بالنسبة للحوم فيقول جعفري “إن السعودية أيضاً أوقفت تصدير اللحم بسبب أنها تواجه أيضاً مشكلة بسبب تزايد الطلب وزيادة في عدد السكان وحتى الوافدين وهذا ما يسمى بالظروف الديمغرافية، فتواجه السعودية اليوم قلة في الإنتاج مع زيادة على الطلب، وأتوقع في البحرين أيضاً سنواجه أزمة في العيد بسبب الاضطرابات في الدول المجاورة وخصوصاً سوريا بسبب الثورة وإيران بسبب زيادة في عدد سكانها والسعودية”، أما بالنسبة للخضروات والفواكه فهي مرتبطة بالمواسم والفصول بسبب تصدير الدول لها فنحن دولة تعتمد على الاستيراد من الدول الأخرى، لهذا أقول إنه لا بد أن نضع حلولاً جذرية لزيادة النمو الاقتصادي في المملكة”.
في حين يبين جعفري أن البحرين مازالت بخير فيقول “أنا شخصياً أرى أن سعر الغذاء في البحرين يعد من أقل السلع في العالم وهذا بفضل دعم الحكومة للسلع, وأقول كلمة حق أنه يمكن للمواطن أن يستغني عن إحدى السلع لأنه سيجد البديل دائما”.