يبحث منتدى “مستقبل رواد الأعمال بدول مجلس التعاون”، الذي يعقد في المملكة يومي 30و31 مايو الجاري، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، آليات وبرامج تحسين أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز مساهمتها في عملية التنمية الاقتصادية. ويعد المنتدى الأول من نوعه على مستوى دول المجلس، كما يأتي ضمن تفعيل استراتيجية التنمية الشاملة المطورة بعيدة المدى (2010-2025) لدول مجلس التعاون، وذلك بهدف توحيد الجهود والمبادرات الخاصة بتنمية وتطوير قطاع ريادة الأعمال وتأهيل رواد الأعمال وصولاً إلى مساندتهم في تأسيس وإدارة مشاريع ناجحة وذات قيمة اقتصادية مضافة في مختلف القطاعات. وسيركز المنتدى على مناقشة القضايا الرئيسة ذات الصلة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال بشكلٍ عام، حيث سيناقش المنتدى، الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والرؤى الاقتصادية لدول المجلس بما فيها الخطط والبرامج الخاصة بتطوير تلك المؤسسات. وسيناقش أيضاً تمويل المشروعات الناشئة أو الجديدة، كيفية تطوير نظام بيئة ريادة الأعمال وشبكة التبادل التجاري بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدول المجلس، إلى جانب دور المؤسسات الدولية في تنمية هذه المؤسسات، وستكون جميع هذه المحاور والموضوعات الفرعية المرتبطة بها محل بحث ونقاش بين المشاركين في المنتدى، والذين يمثلون الجهات المسؤولة عن قطاع ريادة الأعمال بدول المجلس مثل بنوك ومؤسسات التنمية والجهات المسؤولة عن التخطيط والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى البنك الدولي وشبكة حاضنات الأعمال في منطقة “مينا” - الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية الخليجية والدولية المهتمة بهذا المجال. وقال الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية بوزارة المالية، يوسف حمود: “تأتي استضافة البحرين للمنتدى انطلاقاً من الجهود المشتركة لدول مجلس التعاون في تبني استراتيجية موحدة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز أداء هذه المؤسسات في عملية التنمية الاقتصادية”. وتابع: “تُشكِّل تلك المؤسسات النسبة الأكبر من عدد المؤسسات العاملة بدول المجلس، كما تعمل في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية .. فإن دول الخليج تتجه لتنمية وتطوير هذه المؤسسات ضمن عملية تنويع مصادر الدخل”. وأشار حمود إلى أن المنتدى يهدف إلى إيجاد استراتيجية موحدة لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال دراسة مختلف الجوانب والمحاور المرتبطة بهذه المؤسسات وكذا الآليات والبرامج الخاصة بتنمية وتطوير رواد الأعمال في دول المجلس، إضافةً إلى بناء نوع من الشراكة وتبادل الخبرات والأعمال بين هؤلاء الرواد وربطهم بالمؤسسات المتخصصة في هذا المجال إلى جانب المسؤلين وصناع القرار. من جانبه قال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية، نضال العوجان: “يُشكِّل المنتدى أهمية كبيرة ونقلة نوعية على صعيد دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين بشكلٍ خاص ودول مجلس التعاون بشكلٍ عام”. وأضاف العوجان: “يأتي هذا المنتدى ضمن خطط دول المجلس لتبني استراتيجية موحدة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال طرح مختلف القضايا المتعلقة بهذه المؤسسات كالتمويل والتدريب والإجراءات التنظيمية وتبادل المعلومات وزيادة الاستثمارات والمشروعات المشتركة بين رواد الأعمال، إضافة إلى الاحتضان والامتيازات التجارية وغيرها”. وأكد العوجان أن المنتدى يعكس الرؤية الاقتصادية المشتركة لدول التعاون ويعزز من المبادرات الهادفة إلى النهوض بأداء مؤسسات القطاع الخاص وفتح مجالات أوسع أمام رواد الأعمال الخليجيين لإنشاء مشاريع مشتركة ما يخدم في نهاية الأمر عملية التنمية الاقتصادية. من جهة أخرى أشار العوجان: “أكثر ما يميز المنتدى أنه سيعقد خلال الأسبوع الأخير من مايو 2012، الذي سيشمل العديد من الفعاليات المعنية بريادة الأعمال والعمل الحر، وذلك ضمن “أسبوع ريادة الأعمال الخليجي الأول”. إلى ذلك قال الرئيس التنفيذي، لشركة ممتلكات القابضة، محمود الكوهجي: “اتساع نطاق ريادة الأعمال يحقق عوائد وفوائد كثيرة على اقتصادات دول المنطقة، إذ تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق قيمة مضافة وخلق فرص عمل جديدة لمواطني دول التعاون، كما تساهم في جذب الاستثمار وتعزز ميزان المدفوعات التجارية”. من جهتها، أكدت مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، ضوية العلوي إن تخصيص جلسة خاصة بالمرأة يأتي في إطار حرص المملكة على تمكين المرأة اقتصادياً واستكمالاً لجهود المجلس الأعلى للمرأة في تنفيذ محور التمكين الاقتصادي بالخطة الوطنية لاستراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية بما يساهم في إتاحة الفرصة للمرأة لتلعب دوراً أساسياً ومحورياً في عملية تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني. وأشارت العلوي إلى أن من أهم المحاور المطروحة في الجلسة الخاصة بالمرأة والتي تحمل عنوان: “المرأة في الاقتصاد: الفرص والتحديات” هي زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وجذب المرأة الى ريادة الأعمال الخاصة، إلى جانب تفعيل طاقات المرأة العاملة من المنزل وإدماجها في الاقتصاد الوطني. من جهةٍ أخرى قال نائب الرئيس التنفيذي لطيران الخليج، ماهر المسلم: “عملية النمو الاقتصادي قضية هامة جداً في تطوير جميع الاقتصادات وذلك ينطبق على اقتصادات دول مجلس التعاون”.