طال انتظار عودتها إلى وطنها الأم فقد اشتاقت إليه واشتاق إليها، إنها الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران منذ سنة 1972م بصفقة بريطانية إيرانية. بريطانيا لم ولن تكن في يوم من الأيام عدو لإيران بل شريك وحليف أساسي ومدافع عن السياسة الإيرانية وداعما لها ، العرب يتمسكون ببريطانيا وأمريكا بغية إنصافهم من التعديات والانتهاكات الإيرانية المتكررة والتي تزداد حدة سنة تلو أخر ودعونا نلقي نظرة على المواقف البريطانية الداعمة لإيران من عهد النظام الملكي السابق إلى اليوم، فبريطانيا كانت ومازالت تنظر إلى الشعوب العربية بتلك النظرة الدونية التي رأتنا بها عندما جاءت لاحتلال أراضينا ونهب ثرواتنا فتلك النظرة لم تتغير رغم الهبات التي تقدم لها من دول الخليج على وجه الخصوص إلا أن المواقف البريطانية تجاه العرب يتوارثها الأبناء عن الأجداد وستستمر إلا أن يضع العرب حداً لهذه السياسة العدائية المبطنة بالمحبة وهذا لن يتحقق طالما العرب في غربة وعداء فيما بينهم. الاحواز: الاحواز أو كما تسمى في إيران (عربستان) أي بلاد العرب حيث كان هذا الإقليم منذ عام 637م إلى 1258م تحت حكم الخلافة الإسلامية تابعاً لولاية البصرة ، ثم حكمها الشيخ خزعل جابر الكعبي في الفترة من 1897م حتى سنة 1925م في هذا العام قامت بريطانيا بإجراء صفقة تم من خلالها تسليم إقليم الاحواز لجمهورية إيران، فالاحواز غنية بالموارد الطبيعية (النفط والغاز) حيث تسهم بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات الإيرانية بالإضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة التي تعتبر المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران . جزر الإمارات الثلاث: هذه الجزر لا احد ينكر عروبتها جغرافياً وتاريخياً حتى إيران دونت ذلك في كتبها التاريخية، هذه الجزر العربية التابعة لإمارة الشارقة قامت بريطانيا قبل خروجها من منطقة الخليج العربي بتسهيل احتلال هذه الجزر من قبل السلطات الإيرانية سنة 1972 في صفقة أخرى من الصفقات البريطانية مع إيران لتسليمها أراض عربية ذات أهمية وعائد كبير يعود على النظام الإيراني، الجزر الإماراتية الثلاث تحتل موقع استراتيجي للسيطرة على مضيق هرمز الذي يعتبر الشريان الرئيسي في مرور معظم ناقلات النفط بالعالم بالإضافة إلى أن هذا المضيق يعتبر المنفذ البحري الرئيسي لدول الخليج على العالم الخارجي. وبالأمس تم تسليم العراق بصفقة جديدة لإيران بالتشارك والتعاون مع أمريكا وفرنسا، ومازالت الصفقات تُقدم لإيران من قبل بريطانيا وأمريكا ونحن في دول الخليج تغرنا التصريحات البريطانية الأمريكية الجوفاء التي تندد بالنظام الإيراني وتتهمه بالعدائية لدول المنطقة بينما هم يشكلون نسيج واحد ولهم مصالح مشتركة منذ عشرات السنين ولديهم نفس الهدف؛ ألا وهو إضعاف العرب واحتلال أراضيهم ونهب ثرواتهم واستعبادهم والشواهد تؤكد على ذلك من خلال ما ذكر ومازالت الصفقات تحاك وأخرها صفقة بيع البحرين لإيران ولكن الله لم يشاء لهذه الصفقة أن تتم كسابقاتها ولكن يا تُرى ما يخبئه لنا المستقبل؟! والدور القادم على من سيكون في ظل تخاذل عربي عن قضاياهم؟!