الطبيعة السياسية للعلاقات الخارجية لإيران لم تتغير منذ قيام الثورة الخمينية في عام 1979، حيث ومنذ ذلك الحين وضعت طهران خططها للهيمنة على الخليج العربي، بل وصل بها الأمر إلى أن تزرع عصابات تديرها، وهذا ما كشفته دول الخليج العربي للعالم، لكن السؤال الأبرز إلى متى ستستمر إيران بانتهاك سيادة الخليج العربي والتطاول عليه؟

للإجابة عن هذا التساؤل، يجب أن نعلم أن إيران تكن العداء لدول الخليج، الأمر الذي تسبب في أن العلاقات بين إيران ودول الخليج دائماً متوترة، بسبب سلوك إيران، وفي المقابل فإن نوايا دول الخليج تجاه إيران ليست عدائية، والدليل أن حجم التبادل التجاري مع إيران ضخم ويصل إلى 30 مليار دولار، حسب ما ذكرت شبكة "الحل نيوز"، وفي الوقت نفسه فإن إيران تجد نفسها المستفيد الأول من هذا التبادل التجاري، إلا أن خططها العدائية تقف ضد تنمية البلاد، حيث تعتقد الحكومة الإيرانية في داخل نفسها أنها قوية من الخارج ولكنها مترهلة من الداخل من جميع الجوانب.

إيران في عدائها مع الخليج قد لا تستفيد بل إن استمرار هذا العداء سيكون له آثار سلبية على إيران ومن يدعمها، حيث تؤكد الأرقام تفوق الخليج العربي في كل الجوانب، خاصة في احتياطيات النفط والعملات وغيرها، فمثلاً يصل احتياطيات العملات الأجنبية في إيران 115 مليار وهو لا يشكل سوى 15 % من رصيد احتياطي المملكة العربية السعودية البالغ 746.7 مليار دولار، كما إن الصادرات الإيرانية حسب تقارير "أوبك"، تصل إلى 100 مليار دولار منها 54 مليار دولار صادرات نفطية، بينما تصل صادرات السعودية 372 مليار دولار منها 285 مليار صادرات نفطية، وبالمقارنة فان حجم الصادرات لدولة خليجية يتفوق بالضعف على إيران.

وبالتالي بالأرقام، فإيران تعيش أسوأ أحوالها على الجانب الاقتصادي، بل تعيش في أزمة لا يمكن أن تنتهي، ومن المضحك في هذا الصدد أن بشار الأسد يعول على إيران أن تعيد إعمار سوريا!

إذاً كل هذه البيانات حول الوضع الاقتصادي لإيران يدعو للتساؤل، من المستفيد الأول من تطاول إيران على دول الخليج العربي على الرغم من أنها تعاني من مديونيات وانهيار اقتصادي خاصة إثر هبوط أسعار النفط؟

لعل الداعم لإيران يعلم أن دول الخليج العربي لها من الثروات ما يجعلها متحكماً رئيساً في أسعار النفط وفي الوقت نفسه تملك مقومات العقيدة التي بإمكانها أن تستحوذ بها على الشعوب، حيث ترى الدول العظمى أن الإسلام يتسبب بتهديد لهم لأنه يكشف مدى تلاعب دولهم بشعوب العالم، وبالتالي إن دعم دولة متطرفة مثل إيران هو أمر مهم للذين يريدون زعزعة الخليج والحد من نفوذه، فهم يريدون أن يكون الخليج على صفيح ساخن من الأحداث، بما يؤدي إلى خلخلة معدلات النمو والدخول في منحنى الأزمة الاقتصادية.

والإجابة عن التساؤل، إلى متى سيستمر تطاول إيران على الخليج؟ من خلال ما تم طرحه مسبقاً، فإن إيران لن تتوقف عن هذا التطاول وممارسة الانتهاكات ما دام هناك داعمون لها ولسياساتها، على الرغم من الانهيار الاقتصادي والسياسي والانتهاكات الحقوقية والمجازر التي ترتكبها في العراق وسوريا، فهي ستواصل تدخلاتها، وأعتقد أن إيران نفوذها في الخليج أصبح محدوداً حتى أصبح مكشوفاً، وللأسف أن الدول الداعمة لها هي من تروج لأعوانها في إيران بأنهم مضطهدون وحقوقهم مسلوبة، كل هذا من أجل تحقيق أهدافهم في إضعاف دول الخليج العربي على الخارطة العالمية، وأتوقع أن انتهاك إيران لسيادة الدول الخليجية لن يقف، فالثورة الخمينية تستهدف خليجنا وإذا أردنا أن تتوقف، فيجب استهداف إيران من الداخل وليس الخارج!