مثلت مملكة البحرين دول إقليم شرق البحر المتوسط في أعمال اللجنة التقنية والصحية التي انعقدت على هامش اجتماعات جمعية الصحة العالمية الخامسة والستين في جنيف، وأوصت باتخاذ التدابير اللازمة لرفع مقدرات النظم الصحية في مختلف البلدان لإدماج مكافحة الأمراض غير السارية ضمن النظم الصحية وبشكل خاص في إطار الرعاية الصحية الأولية. وألقت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة د. مريم الجلاهمة كلمة الإقليم المتعلقة بحصيلة الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، والمؤتمر الوزاري العالمي الأول بشأن أنماط الحياة الصحية ومكافحة الأمراض غير السارية. وتضمنت مداخلة الجلاهمة التأكيد على أهمية تعزيز المنظمة من قدراتها لقيادة هذه العملية وأن تتولى متابعة الخطة العالمية والتأكد من التزام جميع الدول بتطبيقها، وأن تسعى لتفادي مزيد من التقزم والتشرذم وخلق منظمات جديدة قد تشكل أعباء إضافية ولن تكون لها قيمة عالية، وأن تعمل على بناء شراكات فاعلة مع كل المنظمات والهيئات ذات الصلة. كما أكدت دول الإقليم من خلال المداخلة الالتزام بالإطار الخاص برصد الأمراض غير السارية، وأهمية تبني الأهداف والمؤشرات العالمية المتفق عليها خلال جمعية الصحة العالمية الحالية، ولم تر دول الإقليم أي مبرر لتأجيل العمل بهذه الأهداف والمؤشرات. كما أشارت دول شرق المتوسط إلى البند 62 من الإعلان السياسي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011 المرقم A/66/2 والقاضي بتكليف منظمة الصحة العالمية باعتماد الأهداف العالمية قبل نهاية عام 2012. وفي هذا الإطار أوصت الجلاهمة باتخاذ التدابير اللازمة لرفع مقدرات النظم الصحية في مختلف البلدان لإدماج مكافحة الأمراض غير السارية ضمن النظم الصحية وبشكل خاص في إطار الرعاية الصحية الأولية. وعلى هامش الاجتماع، التقى وزير الصحة صادق الشهابي بوفد جزر المالديف، وأعرب وزير الصحة المالديفي الدكتور أحمد جمشيد عن رغبة حقيقية في تعزيز العلاقات بين جزر المالديف والدول الإسلامية وعلى وجه الخصوص مملكة البحرين. وأوضح جمشيد أن جزر المالديف من الدول النامية محدودة الموارد وحرص سعادته منذ تعيينه حديثاً للارتقاء بالبنية التحتية للمستشفيات. ورحب الشهابي بدعم العلاقات بين البلدين. وكانت أهم المحاور التي تناولها الاجتماع تدريب العاملين بالمجال الصحي، وتطوير تقنية المعلومات الصحية، وتطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية، والاستفادة من خبرات البحرين في تطوير المجال الصحي بجزر المالديف. واتفق الطرفان في نهاية اللقاء على استمرارية التواصل بهذا الشأن. وعلى صعيد متصل، ألقت مديرة منظمة الصحة العالمية د. مارغريت تشان كلمة أمام جمعية الصحة العالمية تناولت فيها المبادرات والمكتسبات والتحديات في مجال الصحة العمومية على مر العقود الزمنية. وأبدت تشان تفاؤلها إزاء المكانة الهامة التي باتت تحتلها الصحة في العديد من الاتحادات السياسية والاقتصادية والإقليمية والأجهزة الدولية، وقالت “إن أفضل أيام الصحة مازالت أمامنا لا خلفنا”. واقترحت مديرة منظمة الصحة العالمية ثلاثة خطوط عامة لإسداء المشورة، أولها الرجوع للأساسيات كالرعاية الصحية الأولية وإتاحة الأدوية الأساسية والتغطية الشاملة. والخط الثاني يتمثل في أساليب الابتكار الاستراتيجي المقتصد الذي يشرع في استحداث تدخلات ذات أهداف محددة سهلة وأسعار معقولة. أما عن الخط الثالث فقد أوصت تشان بالبحوث. كما أوضحت المديرة دور المنظمة كحارس أمين على الصحة العالمية وكجهة مؤتمنة على الخبرة التقنية وحثت في كلمتها على المشاركة في القيم المتعلقة بالعدالة والمساواة، بما في ذلك المساواة بين الجنسين والحفاظ على الزخم المكتسب لتحسين الصحة، كما أوصت الدول الأعضاء على التحلي بالاهتمام والجد في رعاية التغيير إذ تمر المنظمة بأكبر إصلاحات في تاريخها.