كتب - محرر الشؤون الاقتصادية: اتفق خبراء اتصالات محليون وخليجيون بأن البحرين مازالت تتبوأ دول المنطقة العربية فيما يتعلق بانفتاح سوق الاتصالات، عازين ذلك إلى تطبيقها أحدث الممارسات التنظيمية كالمسائل المتعلقة بالتقنية والقوانين لحماية المستهلك والمنافسة. وأضافوا أن البحرين أصبحت مثالاً فريداً في مجال تنظيم الاتصالات وتحريره من أوجه الاحتكار والمنافسة غير الشريفة، داعين دول المنطقة إلى أهمية الاقتداء بها والدفع باتجاه المزيد من التطورات التنظيمية في مجال البنية التحتية التقنية وتركيب وتنفيذ خدمات النطاق العريض “البرودباند”. وبيَّنوا -على هامش ورشة عمل اتقان عملية تنظيم الاتصالات استضافتها المملكة أمس- أن البحرين مازالت ماضية في طريقها لتحسين قطاع الاتصالات والاستثمار في الموارد البشرية. وتهدف الورشة إلى تقديم عرض شامل عن القضايا التنظيمية والتطورات الحاصلة في قطاع الاتصالات، من خلال إعطاء أمثلة واقعية وعرض دراسات من الاتحاد الأوروبي حول هذه القضايا والتطورات ومقارنتها بما هو قائم في المنطقة. وسلَّطت الورشة الضوء على آخر التطورات التنظيمية في مجال تركيب وتنفيذ خدمات النطاق العريض “البرودباند”، والوصول إلى البنية التحتية والطيف الترددي والمسائل المتعلقة بالمنافسة، بالإضافة إلى خدمات التجوال الدولي. وقال مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، محمد بوبشيت: “تأتي الورشة لتطوير الكفاءات والقدرات المهنية لموظفي الهيئة والجهات المشاركة من داخل وخارج المملكة، بحيث تسلط الضوء على المستجدات التنظيمية وأفضل الممارسات لتطوير بيئة تنافسية تحقق أفضل الخيارات للمستهلك في قطاع الاتصالات”. وأضاف: “تقدم الورشة أمثلة واقعية ودراسات من الاتحاد الأوروبي يتم إسقاطها على الوضع التنظيمي لدول المنطقة ليتم مقارنتها وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة منها”. وبين بوبشيت أن هيئة تنظيم الاتصالات تعمل منذ إنشائها في عام 2002 مع الأجهزة الحكومية والمستهلكين والمشغلين والمستثمرين لجعل البحرين مركزاً للاتصالات الأكثر تقدماً في المنطقة، ودعم تطوير السوق كنموذج يحتذى بها في المنطقة. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة “لايت سبيد”، الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إن البحرين قريبة جداً من التجربة الأوروبية في مجال تحرير سوق الاتصالات وزيادة معدلات التنافسية فيه وفق التنظيمات والقوانين المرنة التي تتبعها المملكة. وأضاف: “باتت البحرين تضاهي التجربة الأوروبية الرائدة في مجال تنظيم سوق الاتصالات، خاصة وأنها استطاعت تحرير السوق بالكامل وفتحه لكافة المشغلين لإدارة وتشغيل كافة الخدمات والتطبيقات المتطورة في وقت قصير. وواصل: “لاتزال البحرين الأولى على مستوى الخليج في تطور قطاع الاتصالات تنظيمياً وتقنياً، بدليل أنها ماتزال الدولة العربية الوحيدة التي تقدم ترخيصاً لخدمة البرودباند ADSL وجعلت خدمة الصوت عبر بروتوكول الإنترنت VOIP قانونية منذ العام 2005”. وبحسب اطلاعه على التجربة الأوروبية، يرى الشيخ عبدالله أن البنية التحتية لخدمات الاتصالات الثابتة أو الأرضية بحاجة إلى مزيد من الرقابة عربياً بغية الحصول على معدلات تنافسية أعلى، خاصة وأن التنافسية تتركز منذ فترة طويلة الآن على خدمات الموبايل والإنترنت “البرودباند”. ولفت الشيخ عبدالله إلى أن نجاح أو تعثر عمل أي شركة اتصالات أو مشغل يعتمد على مدى مرونة التنظيمات المتبعة في أي دولة وانعكاسها بالسلب أو بالإيجاب على مستويات المبيعات والاستثمار. بدوره أكد مدير شركة “كولين انترناشيونال”، فيليب ديفرين أن القائمين على هيئة تنظيم الاتصالات كانوا سريعين جداً في مواكبة التطور والتغيير والتفكير الجديد بقطاع الاتصالات، فهم يملكون كوادر محلية كفؤة ومؤهلة قادرة على قيادة دفة التطوير بشكل جيد”. وتوقع ديفرين أن تنجح دول المنطقة في مضاهاة التجربة الأوروبية في تنظيم الاتصالات في وقت قصير نظراً لمنحاها الصعودي للتطوير وإحداث تغيير نوعي بخدمات الاتصالات والبيئة التنافسية. من جهته قال مدير إدارة الإعلام وشؤون المستهلك بهيئة تنظيم الاتصالات في سلطنة عمان، هلال السيابي إن الورشة تعتمد في طرحها العلمي على الأسس التنظيمية بقطاع الاتصالات بمختلف أنواعها، بحيث أن جميع دول التعاون مشتركة في قطاع الاتصالات. وأوضح السيابي أن الورشة تعطي المشاركين خلفية تاريخية معمقة ومرجعية للأسس التنظيمية وكيف تطورت والمتغيرات المتسارعة التي يتسم بها قطاع الاتصالات على مستوى العالم.