يلعب المحور الأمني في دول العالم أهمية كبرى نظراً لما يتضمنه من مهام تحافظ على أمن الأرواح والممتلكات، لا سيما وأن الأمن هو عماد أي دولة تريد التطلع لجذب رؤوس الأموال والمشاريع والسياحة بمعنى «أنه بدون أمن لن يكون هناك مستقبل لأي بلد».

المنظومة الأمنية البحرينية تضع هذا المحور ضمن الأجندة الأساسية في جميع خططها وبرامجها، وبالرغم من الهجوم المسلح على سجن جو، وما خلفه من أصداء محلية وعالمية، وما تبعه من لقاء معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رئيس وأعضاء مجلس النواب، حيث كان اللقاء في منتهى الشفافية، إلا أن المنظومة الأمنية تسير بخطى ثابتة، لأن رأس الهرم نفسه يتكلم ويتحدث ويشرح كل شيء بمنتهى الوضوح والشفافية حيث أكد أن ما استخدم في هذه العملية المسلحة تقنيات حديثة.

حديث وزير الداخلية مع النواب كان بمثابة تأكيد واضح بأن رجال الأمن لا يواجهون مجرمين عاديين أو عصابات، بل يواجهون عناصر إرهابية تدعمها دول تزودها بتلك التقنيات الحديثة لتحقيق غاياتها. إلا أننا نوجه حديثنا للموقوفين الهاربين، الغسرة وزملائه ومن يدعمهم، ويظن أنهم هربوا من البلاد، أو يظن أنهم سيكونون بعيدين عن يد العدالة، لذلك نؤكد أن «العقل يقول إن ما ارتكب في سجن جو هو مخطط خارجي وليس له صلة بالشأن المحلي، وإن عملياتكم الإرهابية التي لاقت استحسان أعوانكم ما هي إلا لتدميركم لاستهداف من حولكم».

كيف لكم أن تناموا وأنتم تطعنون الوطن من كل جانب؟! فمن يؤيدكم ويزودكم بالسلاح ما هو إلا مغتصب لأراضيكم، وتعلمون أنه لا يريد سوى أن تكون المملكة جزءاً لا يتجزأ من نظامه الفاشل بحق البشرية، ترون الحقيقة وأنتم مدركون أن مصيركم سيكون الهلاك المظلم. عجباً من حالكم أيها الهاربون، فأنتم تعيشون في الظلام سواء في غرفة أو في مخبأ لا يعلمه سوى الله ثم أعوانكم، لكني أكاد أجزم أن هذا الظلام الذي تعيشون فيه سيطغى على حياتكم، طالما هناك من يخدعكم بشعارات زائفة من أجل خيانة الوطن، وقد علا صوت الوطن مراراً وتكراراً كي تلزموا الطريق الصحيح والنهج القويم، إلا أن عنادكم هو الذي أوصلكم لما أنتم فيه الآن.ألا تشعرون بالخجل حين ترون أنفسكم وأنتم بالسجون أو في ظلمات المخابئ بينما من يحرضونكم يتنعمون بكل سبل الرفاهية والسفر والترحال، ويدرسون أبناءهم في أعرق الجامعات، بل إن أهلهم تصل إليهم الأموال الطائلة للعيش في حياة كلها رفاهية، بينما أهلكم وذووكم يعانون نتيجة أفعالكم بعنادكم، ما أوصلكم للحال التي أنتم عليها الآن. للأسف إنكم مجندون لمصالح خارجية دنيئة بحق من حولكم، وقد أحاطت بكم غيوم سوداء ليلها كنهارها، لكنكم قريباً ستكونون في قبضة العدالة، فلا تفرحوا كثيراً، فالعبرة بالنهاية، والبحرين ستبقى كما كانت قوية بشعبها وقيادتها، ورجال أمننا، الذين لن تتزعزع ثقتنا فيهم أبداً، لأنهم عاهدوا شعب البحرين وأهلها بأنهم على الوعد باقون.