^ في مقابل الخبر الطريف الذي تناقلته وسائل الإعلام الأسبوع الماضي عن الأسترالي الذي سرق سيارة واكتشف بعد أن سار بها مسافة أن فيها طفلاً فعاد بها ليجد والدي الطفل مذعورين فـ (وبخهما )على ترك طفلهما دون رقابة قبل أن يولي هارباً، في مقابل هذا الخبر برز خبر طريف آخر ملخصه أن إيران تهدد برفع دعوى ضد “غوغل” لأنها لا تستخدم عبارة (الخليج الفارسي) لوصف الخليج الذي يفصلها عن شبه الجزيرة العربية، فبمقدار ما احتوى الخبر الأول من طرافة وتناقض؛ احتوى الخبر الثاني فأضحك قارئيه ففغروا أفواههم دهشة. أما الضحك -وهو هنا من النوع الساخر الذي يدفع فاعله إلى الالتفات تلقائياً إلى من هو على يمينه أو شماله فيخاطبه بعيونه أولاً ثم برواية ما قرأ ممزوجاً بكلمات الاستغراب- فيأتي تلقائياً ولعله يصير هستيرياً، أما الدهشة فمبعثها أن باب الشكاوى إن فتح لمثل هذه الأمور فهو في غير صالح إيران لأن البحرين بشكل خاص ستغرقها شكاوى، لا لأنها تستخدم عبارة الخليج الفارسي لوصفها ذاك الخليج الفاصل بينهما، لكن لأنها تقول كل يوم ما لا يقبل به أحد في حق البحرين من شتائم وادعاءات وتفعل ما لا يمكن قبوله حتى من المجنون الحامل لأوراق رسمية تثبت أنه مجنون. بالفعل جاء هذا الخبر لافتاً ومثيراً للدهشة والاستغراب وباعثاً على الضحك والسخرية بل باعثاً حتى على البكاء على الحال الذي وصلت إليه إيران، ولولا أنه لا يجوز توجيه الاتهامات جزافاً لقيل إن إيران (تحشش)! ذلك أن هذا الكلام ومثله لا يمكن أن يصدر عن متحكم في عقله وإنما عن “مسطول”. الخليج المعني هنا هو الخليج العربي، والعالم يعرفه بهذا الاسم من سنين طويلة، وهو عربي حتى وإن لا تزال بعض الخرائط المعتمدة في بعض الدول تطلق عليه التسمية الأخرى، ولإيران أن تقول عنه ما تقول وما يرضيها -ولو أنه خطأ- لكن ما ليس لإيران فيه حق هو أن تحاسب من يطلق على هذا الخليج (العربي) اسم الخليج العربي لأنه أولاً خليج عربي، ولأن محاسبتها للآخرين يفتح الباب على مصراعيه لمحاسبتها هي ليس فقط على سعيها لتغيير الأسماء ولكن لسعيها إلى تغيير الحقائق ولاستمرارها في الاعتداء على الآخرين وسب الدول الواقعة على الضفة الأخرى من الخليج (العربي) وعدم ترددها حتى عن سب رموز تلك الدول. من تكرم بتقديم النصيحة لإيران وحاول أن يقنعها لترفع دعوى ضد “غوغل” للسبب المذكور لا يريد لها الخير، ليس لأنها (مو.. قد غوغل فقط) لكن لأن إقدامها على هذه الخطوة من شأنه أن يفتح عليها باباً يصعب إغلاقه فهو بالفعل من الأبواب التي يأتي منها الريح حيث الأفضل لها أن تسده وتستريح تفعيلاً للمثل الشعبي الشهير (الباب اللي إييك من الريح سده واستريح). في سكرتهم التي فيها يعمهون لا يدري المسيطرون على السلطة في إيران أنهم تجاوزوا كل الحدود بفتح قنواتهم لكل من هب ودب ليشتم البحرين ويسيء إليها، وأن أذاهم لم يستثن حتى رموز البلاد الذين يفترض أن يكونوا خارج دائرة السب والشتم على الأقل لأسباب بروتوكولية والتزاماً بالأحكام الدولية والإيتيكيت والدبلوماسية. ولعلهم لا يدرون أنهم بتبنيهم قضية البعض من أبناء شعب البحرين وفتح فضائياتهم لهم ودعمهم بالكلمة وبالمال يكونون قد اعتبروا البعض الآخر من هذا الشعب أعداء لهم واعتبروا كل من يقول كلمة حق في حكومة البحرين مخالفاً لسنن الكون ويستحق الرجم.. أو على الأقل رفع قضية ضده أو ربما الحكم عليه بكتابة عبارة (الخليج الفارسي) مليون مرة.. لزوم تأثير التحشيشة يعني! ويش آغا!