في موسم الإجازات تزداد الزيجات والحفلات الخاصة، يرافقها ازدهار لمهنة مطربات الزفاف، أو كما يطلق عليهن في الخليج «الطقاقات»، ومعه ترتفع أجورهن ارتفاعاً حاداً يصل درجة الفحش غير المبرر، فالاستفادة من خدمات هذه الفرق النسائية مطلوبة لمن يريد أن يرفع صيته في المجتمع. وقد قال المفكر الألماني «راتزل RATZEL» إن «تاريخ دولة ما هو في الوقت نفسه إلا جزء من تاريخ الدولة المجاورة»، وهذا ما حدث في العراق مؤخراً، فالجميع يعرف بارتفاع وتيرة الصراع السياسي بين نوري المالكي ضد حيدر العبادي. حيث نجح المالكي ومن معه في وضع العراقيل في وجه إنجاز تحرير الموصل حتى لا يحسب ككسب انتخابي للعبادي. ولم يكتفوا بذلك فأطلقوا «الطقاقات» على العبادي مدخلين الكويت في أهازيجهم عنوة مستغلين الجهد الهندسي لتحديث إحداثيات الحدود العراقية الكويتية بناء على الالتزامات السابقة في خور عبدالله، لخلق ضوضاء تظهر العبادي مفرطاً في الأراضي العراقية لصالح الكويت. الردح السياسي الحالي ظهرت فيه مفارقة سيطرة نساء البرلمان العراقي عليه أولاً ليتبعهن الرجال. فقد تناوبن الغناء، فقالت النائبة عواطف نعمة: «تصويت مجلس الوزراء على منح قناة خور عبدالله للكويت بأنه ملحق استعماري لاتفاقية سايكس بيكو الجديدة». أما ميسون الدملوجي فقالت: «إجراءات مجلس الوزراء غير صحيحة وما حدث جاء نتيجة قرارات خاطئة لنظام حكم لم يعد موجوداً». وقالت حنان الفتلاوي: «قرار مجلس الوزراء مرفوض ومن يعطي شبراً من أرض العراق نعتبر ذلك خيانة عظمى». لتختم الحفلة النائبة العراقية عالية نصيف بقولها: «مجلس الوزراء صوت على منح قناة خور عبد الله للكويت ورصد 750 ألف دولار كتكاليف ترسيم الحدود البحرية». أما نحن فنقول إن البرلمان العراقي صوت بأغسطس 2013 على قانون تصديق الملاحة البحرية في خور عبدالله وبعدها صادق عليه المالكي نفسه في 2014. ولا داعي لتحميل العبادي أية تبعات فالقرار محسوم وفق لجنة دولية من الأمم المتحدة رسمت الحدود. وقد اتفقنا على وضع خريطة دقيقة للحدود المشتركة منذ 1990، ومن ضمنها خور عبدالله. فماذا أنتم فاعلون باتفاقيات تسديد الديون!

* بالعجمي الفصيح:

أخطأت الكويت بتنازلها عن سفوان عام 1932 رغم أن القبائل التي حفرت مورد الماء سفوان كانت تدفع الزكاة للشيخ سالم المبارك الصباح. ثم تنازلنا عن أم قصر عام 2009 مع أن باني القصر في أرض كويتية هو التاجر الكويتي محمد بن رزق، والآن خور عبدالله الكويتي بالكامل الذي سمي نسبة للشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت الثاني المتوفي عام 1813. لكن الحكومة الكويتية الحالية في تقديرنا لم تخطئ وكانت حكيمة في عدم الرد على معزوفة الطقاقات العراقيات الأخيرة فالمثل الخليجي يقول «إذا أردت أن تفضح رجل سلط عليه امرأة».

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج