^  تقع مملكة البحرين في قلب الجزيرة العربية، وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ولها علاقات وطيدة مع جميع دول العالم إسلامية وغربية وشرقية، علاقة تعاون واحترام متبادل ومصالح مشتركة. وخضعت مملكة البحرين ولسنوات طويلة تحت حُكم العديد من الدول والممالك، إلا أن هذه الدول والممالك وبعد سنوات من التواجد على أرض البحرين خرجت منها وعادت إلى بلادها. ومن هذه الدول الدولة الإيرانية التي أخضعت البحرين لسيادتها لفترة من الزمن، وبالرغم من أنها أنهت هذه السيادة بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أقر استقلال إمارة البحرين وبموافقة مسبقة من قبل الدولتين البريطانية والإيرانية المتنازعتين على البحرين، إلا أن الدولة الإيرانية ما زالت متمسكة بضم التراب البحريني إلى أراضيها بحجة أنها أراضٍ تابعة للإمبراطورية الفارسية ولن تتخلى عنها يوماً. وترتبط مملكة البحرين بعلاقات أخوية ومصيرية مع الأقطار العربية، وبعلاقات متميزة وخاصة مع أقطار الخليج العربي، فساهمت بجهدها في تأسيس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو عام 1981م، وهي عضو فعال في جميع منظومات ومؤسسات المجلس وهيئاته السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. وخلال مسيرة مجلس التعاون الواحد والثلاثين عاماً تعززت الكثير من العوامل والأسباب التي تدعو إلى تطوير صيغة التعاون وانتقالها إلى مرحلة الاتحاد. وهذا الاتحاد بين هذه الأقطار الخليجية العربية الستة هو أمرٌ تتطلبه المرحلة الحالية والمستجدات الحديثة، فهناك الكثير من المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في تأسيس الاتحاد والذي هو ليس بديلاً عن صيغة التعاون بل هو استمرار لنهج التعاون وتطوير لآلياته بما يؤدي إلى توسيع مساحة التعاون والتبادل المشترك في كافة القضايا المصيرية التي تربط بين هذه الأقطار الستة. إن مبادرة مملكتي البحرين والعربية السعودية في الانطلاق أولاً إلى مرحلة الاتحاد قد كشف الكثير من التحديات التي تواجهها مملكة البحرين على صعيد الهوية والسيادة الوطنية، مما حدا بتسمية الدولة الإيرانية دخول القوات العربية السعودية إلى مملكة البحرين (احتلالاً)، وإطلاقها على رغبة الاتحاد بين المملكتين (بضم البحرين إلى الأراضي السعودية)، ومع الأسف فقد اتفقت الأصوات المنادية بالوطنية والحرية والديمقراطية والمدافعة عن حقوق الإنسان مع مواقف المسؤولين الإيرانيين الأخيرة وكأن البحرين هي فعلاً المحافظة “الرابعة عشرة” للدولة الإيرانية. فما الذي يُخيف الدولة الإيرانية من الاتحاد الخليجي العربي؟ وبالذات من اتحاد مملكتي البحرين والعربية السعودية؟ الدولة الإيرانية أصبحت دولة جارة لأقطار الخليج العربي بعد احتلالها لإقليم الأحواز العربي في 20 من أبريل 1925م حيت أصبح لها موطأ قدم على ساحل الخليج العربي، كما إنها من الدول القديمة التي استوطنت عدداً من الأقطار العربية في الخليج العربي احتلالاً. ويربط الدولة الإيرانية بعلاقات مصالح مع الأقطار العربية، بحيث تكون المصلحة الإيرانية هي الأولى بغض النظر عن مصالح الدول الأخرى، فعلى سبيل المثال هناك تحالف سياسي مع الحكومة السورية، واختلاف سياسي مع حكومة المملكة العربية السعودية!! وهكذا بالنسبة للأقطار العربية الأخرى؛ ومن جانبها تنظر الدولة الإيرانية إلى أنها صاحبة لواء (المذهب الشيعي) في العالم؛ وأنها المدافعة الوحيدة في العالم عن مظلوميتهم في العالم! ويسكن في أقطار الخليج العربي كثير من أبناء هذا المذهب وأن أكثر من 90% من (أبناء الشيعة) لا يتفقون مع نهج الدولة الإيرانية المذهبي والسياسي، وأنها تدرك يقيناً هذه الحقيقة ولكن دائماً الأحمق يسير في الاتجاه المُعاكس للحقيقة. إن مملكة البحرين قيادة وشعباً وأرضاً قلبها مع أمتها العربية، ودمها خليجي، ونبضها إسلامي، وهويتها قومية عربية، وترفض البحرين ومَن يقطنها أن تكون جزءاً من الإمبراطورية الإيرانية، وترفض أن تكون أحوازاً ثانية، أو أرضاً سهلة الحراك نحو التراب الإيراني. وليفق أولئك الذين يدعون إلى مثل هذا الحراك والداعين إلى تغيير هوية وطنهم وهويتهم، فأما عن هويتهم فهم أحرار بها ليغيروها كما يشاؤون، أما هوية الوطن فلا يعنيهم أمرها لا اليوم ولا غداً، فهويتها عربية وستبقى كذلك. نعم ستبقى مملكة البحرين مملكة عربية أرضاً وشعباً وهوية، ولن تكون أحوازاً ثانية ولن تكون جزيرة رابعة يحتلها الإيرانيون، والمجدُ للبحرين قيادة وأرضاً وشعباً ... وستبقى عربية ولن تكون أحوازاً ثانية.