^  فوجئت وأنا أقرأ تغطيــــــــــة إحــــــدى الصحــــــف الكويتيـــــة لما يسمـــــــــــى بـ “مهرجان معكم من أجل حقوقكم المشروعة”، ويقصدون هنا شعب البحرين، وهذا المهرجان للأسف أقيم على أرض الكويت الحبيبة التي تربطنا معهم أواصر القربى والنسب والدم، وكان عنوان التغطية الصحفية والذي نأسف أنه نشر في صحيفة خليجية من دولة شقيقة هو “أهل البحرين يتعرضون لحرب إبادة”، بلاشك أن ذلك عنوان مسيء جداً للبحرين ويمس سيادتها وشأنها الداخلي وهو عارٍ عن الصحة تماماً، فالنظام في البحرين ليس النظام السوري الذي يرتكب أبشع الجرائم والإبادة بحق شعبه ولم نرَ النائبين اللذين يتقدمان هذا المهرجان يدافعان عن الشعب السوري الذي هو مَن يتعرض لحرب إبادة وليس شعب البحرين. حقيقة أن مثل هذا التحامل من بعض الأصوات النشاز الطائفية في الكويت والتي تتدخل بشكل يومي وسافر في شؤون البحرين الداخلية فنحن لا نرضى أي نائب أن يتهجم على الكويت أو غيرها من الدول الشقيقة في مجلس التعاون، إلا أننا لم نرَ أي تحرك للجم هذه الأصوات وإسكاتها خصوصاً النائبين عبدالحميد دشتى وصالح عاشور اللذين لم يسكنا منذ أن بدأت أحداث البحرين قبل عام وحتى اليوم من دس انفيهما في ما لا يعنيهما. سأقتبس بعضاً مما قاله النائبان دشتي وعاشور في المهرجان ليصل إلى القارئ حديثهما كما نقلته عنهم صحيفة القبس، حيث قال النائب عبدالحميد “هناك جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق الرجال والنساء من أهل البحرين الحقيقيين الذين خرجوا بشكل سلمي للمطالبة بحق أصيل لا المستوطنين الجدد”، أما صالح فقال “على قوات درع الجزيرة أن تترك البحرين بعد أن ثبت عدم وجود تهديد خارجي”، أليس ما قاله النائبان المحترمان يعتبر تدخلاً واضحاً وسافراً في البحرين، وأحدهما كان طائفياً وعنصرياً حين وصف جزءاً من شعب البحرين بالمستوطنين، والآخر يطالب بخروج قوات درع الجزيرة الخليجية التي جاءت بطلب من القيادة السياسية في البحرين وفق اتفاقيات دفاعية مشتركة حين استشعرنا خطراً يحدق بالوطن. ما يغيظني هو أن النائبين عاشور ودشتي يستبسلان في دس أنفيهما في ما لا يعنيهما، ونحن أهل البحرين أجدر بحل خلافاتنا وسيكون الحل بحرينياً دون أية تدخلات منهما ولو كانا صمتا كان أفضل، بلاشك أن هذين النائبان لهما أجنداتهما ودوافعهما الخفية التي تجعلهما يتحركان بهذا الشكل وهناك من يدفعهما لذلك لأسباب هما أعلم بها ولا نريد أن نفتحها هنا، كان الأجدر بهما أن يتفرغا للبحث في قضايا بلادهما الداخلية وأن يعملا على حلها لا أن يتدخلا في شؤون البحرين التي ستسير بإذن الله ثم بحكمة قيادتها السياسية ممثلة بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي قام بخطوات كانت متقدمة كثيراً في سبيل الوصول إلى حل للأزمة التي شهدتها البلاد منذ أكثر من عام، إلا أننا لا زلنا نرى تعنت المعارضة ممثلة بجمعية الوفاق التي لا تريد الجلوس على طاولة الحوار والتي تسعى إلى التأزيم لأن محاولة انقلابها باءت بالفشل. مهما كانت التدخلات من هؤلاء النواب أو خالد الشطي وغيرهم، إلا أن علاقة البحرين بشقيقتها الكويت تاريخية لن تتأثر بمثل هذه الترهات التي يطلقها هؤلاء، إلا أننا نتمنى من السلطات أن توقف مثل هذه التدخلات لأنها تمس سيادة البحرين وتسيء للقيادة والشعب الذي لا يرضى لأي شخص كان أن يتجاوز حدوده، وبالتالي لابد من محاسبتهم وفق القانون وأن يعرفوا حدودهم وأن يتذكروا أن كل ما يقومون به لن يجدي نفعاً لأن زيف ما يدعون أنها مطالب ما هي إلا شماعة، وأن ما حصل كان انقلاباً طائفياً وإلغاءً للآخر ومحاولة جلب نظام الملالي، وهذا لن يحصل بإذن الله تعالى. ^ همسة.. تم إحضار مجسم لدوار اللؤلؤة سابقاً (الفاروق) حالياً في المهرجان المزعوم.. وقال دشتي إن “النصر آت”، ونحن نتساءل على مَن سينتصر!