فاطمــة خليــل النــــزر
كثيرة هي الاختلافات في المهن والتخصصات، ولعل من المفيد أن تكون هناك اختلافات حتى نرتقي بالخدمات المقدمة للأفراد، ولعل ما لفت انتباهي لهذه النقطة هو الخبر الذي نشر في الأيام الماضية حول العزم بإنشاء مراكز إرشاد نفسي للموظفين .
ولهذا أحببت أن أوضح الفرق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي حيث إن هناك تداخلاً واضحاً في فهم هذين التخصصين، وليس في البحرين فقط بل في أغلب الدول العربية، وحتى على مستوى الأفراد، فكثيراً ما أسأل هل تستطيعين صرف دواء، هل تعملين مع (المجانين ) ؟
وقد حاولت في مرات سابقة أن أوضح الفرق، وأن الأخصائي والمرشد النفسي يختلف اختلافاً تاماً من حيث الأساليب العلاجية المتبعة والمحتوى الوقائي عن الطبيب النفسي، وإن كانوا في أحيان كثيرة يعملون في فريق علاجي واحد، إلا أن الخلط بينهما واعتبار الأخصائي النفسي، مجرد مختص بالقياس النفسي من خلال الاختبارات النفسية هو مانزال نعاني منه وخاصة من الأطباء النفسيين. ولأوضح هنا الفرق في نقاط مختصرة، فأولاً : إن الطبيب النفسي يكون حاصلاً على بكالوريوس في الطب العام وأكمل درجته العلمية بتخصص علم النفس، في حين أن الأخصائي النفسي يكون حاصلاً على الأقل على درجة البكالوريوس في علم النفس ويكمل تخصصاته بالماجستير والدكتوراه في أحد فروع علم النفس .
ثانياً : يركز الطبيب النفسي على الأعراض العضوية في تشخيصه للحالات وعلى الأدوية في العلاج في أغلب الحالات، بينما يعتمد الأخصائي النفسي على المقاييس النفسية وتاريخ الحالة والظروف المحيطة لتشخيص الحالة ويعتمد على أساليب أخرى للعلاج غير الأدوية كالعلاج المعرفي والسلوكي.
ثالثاً : يعتمد الطبيب النفسي في أغلب الحالات على جلسة واحدة لتشخيص الحالة ووضع التصور المبدئي للحالة أو يقوم بطلب إجراء المقاييس النفسية من الأخصائي النفسي والذي يقوم بها لتدعيم تشخيصه، بينما يقوم الأخصائي النفسي وبحسب الحالة بإجراء دراسة الحالة والاختبارات النفسية وجلسات يكون بها الطرفان ( الأخصائي والعميل ) مستمعين لبعضهم البعض والاتفاق على الخطة العلاجية المناسبة. رابعاً : يعتمد الطبيب النفسي على أساليب تشخيصية محددة ، بينما يعتبر الأخصائي النفسي إن كل حالة قائمة بذاتها تختلف ظروفها ومسبباتها ويقوم بعمل خطة علاجية لكل فرد على حدة وبحسب حالته ونوعها ودرجتها. خامساً : يتعامل الطبيب النفسي مع الحالات المرضية، بينما يتعامل الأخصائي النفسي مع الحالات غير المرضية كذلك أو التي تحتاج للإرشاد النفسي أو الأسري .
إن ما ذكرته لا يعني أن هناك أفضلية لمتخصص على آخر ، بل هو عمل تكاملي ومحاولة لفهم التخصصات المختلفة خاصة أن كثيراً من الأفراد يحتارون في معرفة من هو المقدم للخدمة التي يحتاجونها، ويترددون في الذهاب لطلب المشورة النفسية وذلك لارتباطها بوصمة المرض النفسي أو الجنون بحسب المفهوم المتداول، ليس في البحرين فقط ، بل يمتد لكثير من الدول العربية والتي تعتبر جديدة نسبياً في الاهتمام بعملية الصحة النفسية.
لؤلؤة :
صراع الحضارات ..صراع الرجل والمرأة ... صراع الثقافات .. سمعت بها كثيراً .. إلا صراع المهن لم أسمع به سوى في البحرين ....