^   لن نستطيع أنْ نتجاوز ما مرت به البحرين بالأمنيات والكلام الطيب، أو بكلام انهزامي “الأمور عادت لطبيعتها.. انهزم الانقلابيون”، حتى وإنْ كانت هذه العبارات صحيحة، إلا أنها بعيدة عن التفكير الاستراتيجي لمستقبل البحرين. كل ما حصل لنا كان بتخطيط طويل المدى وباستراتيجيات وبتمويل داخلي وخارجي، ولا أحبّ أنْ أقول إنَّ الدولة كانت في غيبوبة سنوات طوال، فالدولة تمتلك الإحصاء، والأرقام، والتحليل، وتمتلك كل المعلومات، فحين يحدث الانقلاب لن يغفر أحد للدولة أنْ تقول لنا كنا في غفلة، هذا كلام مخجل ساعة ضياع الوطن. نؤمن إيماناً تاماً وحقيقياً بحق التعليم والابتعاث والتوظيف لكافة أبناء البحرين، لكل بحريني يحبُّ وطنه وينتمي إليه، لكل بحريني لا يقدم الولاء والطاعة لدولة أخرى، لكل بحريني وطني يحبُّ تراب البحرين، ويقدِّم الولاء لقادتها “جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد” حتى وإنْ اختلفنا في أمور داخلية، حتى وإنْ امتعضنا من سياسات، إلا أنَّ ذلك لا ينزع الولاء من قلب البحريني المخلص، ولا يجعله يرفع أعلام دول أخرى، أو أحزاب إرهابية، ولا يخرج في مسيرات تدعو إليها إيران، وتنفذها الجمعية الإرهابية كأوامر. الإيمان التام بالتعليم والابتعاث والوظيفة، لا يجب أنْ يجعل الدولة تسلم نفسها لمن يريد الانقلاب عليها، بينما دفعت على تعليمه مئات الألوف من الدنانير، من أجل أنْ يصبح طبيباً أو مهندساً أو طياراً أومسؤولاً كبيراً في الدولة. نقول للدولة بشكل صريح “نحن في وقت لا نحتاج فيه للمجاملات التي ضيعتنا” فبداية ضياع البحرين في نظري كانت من بوابة التعليم “أجد نفسي ملزماً بالتنبيه على ذلك مراراً” ومازالت هذه البوابة مفتوحة، وهنا الكارثة، فمن يُعلّم ابني وابنك -خاصة في مدارس الأولاد- مجموعة كبيرة ممن لا يحبون البحرين، وحاولوا شلّ التعليم في اللحظة الحاسمة من الانقلاب، وعادوا إلى وظائفهم “الدولة وايد طيبة وربما ساذجة”. من يعلّم ابني وابنك في مدارس الأولاد والبنات يغذي عقول الناشئة بالطائفية، ويميّز في التعليم ويزدري أناساً ويقرب أناساً، ويزوِّر درجات الامتحانات، من أجل الاستيلاء على البعثات “والتربية تنام في العسل”. فماذا تكون نتيجة هذا الاستيلاء على التعليم؟ النتيجة أنْ تذهب البعثات إلى أناس دون غيرهم، وألا يحصل المتفوق على بعثته، لأنَّ المدرّس والمدرّسة زوَّروا الدرجات لصالح آخرين، وبالتالي الاستيلاء على البعثات يقود إلى الاستيلاء على الوظائف “السلمانية أمامكم أنموذج واضح ومثله نماذج كثيرة في أماكن أخرى”. من يريد أنْ تتعافى البحرين مما جرى لها، عليه أولاً أنْ يصحح مسار التعليم، وأنْ يحصل على البعثة المتفوق والمتفوقة دون تمييز ودون تزوير في الدرجات. السؤال الأخطر الذي نوجهه للدولة، كم عاماً تحتاج الدولة حتى تصحح خراب وكارثة طائفية المسؤولة السابقة التي كانت تتلاعب في البعثات؟ أمامكم أعوام وسنوات وربما نصف قرن حتى تصححوا مسار طائفية البعثات، وبالتالي طائفية الوظائف. هل تسأل الدولة نفسها كم طالب طب يدرس الآن في الداخل والخارج؟ كم عدد الإناث وكم عدد الأولاد، ومن الذين تمَّ ابتعاثهم للدارسة؟ القضية قضية أرقام، وبالتالي عندها سوف تعرفون مستقبل البحرين، من خلال الأرقام، إلى متى السكوت عن أخطاء الابتعاث؟ والله إنني أتلقى اتصالات لأمهات وآباء يقولون إنَّ أبناءهم متفوقون بامتياز، لكنهم لم يحصلوا على بعثات الطب والهندسة، وتمَّ تخييرهم بخيارات غير مرضية، وهذا سوف يضيع مستقبل البحرين. نقول للدولة صححوا مسار التعليم والابتعاث، من أجل مستقبل البحرين، الخطة الاستراتيجية تتطلب إنقاذ المستقبل من خلال إنقاذ التعليم، نقدر ما يقوم به وزير التربية من جهد لتطوير التعليم، لكن التعليم قبل أيّ شيء يحتاج إلى وطنيين وإلى معلم ومعلمة مخلصة قبل أنْ يحتاج للتطوير، لن يتطور التعليم بأدوات لا تحب الخير للبحرين. لو عرفنا من يدرس الطب الآن “على سبيل المثال” سوف نعرف من سيكون بعد عامين وبعد ثلاثة وبعد أربعة في مستشفيات البحرين، الدولة تمتلك الأرقام، الدولة تمتلك الابتعاث، نرجوكم لا تضيّعوا مستقبل البحرين من خلال التفريط في التعليم، مدرس عربي مخلص، أشرف من مواطن لا ينتمي للوطن ويُطئفن التعليم ويسمّم عقول الأطفال. ^^ رذاذ منذ أنْ جلس نواب “الوفاق” على مقاعد البرلمان وهم يستهدفون وزارة التربية، ومع عميق الأسف يقال إنَّ سكوتهم كان بتفاهمات وطلبات مجابة، فهل هذا صحيح؟ مستقبل البحرين ليس صفقة من أجل عدم المحاسبة في المجلس، التاريخ لن يرحم من يضيّع مستقبل البحرين من بوابة التعليم. ^^ تكديس مواطنين في وزارتين وترك البقية كاد يضيّع البحرين في 2011، ويبدو أنَّ الدولة حتى الساعة لم تعِ الدرس، فالمسألة ليست خطأ إعادة مفصول، وإنما خطأ توظيف على أسس طائفية. على الدولة أنْ تصحح المسارات في وزارات مهمة وفي هيئات، فلا ينبغي تسليم الكهرباء والماء “مثلها وزارات أخرى” لمن لا يحمل الحب ولا الخير لأهل البحرين، هذان مرفقان حيويان وهامان لا يقلان أهمية عن التعليم، متى تستفيق الدولة.. لا ندري..؟ ^^ ما يفعله المسيّسون في اتحاد العمال ليس لأنَّ الدولة في غفلة فقط، إنما هو بسبب تكديس أناس في وزارتين وترك النقابات، والاتحادات لم ترد اختطاف البلد.