كتبت - عايدة البلوشي:
أكد مواطنون أن الوجبات السريعة أفقدتهم “لمة” جميع أفراد الأسرة على سفرة الطعام، وأنها أدت إلى ضعف العلاقات الأسرية، وأثرت على ميزانية الأسرة فلم يعد التخطيط لميزانية الأسرة صالحاً مع الصرف على الوجبات السريعة.
وقالوا، في تصريحات لـ«الوطن”، إن ظاهرة الوجبات السريعة طغت على مجمعاتنا وخاصة جيل الشباب، مشيرين إلى أن تعلق الأطفال بالأكل في المطاعم يعود للألعاب التي تقدم مع هذه الوجبات، إضافة إلى أن الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الإعلام المختلفة، والخدمات التي تقدمها تلك المطاعم من خدمات التوصيل وتقديم عروض مختلفة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة والاعتماد عليها بشكل كبير، إضافة إلى أن عمل المرأة من أهم أسباب اعتماد الرجل على الوجبات السريعة.
فيما يشير اختصاصيون إلى أن أطعمة الوجبات السريعة غنية بالدهون غير المشبعة، وبالتالي فهي تسبب ارتفاعاً في شحوم الدم، والكوليسترول، ولا يخفى على أحد ما ينتج عن الكولسترول من أضرار صحية كثيرة، وأن الوجبات السريعة أيضاً ذات سعرات حرارية عالية وغنية بالنشويات لذلك فهي تسبب بعد استعمالها للمدى الطويل، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وأمراض القلب، والسكر واضطرابات في الهضم، واضطرابات نفسية، وخمول العقل والكسل بالتالي يقل النشاط، إضافة إلى التسمم الغذائي.
ميزانية الأسرة
يقول عبدالله علي، رب لأسرة مكونة من ستة أفراد، الوجبات الغذائية السريعة دخلت في حياتنا بشكل كبير جداً، وأصبحنا نعتمد عليها بصورة مبالغة، خاصة الأطفال فهم دائماً يفضلون تناول الوجبات السريعة عن تلك التي يتم تحضيرها في المنزل، دون الالتفات إلى الأضرار الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، فقد تركت هذه الوجبات أضرار سلبية، فعلى الصعيد الاقتصادي، أثرت على ميزانية الأسرة، فلم تعد الأسرة كالسابق في تخطيط وتحديد الميزانية، لأننا أن أعدنا خطة لميزانية الأسرة مع بداية كل شهر لم نلتزم بها، فقد تدخل علينا متطلبات جديدة منها المناسبات وطلبات الأبناء والتناول من مختلف المطاعم، وهذا بطبيعة الحال للدعاية والإعلان دور كبير في جذب الأطفال لتناول هذه الوجبات، ففي السابق كنا نتناول مرة أو مرتين في الأسبوع من تلك المطاعم، أصبحنا اليوم نتناول بشكل أكبر بحيث تصل إلى 3 أو 4 مرات في الأسبوع، وبالتالي تؤثر على الميزانية المرصودة لذلك، ناهيك عن الأمور السلبية الأخرى، ومن الناحية الصحية وكما هو معروف الأضرار الصحية الناتجة من تناول الوجبات السريعة، وأما من الناحية الاجتماعية، فكثير من الناس يفضلون تناولها في المطاعم بالتالي نفتقد (اللمة) على سفرة الطعام.
ويردف: “وعلى الصعيد الشخصي، تتكون أفراد العائلة من 6 أشخاص، وراتبي لا يتجاوز الـ66 ديناراً، وإذا أردنا تناول الوجبات السريعة بواقع 3 مرات في الأسبوع والوجبة الواحدة كأقل تقدير دينارين، فيكون المجموع 36 ديناراً في الأسبوع وفي الشهر 144 ديناراً علاوة عن الأساسيات الأخرى.
ارتفاع الأسعار
وبمشاركة نواف علي حسن (28 عاماً)، ظاهرة الوجبات السريعة طغت على مجمعاتنا وخاصة جيل الشباب، وأصبح الشباب يعتمد عليها بشكل كبير بعدما كانت مقتصرة في نهاية الأسبوع لدى كثير من الأسرة، إلا أنها بدأت تتوسع ليعتمد عليها الشباب والمراهق والمسن وقد تكون 4 إلى 5 مرات في الأسعار دون أدنى مراقبة من الجهات المختصة.
يواصل علي “أعتقد أنه يجب على الجهات المختصة تشديد الرقابة على هذه المطاعم، ففي الفترة الأخيرة رفعت إحدى هذه المطاعم سعر وجبة من 2.500 إلى 2:700 ومطعم آخر اتبع طريقة جديدة وقلل من الغذاء الموجود ليكون حجم الوجبة أصغر، فأين هي الرقابة الحقيقية”.
الأضرار الصحية
وتقول مريم حسن، اعتاد أبنائي التناول من هذه المطاعم بشكل كبير والسبب يعود للألعاب التي تقدم مع هذه الوجبات، فأصحاب هذه المطاعم يتفننون في تقدمها لإغراء الصغار دون إدراك ووعي منهم للأضرار الصحية التي قد تعود عليهم في حال تناولها بكثرة، ومن أسوء الأمراض التي تنتج السمنة لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون”.
المعادلة في الوجبات السريعة
ومن جانبها ترى منى إسماعيل: “بأن السبب لتناول الأطفال والشباب خاصة لهذه الوجبات السريعة هو تعودهم عليهم، فقد تبدأ الأم بتخصص يومين لأسبوع مثلاً ثم يطلب الأبناء بوجبة فهي لا تقوم بمنعهم على اعتبار “أكل” وهذا هو الخطأ، فيجب علينا ألا نعوّد أبناءنا عليها ولا نمنعهم منها، بل يجب أن تكون هناك معادلة بحيث يلتزم الطفل باليومين ويمنع أكلها حسب قانون الأسرة أكثر من ذلك”.
العلاقات الاجتماعية
«أصبحنا في عصر التيك أوي” “هكذا بدأ فيصل جاسم قوله، ويضيف: “بالفعل أصبحنا في عصر السرعة في كل أمور حياتنا سواء المأكل والمشرب أو التسويق أو غير ذلك، فالوجبات تطلب عبر الهاتف، والتسويق يكون عبر الإنترنت، والتواصل الاجتماعي أيضاً يكون عبر الأجهزة الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي من الفيسيوك والتويتر”.. ويتابع “لذلك أصبحت حياتنا على أوتار السرعة، نطلب الأمل من أقرب وأسرع مطعم ونأكله سواء في السيارة أو موقع العمل، سواء جالساً أو واقفاً لا فرق، الأهم هو السرعة. وعلى الصعيد الشخصي أصبحت اعتمد على هذه الوجبات بشكل يومي بحكم طبيعة عملي فلا وقت محدد لنهاية أو بداية عملي ذلك شعاري (متى ما أشعر بالجوع أتناول الطعام من أسرع مطعم)، وهو ما أثر على علاقتي مع أسرتي، حيث لا أجتمع مع الأسرة كالسابق على وجبة الغداء أو الفطور أو حتى العشاء، وهذه المطاعم أرغمتني على عدم التواصل مع أفراد الأسرة لانشغال الجميع بأعمالهم”.
عمل المرأة
ويعلق أحمد سلمان: “عمل المرأة من أهم أسباب اعتماد الرجل على تلك المطاعم، فكم من رجل يفضل الأطباق التي تحضر في المنزل إلا أن زوجته في العمل ولا وقت لديها لإعداد الأطباق، لذلك نجد الكثيرين من الناس يستمتعون في شهر رمضان لأنه يجمع الأسر على مائدة واحدة ، لذا أقترح بأن تكون هناك دورات تدريبية لأمهات الجيل الجديد لتدريبهن لإعداد أطباق متنوعة.
ومن جانبها تقول أخصائي تغذية أول مريم العامر: يقصد بالوجبات السريعة بأنها الوجبة التي تحتوي على أطعمة سريعة التحضير، مثل “الشاورما والبرجر والفطائر والبيتزا، وقطع الدجاج المقلية، مع مشروب غازي، وشرائح البطاطس المقلية. وأهم ما يعيب الوجبات السريعة أنها لا تحتوي على الفاكهة والسلطات، وأنها تؤكل على عجل، والملاحظ أن أكثر الناس إقبالاً على هذه الوجبات هم الأطفال والمراهقون، الذين صارت الوجبات السريعة جزءاً من عاداتهم اليومية.
وتواصل: انتشرت هذه الوجبات الغذائية على نطاق واسع في المجتمع وبين جميع الأعمار، ففي السابق كانت الأسر تتناولها في أيام الإجازات كنوع من التغيير والنظام من أجل المحافظة على الصحة، أما اليوم فقد أصبحت منتشرة بشكل كبير جداً ولدى جميع الفئات (الأطفال/ المراهقين/ والشباب..)، وهناك عوامل كثيرة تجعل هؤلاء ينجذبون نحو هذه الأطعمة والوجبات السريعة، تأتي في مقدمتها تقديم عروض مختلفة مناسبة لكثير من الأسر، ووجود خدمات التوصيل، وسرعة جاهزية هذه الأطعمة، ونكهات مختلفة عن تلك التي تحضر في المنزل، وكما إنها تقدم الألعاب (هدايا) مع وجبات الأطفال، ومن عوامل الإقبال عليها أيضاً انشغال الأم في عملها بالتالي تعتمد على المطاعم والوجبات السريعة.
الأمراض الناتجة
تضيف العامر: كما إن أطعمة الوجبات السريعة غنية بالدهون غير المشبعة، وبالتالي فهي تسبب ارتفاعاً بشحوم الدم، والكوليسترول، ولا يخفى على أحد ما ينتج عن الكولسترول من أضرار صحية كثيرة، كما إن الوجبات السريعة أيضاً ذات سعرات حرارية عالية وغنية بالنشويات بسبب استعمال الخبز الأبيض والمعجنات. لذلك فهي تسبب بعد استعمالها للمدى الطويل، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وأمراض القلب، والسكر واضطرابات في الهضم، واضطرابات نفسية، وخمول العقل والكسل بالتالي يقل النشاط، إضافة إلى التسمم الغذائي.
بدائل الوجبات السريعة
تردف: هناك عدد من البدائل عن هذه الوجبات السريعة، ولا نستطيع القول بالابتعاد الكلي عنها، بل الموازنة والاعتدال وعدم الاعتماد عليها بشكل يومي، بل نحسن الاختيار فيها، ونقلل عدد مرات تناولها، وأيضاً ممكن أن نختار الحجم الصغير بدلاً من الأحجام الكبيرة، والابتعاد عن الكتشب والمايونيز والمشروبات الغازية واستبدالها بالعصائر، واختيار السلطة بدلاً من البطاطس (الجبس)، والابتعاد عن الجبن. كما إننا نتعامل مع المطاعم واتفقنا مع عدد من المطاعم بتوفير عدد السعات الحرارية للأطعمة بالتالي يكون الزبون على دراية كاملة عنها، ولابد من قراءتها.
وبالعودة إلى الأطباق التي تحضر في المنزل، بطبيعة الحال تكون هي الأنظف، وذات قيمة غذائية، لذلك على الأم التفنن في تقديم الوجبات أو الأطباق المنزلية للأطفال بطريقة مختلفة ومبتكرة وجديدة حتى يقبل الطفل عليها.