كتب ـ حسين عيسى: دعا رواد مجلس أبوالفتح الأسبوعي إلى سرعة الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد الخليجي، لدرء أي تدخلات إيرانية بالشؤون الداخلية لدول التعاون، مشيرين إلى أن خروج المعارضة وفي مقدمتها «الوفاق» بقيادة عيسى قاسم الجمعة الماضي واستنكارها للوحدة الخليجية المنشودة، دليل تبعية لطهران وتماهٍ بالمواقف. وقال رواد المجلس إن الصيغة المقترحة للاتحاد الخليجي تحفظ لكل دولة خصوصيتها وسيادتها على أرضها، إلى جانب جيشٍ موحد يذود عن الحدود ويحامي عنها، واقتصاد تكاملي يحقق لدول الخليج وشعوبها تطلعاتها التنموية. ولفت نائب رئيس جمعية الأصالة عيسى أبوالفتح، إلى أن الاتحاد سيكون رادعاً للتدخل السافر بالشؤون الخليجية، على المستوى الخليجي والبحريني خاصة، موضحاً صعوبة انتقال الدول الخليجية لمرحلة الاتحاد الفيدرالي في ظل سعي كل دولة للحفاظ على خصوصياتها، إلا أن الكونفدرالية ممكنة بتوحيد السياسة الخارجية والقوة العسكرية والأمنية والاقتصادية بين دول الخليج العربي. وقال إن الاتحاد يعطي لهذه الدول قوة متوازنة مع باقي الدول المنافسة، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة تقدم نموذجاً أمثل للاتحاد التكاملي المنشود، حين كانت الإمارات سابقاً دويلات صغيرة قبل أن تتوحد وتصبح قوة ضاربة اقتصادي وسياسية. وأضاف أن توحيد دول مجلس التعاون الخليجي في كيان واحد مشترك، تمنع أي تدخل في شؤونها الداخلية عن طريق القوة التي تملكها دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة. وأشار إلى أن دول الخليج تحتل مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي والعالمي، خاصة أن دول المنطقة ثرية بالغاز الطبيعي والموارد والنفطية، ما يدعو الدول الخارجية لمحاولة إخضاع دول الخليج أو السعي للهيمنة على المنطقة، ولكن دول الخليج باتحادها تمنع أي هيمنة على المستوى الدولي. وأوضح أن الدول الخليجية تملك ما يقارب 30% من اقتصاد العالم، ما يجعل المنطقة مشتعلة لجهة النفوذ والصراع الدولي للسيطرة عليها. وقال يوسف بحر إنه يوجد ترابط وتنسيق متزامن بين «الوفاق» وإيران، ودعم حزب الله والدعوة للاستمرار بالتجمهر والتخريب، موضحاً أن ولاء المعارضة البحرينية ليس وطنياً بل مرهوناً بالكامل لإيران. من جانبه دعا الناشط السياسي عادل المسيفر، دول مجلس التعاون الخليجي إلى سرعة الاتحاد، خاصة أن الشعوب الخليجية محتقنة حيال تدخلات إيران بالمنطقة وأطماعها البيّنة بثرواتها ومكتسباتها، موضحاً أن المخطط التوسعي الإيراني انكشف بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين. وأشار إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، كانت رائدة بدعوته للانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي، مؤكداً أن على دول الخليج سرعة الاتحاد حتى لو سبقتهم البحرين والسعودية ولحقت بها باقي الدول. وبيّن أن ما حدث في المجلس الاستشاري الإيراني من استنكار للاتحاد الخليجي، وتصويره الاتحاد مع السعودية على أنه «ضم للبحرين واحتلال لها»، وخروج التظاهرات في قم وطهران ضد المشروع الوحدوي، وتعالي بعض الأصوات أن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة لإيران، وتزامنها مع احتجاجات قادتها «الوفاق»، دليل ترابطها مع نظام الولي الفقيه. وطالب المسيفر أن يقوم الاتحاد على أسس وأهداف موضوعة تصب في صالح الشعب الخليجي، وتكون قوة درع الجزيرة في أهبة الاستعداد للذود عن الحمى ضد المطامع الخارجية، والسعي لتوحيد الاقتصاد والعملة والسياسة الخارجية والجواز الخليجي الموحّد. وقال إن الأخطار الإيرانية تحتم على دول الخليج الإسراع لتحقيق المشروع الوحدوي، داعياً الجمعيات السياسية المرتبطة بالأجندات الخارجية الإيرانية أن يحكّموا العقل والمنطق، ويلتحقوا بسفينة الوطن إلى طريق النجاة والوحدة. بدوره أكد النائب ناصر الفضالة أن احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، ناتج عن ضعف دول مجلس التعاون من الناحية العسكرية والأمنية، إلا أن الاتحاد يجعل من هذه القوة أكبر حجماً وأعتى عدّة وعديداً، من الدولة المحتلة لجزر طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى. وأضاف «في حالة الاتحاد يمكن استرجاع الجزر بالطرق الدبلوماسية، وإن اقتضى الأمر بالقوة العسكرية»، مشيراً إلى أن هدف الاتحاد ليس إلغاء طائفة معينة من مكونات النسيج الخليجي، بل لحمة خليجية تجمع الشعوب تحت مظلتها، وتردع أية مطامع خارجية تستهدف زعزعة أمن الخليج العربي واستقراره. وأعرب الفضالة عن أمنياته أن تدين التجمعات الاحتجاجية المستمرة التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية للخليج عامة والبحرين خاصة، و»ما نراه عكس ذلك، فهي حشود مناوئة للإصلاح في البحرين، وتتحالف مع الجمهورية الإيرانية ضد مصالح البلد العليا ومصالح مواطنيه على اختلافهم». وأوضح أن ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي يحث في بنوده الأُولى على تفعيل الاتحاد الخليجي المشترك، والانتقال لمرحلة توحيد المجال العسكري والاقتصادي والأمني، داعياً الخليج العربي قادة وشعوباً للانتقال لمرحلة الاتحاد. من جانبه استغرب محمد الجزاف شعار «الوفاق» في مسيرتها الجمعة الماضية «لبيك يا وطني»، وتساءل «هل هي لبيك للإصلاحات أو لبيك يا إيران؟، بعد ثبوت تدخلها بالشؤون الداخلية للبحرين».