ما أثير مؤخراً حول ارتداء منتخبنا الوطني لكرة اليد للون الأسود في إحدى مبارياته بكأس العالم المقامة في فرنسا لم يكن بالأمر الجديد ، فلقد سبق أن أثير مثل هذا الموضوع لمنتخبات وطنية أخرى ظهرت بالوان غير اللونين الأحمر و الأبيض وهما اللونان اللذان يمثلان الشعار الوطني الذي يفترض أن تلتزم به جميع المنتخبات في جميع الفئات دون استثناء.

لست مع من ذهب لتفسير ارتداء اللون الأسود في فرنسا بتفسيرات بعيدة كل البعد عن الرياضة ولكنني هنا أطالب بإلزام جميع الاتحادات المدنية والعسكرية بتوحيد الزي الرياضي بما في ذلك زي الجهازين الإداري و الفني المرافق للفريق بحيث يكون مطابقاً للعلم البحريني ( الأحمر و الأبيض) حتى يكون ممثلاً حقيقياً للهوية البحرينية .

مثل هذه الإشكالية ما كان لها أن تحدث لو أن هناك إلزاماً رسمياً بالالتزام باللون الوطني لكل المنتخبات و الأفراد الذين يمثلون مملكة البحرين في الاستحقاقات الرياضية داخلياً وخارجياً، ولكن و للأسف الشديد بدأنا نشاهد منتخباتنا الوطنية في عديد من مشاركاتها بألوان لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بالهوية البحرينية التي يميزها اللونان الأحمر والأبيض ومن بين هذه الألوان اللون الأسود الذي ما يزال نشاهده في مشاركة منتخبنا العسكري لكرة القدم في بطولة العالم المقامة في سلطنة عمان الشقيقة والمتمثل في بدلات التدريب ( التراك سوت ) !

يتحدثون عن اللون الثالث الذي أصبح شرطاً من شروط المشاركة الفنية في البطولات وهو اللون الذي نادراً جداً ما ترتديه المنتخبات في ظل وجود لونيين أساسيين يغنيان عن ارتداء اللون الثالث الذي يعتبر مجرد إجراء تنظيمي لا أكثر، وهنا يجب أيضاً أن يتم الاتفاق على لون ثالث موحد تلتزم به جميع الاتحادات حتى لا نترك للاجتهادات الشخصية مجالاً للتلاعب بالألوان.

محصلة القول إن الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال المشاركات الرياضية يتمثل أولاً بألوان الوطن وهو ما تعودنا عليه ونحن نتابع البطولات الرياضية حتى أصبح اللون هو الدليل على اسم المنتخب و الأمثلة على ذلك لا تعد وتحصى فالأصفر والأخضر برازيلي والأزرق والأبيض المخطط أرجنتيني والأحمر والأصفر إسباني والأخضر والأبيض سعودي وهكذا دواليك، وعليه أتمنى أن يتم إصدار تعميم رسمي لجميع الاتحادات الرياضية بضرورة الالتزام باللون الوطني الأحمر والأبيض حفاظاً على الهوية البحرينية.