في ساعات الفجر الأولى يوم السبت الماضي قضى الله أن ينتهي مسلسل تصنيع العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة من حي الياسمين بالرياض، وأن يحل القصاص والانتقام الإلهي في من استهدف مساجد الله وفجرها، وبسبب فكره المتطرف زهقت أرواح وسفكت دماء وروع المسلمون في بلاد الإسلام السعودية الشقيقة.

لقد رد ثمن كل الأرواح التي أزهقها هؤلاء الإرهابيون في تفجير مسجد قوة الطوارئ بعسير والمسجد النبوي الشريف، فحتى أن المصابين من رجال أمن ومدنيين في هذين التفجيرين وتفجير مواقف السيارات بمستشفى سلمان الفقيه، لقد رد حقهم في الدنيا كما سيرد في الآخرة، في محاكمة أخرى بإذن الله. أحد الإرهابيين في عملية حي الياسمين يعتبر خبيراً يعتمد عليه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في تصنيع الأحزمة داخل السعودية وتدريب الإرهابيين وتجهيزهم للعمليات الإرهابية ومقتله يعني قطع الطريق ورأس أحد الذين كانوا يعيثون في الأرض الفساد والإرهاب عبر التخطيط لعمليات إرهابية قادمة.

لقد انبهر العالم أجمع وتداولت العديد من الصحف والوكالات والمواقع الإخبارية العالمية مقطع الفيديو المنتشر لرجل الأمن السعودي العريف جبران جابر عواجي، الذي واجه الموت بكل شجاعة وإقدام، وكان يقف وجهاً لوجه أمامه في مهمة أمنية تعتبر في غاية الخطورة ونسبة النجاة فيها ضئيلة، واجه عواجي الإرهابيين في مداهمة أمنية لهما في حي الياسمين بالرياض حينما أطلق النار على اثنين من المسلحين بالأسلحة الرشاشة والأحزمة الناسفة من مسافة صفر، حين كانا يهمان بتفجير الحزام الناسف وإطلاق الرصاص عليه، كما ذكر التقرير الأمني للعملية. عواجي وقف بثبات وجرأة وإقدام دون خوف أو تردد ليرديهما قتيلين وينهي العالم من شرور أعمالهما.

يعتبر عواجي اليوم نجماً أمنياً من الطراز الأول في السعودية والعالم الذي تابع مقاطع وأخبار العملية الأمنية التي تشبه أفلام «الأكشن» السينمائية، وهذا ليس بمستغرب على «رجال ولي العهد السعودي الراحل نايف بن عبدالعزيز، أسد وزارة داخلية السعودية، رحمه الله» فهناك ملايين منهم من مدرسته الأمنية بنفس الشجاعة والإقدام والجرأة وهم رجال عاهدوا الله في أدائهم يمين القسم أن يكونوا مخلصين للدين والوطن.

سخر الله يومها أن يصور أحدهم مقطع فيديو للعملية الأمنية التي تمت بين عواجي والإرهابيين، وينشره لتظهر الحقيقة، ليرى العالم أجمع تضحيات وجهود رجال الأمن الكبيرة في تأمين استقرار السعودية وحماية أمنها، وتلك نقطة في بحر من الكثير من التضحيات والجهود والمواقف البطولية، لقد رد مقطع الفيديو البسيط هذا على كل حملات الإعلام الخارجية المضللة وبالأخص الإيرانية التي تستهدف سمعة السعودية وغيرها من أكاذيب وافتراءات، كان الفيديو «ضربة معلم إعلامية»، عرت أجندة الكثيرين، وفضحت خدع الكثير من الأبواق الإعلامية المسيسة، وأن السعودية كما بقية دول العالم تخوض حرباً كبيرة ضد هذا التنظيم الإرهابي ليس في العراق وسوريا فحسب إنما حتى من داخل أرضها. وفي مملكة البحرين الوضع متشابه، وإن اختلف مسمى العصابات الإرهابية لدينا.

من يفتش عن حقيقة ما يجري على أرض البحرين سيكتشف الكثير بل ستمر عيناه على عدد من مقاطع الفيديو التي تكشف أن ما يواجهه رجال الأمن السعوديون يشبه ما يواجهه رجال الأمن البحرينيون من مصاعب ومخاطر كبيرة وعصابات إرهابية مدربة وأنهم يواجهون الموت يومياً وجهاً لوجه.

على موقع «يوتيوب» هناك مقطع لرجل أمن بحريني شجاع يواجه أكثر من 50 إرهابياً في شارع البديع بمفرده لإنقاذ السائقين من هجوم الإرهابيين بالمولوتوف، وهناك رجل أمن بطل آخر يواجه أكثر من 40 إرهابياً وهو بمفرده رداً على مهاجمة وحدة أمنية في منطقة أخرى، وقد كانت ترمى فوقه «المولوتوفات» بكثافه كما المطر، ورغم ذلك ظل في حفظ الله ثابتاً يحاول ردعهم أمام مسلسل الموت الذي يواجهه فقد كان يقفز بين زجاجات المولوتوف بمهارة ليتفادى أن تحرقه ميتاً والمسافة بينه وبينها صفر أيضاً دون أن يتراجع أو يترك نقطته الأمنية.

لذا، نقول إن من حاول المتاجرة بقضية سجن جو من الطابور الخامس لأجندة سياسية مبطنة وضرب الجهات الأمنية لدينا وتشويه سمعتها وما تمتلكه من جاهزية وكفاءات مدربة عليه أن يدرك أن الفرق بين عواجي وبين الألف عواجي البحريني لدينا أن بطولاتهم لم تلتقطها مقاطع فيديو تنتشر بسرعة البرق وتشتهر على مستوى عالمي.