عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 33 ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل أكثر من 18 شهراً، بينما أسقط مقاتلون سوريون معارضون طائرة حربية في ريف حلب الغربي، مع استمرار المعارك مع القوات النظامية حول خطوط الإمداد شمال غرب البلاد خاصة في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية. من جانبها، أبدت دمشق استعدادها لتشكيل لجنة مشتركة مع تركيا لبحث الأوضاع الأمنية الحدودية، في الوقت الذي أكدت فيه أنقرة أنها لن تسكت إزاء الانتهاكات السورية لحدودها. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن عدد القتلى وصل إلى 33 ألفاً و82 شخصاً، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011. وأوضح أن الضحايا “هم 23 ألف و630 مدنياً، و1241 مقاتلاً منشقاً و8 آلاف و211 من القوات النظامية”.
من جهة أخرى، قال المرصد “أسقط مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة طائرة حربية من طراز “ميغ” كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها” في ريف حلب الغربي، مشيراً إلى أن المنطقة “تشهد اشتباكات عنيفة”.
وهي المرة الثالثة يسقط المقاتلون المعارضون طائرة مماثلة بعد دير الزور، وإدلب. ولجأت القوات النظامية إلى الطيران الحربي الذي يمنحها تفوقاً جوياً، للمرة الأولى في المعارك التي تشهدها مدينة حلب منذ 20 يوليو الماضي.
وفي معرة النعمان، قطع المقاتلون المعارضون الطريق على تعزيزات للقوات النظامية السورية متجهة إلى المدينة الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرتهم. وشن المقاتلون هجوماً على رتل مؤلف من نحو 40 آلية عسكرية، في محاذاة بلدة حيش إلى الجنوب من معرة النعمان.
ويحاول المقاتلون اعتراض تعزيزات القوات النظامية التي تتقدم ببطء إلى معرة النعمان التي سيطروا عليها الثلاثاء الماضي باستثناء حاجز على مدخلها. وتحاول القوات استعادة المدينة التي تشكل معبراً إلزامياً على خط إمدادها إلى حلب كبرى مدن الشمال، بعد أيام من سيطرة المقاتلين.
ويرى محللون أن الجيش السوري النظامي يتعرض لخسائر فادحة شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الأقل تسليحاً، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين المعارضين هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عديدة.
تزامناً استمرت أعمال العنف في مناطق سورية عدة أمس، خاصة في حلب. وهرباً من أعمال العنف اليومية التي تشهدها المدينة منذ قرابة ثلاثة أشهر، لجأ نحو 30 ألف شخص بينهم عائلات إلى المدينة الجامعية الواقعة في حي الفرقان غرب المدينة، بحسب ما بحسب ما أبلغ مسؤول في المدينة الجامعية.
وفي حمص، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي باب هود وباب التركمان، بحسب المرصد.
وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس إلى سقوط 87 قتيلاً هم 24 مدنياً و30 مقاتلاً معارضاً و33 جندياً نظامياً.
سياسياً، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بعد استقباله نظيره الألماني غيدو فسترفيلي، من أن تركيا لن تتردد في الرد على أي قصف مصدره الأراضي السورية، آملاً “بالتأكيد ألا ترتكب سوريا مثل هذه الانتهاكات لكن إذا ما فعلت فإن تركيا ستتخذ كل الإجراءات لضمان أمنها الوطني”.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن أردوغان وداود أوغلو أجريا، كلاً على حدة، محادثات حول سوريا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. كما التقى فيسترفيلي رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في إسطنبول.
وتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع إبداء دمشق استعدادها لتشكيل لجنة مشتركة مع تركيا تتولى ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود، بناء لاقتراح روسي.
وشهدت العلاقات بين روسيا وسوريا من جهة، وتركيا من جهة أخرى، توتراً في الأيام الماضية بعد اتهام أنقرة دمشق بنقل معدات عسكرية على متن طائرة سورية قادمة من موسكو، أرغمت على الهبوط في تركيا. ونفت دمشق التهمة، في حين أكدت موسكو أن الطائرة نقلت “مواد شرعية” هي عبارة عن قطع لرادار عسكري. من جهة أخرى، بحث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في مدينة جدة السبل الكفيلة بإنهاء العنف في سوريا، بحسب مصدر رسمي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن اللقاء شمل “الأوضاع الراهنة في سوريا والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزيف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الإنسان” في هذا البلد.
من جهته، أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي في بيان أن المباحثات تطرقت إلى “السبل الكفيلة بوقف إراقة الدماء” في سوريا. وأضاف أن “الأوضاع تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم” مشيراً إلى “عذابات الشعب السوري التي لا مثيل لها”. وتابع أن الملك والإبراهيمي أكدا “ضرورة تقديم مساعدات إنسانية لحوالي 2.5 مليون نازح” وأكثر من 350 ألف لاجئ في دول الجوار.
وفي واشنطن، اعتبرت الخارجية الأمريكية أن الدعم الروسي لسوريا “يفتقد إلى الأخلاقية”، في تعليق على اعتراض تركيا للطائرة المدنية السورية.