كتبت - سارة البدري: نبّه أطباء إلى أن حارقي الإطارات في الشوارع والأحياء السكنية، الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة والأمراض التنفسية وانقباض الصدر وتضيق القصبات الهوائية. وأجمعوا أن الغازات السامة المنبعثة من حرق الإطارات تؤثر سلباً على الصحة العامة، مشيرين إلى أن أضرارها تشمل صعوبات في التنفس -خاصة للمصابين بالربو- وقد تتسبب بالوفاة. وأوضحت مديرة تعزيز الصحة د. أمل الجودر، أن إطار السيارة يتكون من المطاط الصناعي المصنّع من مركبات البنزين ومشتقاته والكربون الأسود والكبريت وأكسيد الزنك والشمع والفولاذ، وعند احتراقه يبعث غاز أول أكسيد الكربون ومعادن ثقيلة ومواد عضوية متطايرة وجزيئات صغيرة تدخل الجهاز التنفسي وتترسب في أعماق الرئة، ما يترتب عليها آثاراً ضارة وخطيرة على المدى البعيد. وقالت إن أكثر الفئات قابلية لأضرار هذه المواد هم الأطفال والأجنة في أرحام أمهاتهم والرضع والمسنين ومرضى الربو، ومن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي لأي سببٍ كان، مشيرة إلى أن هذه المواد تصل جسم الإنسان عن طريق استنشاقها أو ملامسة الجلد وتفرز في حليب الأم. وأكدت الجودر أن معظم هذه المواد مسرطنة وتؤثر على الجهاز المناعي للإنسان، وتجعله عرضة للإصابة بأمراض معدية تؤثر على الخصوبة، وقد تؤثر على الجينات الوراثية للإنسان وينتج عنها أمراض وراثية وعيوب خلقية. وأضافت أن خطر هذه المواد السامة وعملية الحرق نفسها لا يقتصر على صحة الإنسان البدنية والنفسية والاجتماعية فقط، بل يمتد ليشمل البيئة فيلوث الهواء والتربة والماء. ونبّهت طبيبة العائلة د. شيرين محمد، إلى أن تعرض مرضى الربو لمثل هذه الغازات الناتجة عن حرق الإطارات يزيد من نوبات المرض، ويؤدي لصعوبات في التنفس، مضيفة أن التعرض المتكرر للغازات يؤثر أيضاً على الأشخاص الأصحاء على المدى البعيد، وقد يصابون بأمراض الجهاز التنفسي. وقالت إن التأثير النفسي نتيجة للتعرض لمثل هذه الغازات أسرع مفعولاً من التأثير على الصحة الجسدية، مشيرةً إلى أنها كطبيبة شاهدت منظر حرق الإطارات في الشوارع العامة، وأُصيبت إثرها بتعب نفسي أفقدها شهيتها على الأكل. فيما قالت عضو مجلس النواب طبيبة العائلة د. سمية الجودر، إن الأعمال التخريبية المصحوبة بحرق الإطارات تؤدي لانبعاث غاز أول أكسيد الكربون، باعتباره من أخطر الغازات خطورة على صحة الإنسان، حيث يلتصق مباشرة بهوموجلوبين الدم ويؤثر على عملية التنفس لدى الإنسان، ويكون مصحوباً بشعور بالتعب وطنين في الأذن. وأضافت أن زيادة استنشاق الغاز تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ونقص في الرؤية والسمع وارتخاء عضلات الجسم والإغماء ومن ثم الوفاة. وأوضحت الجودر أن الغازات الناتجة عن الحرائق، تؤثر أيضاً على الصحة العامة على المدى البعيد كتأثير التدخين تماماً، وتؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة وفقاً لدرجة التعرض، لافتة إلى أن مفتعلي حرق الإطارات من أكثر الناس عرضة للإصابة بهذه الأمراض. ويتسم التلوث الهوائي بسرعة الانتشار، ولا يقتصر تأثيره على منطقة المصدر، وإنما يمتد إلى المناطق المجاورة والبعيدة دون أية إمكانية للسيطرة عليه. وتسبب الغازات الناجمة عن الحرائق مشاكل بيئية وأمطار حمضية ذات تأثيرات مدمرة على النباتات والبيئة البحرية، وتؤثر سلباً على طبقة الأوزون.