عند بعض من يعملون في مجال التربية الأسرية خلط بين مصطلحين هما مصطلح المشاكل الأسرية مصطلح الخلافات الأسرية ولبيان هذه المسألة أقول: لا يوجد بيت على وجه الأرض لا توجد فيه خلافات ومن ادعى غير ذلك فقد قال غير الحقيقة ولو خلا بيت من خلاف لكان بيت النبوة فبيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسلم من وجود الاختلاف لأن الخلاف سنة ربانية، لم يخلق الله الخلق كلهم على فكر واحد ولا على طبع واحد ولا على سلوك واحد، فمتى تحول الخلاف إلى تقاطع وخصام وزعل انتقل إلى مرحلة أخرى وهي (المشكلة)، فكل المشاكل تبدأ بخلاف على أمر ما وقد يكون أمراً تافهاً فإذا أبقيناه في إطاره الطبيعي وطرحنا الحلول والتسامح والتنازل لبعضنا مع النية الصادقة ومع توفيق الله فلن تكون هناك مشكلة وإذا لم نتفق يعذر بعضنا بعضاً، أما إذا تخندقنا خلف آرائنا، وإذا لم تكن معي ولم توافقني على ما أريد فأنت ضدي وأنت خصمي عندها تكون المشكلة حقيقية ويكون البيت عبارة عن أستوديو الاتجاه المعاكس، وبالمثال يتضح المقال: لو أن رجلاً قال لزوجته لا تذهبين إلى بيت صديقتك فلانة، وبين أنه لا يريد ذلك بسبب أن هذه الزيارات كثيرة ثم إن الوقت الذي تقضية عندها طويل، وبينك وأولادك أحق بهذا الوقت من صديقتك، فلو رتبت المرأة وقتها بحيث لا يتعارض مع حاجة الزوج والأولاد وقللت من وقت الزيارة ومدتها ولم تنقطع عن زيارة صديقتها انتهى الخلاف ولا مشكلة في الأمر، أما إذا قالت: صديقتي وأنا حرة أروح وقت ما أبي ولا أ له خص فيني!! وهو قال: أنا زوجك وأقول غصباً عليك ما ترحين!!، هنا تحول الخلاف إلى مشكلة، فلو كانت الخلافات تحل بطريقة ودية وتسامح لما تحولت إلى مشاكل ودمتم على طريق السعادة.