عشرات -من المفروض أنهم بحرينيون- بعضهم محامون وبعضهم إعلاميون وبعضهم ناشطون، والأهم أنهم -من المفروض- يمثلون مؤسسات للمجتمع المدني البحريني، لكنهم لا يمثلون الشعب البحريني ولا طائفة من الشعب البحريني؛ بل يمثلون جماعة واحدة وينظمهم حزب واحد فقط. سافروا (منقولين) بمعنى أنهم لم يتحملوا فلساً واحداً من جيوبهم بل تم دفع مصاريفهم بالكامل، ومتواجدون الآن في جنيف ومنذ أسابيع قبل موعد انعقاد المؤتمر الذي سيناقش تقرير مملكة البحرين لحقوق الإنسان بمدة طويلة، عشرات لا نعرف من يمولهم بتذاكر وسكن وتنقلات، أي مصاريف بمئات الآلاف من الدولارات، والمهمة المكلفين بها هي تحريض الدول الأجنبية على التدخل في السيادة الوطنية وفرض التشريعات والقوانين على السلطة البحرينية التشريعية المنتخبة، وفرض الأحكام على السلطة القضائية البحرينية المستقلة، ثم وبكل وقاحة يعودون للبحرين ويقولون هذا الوطن ما نبيعه، ولا نفرط في السيادة الوطنية!!! قد تختلف موديلات البيع والخيانة لعام 2012، لكنها في النهاية لها نفس الرائحة النتنة واللون الداكن والملمس اللزج. البحرين أصبحت (مهيه) لا يوجد بها قانون يفرض على المؤسسات المدنية الكشف عن مصادر تمويل برامجها وتنقلات أفرادها وتكاليف سفرهم، فقوانيننا جعلت من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني سبيلاً ومكباً للنفايات التمويلية من كل حدب وصوب، فلا عجب أن ينتقل الأعضاء وتنتقل الحسناوات برفقة (دشتيهن) من باريس إلى جنيف إلى واشنطن إلى لندن ينفثن أنفاسهن الطائفية النتنة ويذرفن دموع التماسيح، يضحكن ملء الفم في الكافيتريات وبعد خمس دقائق تجد دموعهن (أربع أربع) في القاعات! يزيفن الحقائق مادامت المسألة في النهاية جولات حول العالم مدفوعة الثمن وبأرقى الفنادق و(مجاناً) للترويج (لفيلم) حقوق الإنسان، ومادام هناك من سيفرش لهم السجادة الحمراء فمن (يعاف)؟!! بنوا دعواهم على أن ما حدث في البحرين كان مجرد (تعبير) عن الرأي، تلاه اعتقال وتعذيب وقتل وسجن، وصفوا أنفسهم بالمساكين وهم الراكبون لأحدث السيارات والساكنين في أرقى المناطق البحرينية، قالوا نحن كنا بضع من عشرات المواطنين عبرنا عن رأينا بالورود ولكن النظام القمعي الديكتاتوري اعتقلنا وعذبنا وسجننا لأننا مارسنا حقنا الطبيعي في (التعبير) عن الرأي، واسألوا صحيفتنا (أم المصداقية) عن ما حدث في البحرين ستقول لكم مجرد مسيرات سلمية قمعت بوحشية. فجثث القتلى الذين ذهبوا دهساً وحرقاً تعتبر من صور التعبير عن الرأي، وصور احتلال المستشفى وسد مدخل طوارئه تعبير عن الرأي، والهجوم على الجامعة وضرب الطلبة وحرق مبانيها تعتبر صوراً من صور التعبير عن الرأي، وفيديوهات قطع الطرقات والاستيلاء على المستشفى وتفريغ المؤسسات الحكومية من موظفيها والطلبة من مدارسهم تعتبر من صور (التعبير عن الرأي)، والمسرحيات التي حدثت بأدوات المكياج أمام عدسات التلفزيون وزيفت فيها الدماء والجروح والكدمات تعتبر من صور التعبير عن الرأي، والتعاون مع قناة العالم الإيرانية في الوقت الذي كانت فيه إيران تنادي الأمم المتحدة للتدخل لإنقاذ (الشعب) البحريني من (المجازر) كان أيضاً من صور التعبير عن الرأي، ونشر الأخبار الكاذبة بتعمد ومع سبق الإصرار والترصد تعتبر من صور التعبير عن الرأي. نقول لكم لو صبغتم جرائم القتل والخيانة والغدر والكذب عام 2011 بمليون جالون من الصباغة الوردية ونفختم من السيليكون ما استطعتم لتجميل قبحها، ستظل في النهاية هي ذاتها ولن تتغير رائحة دمها الفاسد. كل خونة البحرين يعرفون حق المعرفة أن من يحاكم الآن ومن تم توقيفه أو من يتم اتخاذ أي إجراءات ضده في محاكم البحرين إنما بناء على ممارسات مجرمة دولياً لا علاقة لها بالتعبير عن الرأي، لأنها تندرج تحت جريمة محاولة تغيير شكل الدولة الدستوري باستخدام القوة والعنف وبالتعاون مع جهات أجنبية، وتلك جرائم لها عقوباتها المغلظة في كل الدول، وقوانين العالم بما فيها الدول التي سألت البحرين عن (سجناء الرأي). إنما هل تلومون تلك الدول التي تسأل البحرين عن سجناء الرأي؟ بصراحة لا ألومها.. فلم يسبق أن بليت دولة بهذا الكم من الخونة الذين استباحوا كل المحرمات شرعاً وكل الجرائم قانوناً من أجل إنفاذ مخططهم؟ عادة هناك شخص خائن، هناك فرد عميل مزدوج، بالكثير هناك خلية من عدة أفراد، إنما عشرات وربما مئات.. صعب تخيل ذلك. لكن من تسري الخيانة في دمه فالكذب معها في شريانه يسري سريان الجينات. حلم المخطط مازال يراودكم ظنا منكم أن إرسال تلك الوفود وصرف تلك الأموال المنتزعة من فم المحتاج الشيعي إيرانياً كان أو بحرينياً أو كويتياً ممكن أن ينفعكم، هيهات فمن جندكم يتفاوض الآن على بيعكم، فالخائن ساقط حتى من عين من جنده، والصفقة إن لم تكن قد تمت فإنها على وشك التمام.. هارد لك.. حاول مرة أخرى.
- ملاحظة لابد منها.. تحية للشيعة البحرينيين القابضين على الجمر المتصدين لإرهاب الجماعات، تحية للرجال والنساء منهم الذين أبوا أن يبيعوا وطنهم وأبوا الخضوع للإرهاب، تحية فهؤلاء هم الذين يحق لهم القول هيهات من الذلة، هيهات أن تخضعنا أو تذلنا عمامة أو أن نقبل الخضوع للإيراني، وتحدوا الخوف وكسروا حاجز الصمت وخرجوا من طوق الذل والمهانة والعبودية، وقالوها بصدق هذا الوطن ما نبيعه ولن نساوم على أمنه واستقراره وسيادته.