صرفت إيران المليارات لإحكام الطوق واستكمال احتلال الدول العربية عبر عملائها؛ شمالاً المحور السوري اللبناني العراقي، وجنوباً اليمني، وشرقاً كانت البحرين نقطة الانطلاق إلى عمق الجزيرة العربية ومن بعدها الكويت وشرق المملكة العربية السعودية. إيران جوعت شعبها وأخذت من قوته وتركته يعاني المشاكل الاقتصادية والفقر، وهو الذي ينتمي إلى أغنى الدول نفطاً وغازاً ومعادن ومياهاً، وكان ممكناً أن يعيش رغداً، لكن ملاليه جوعوه وصرفوا ثروته على أحلامهم الوهمية وسراب عودة الإمبراطورية الفارسية، وقاموا بالصرف على تصدير ثورتهم، وخصصوا أموال خمسهم للصرف على عملائهم في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن والكويت، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم حتى وصلوا للبحرين فغصوا بها!! وحين أعلنت دول مجلس التعاون عن نية تحويل تعاونها لاتحاد جن جنون كل من الخائن العراقي والخائن اللبناني والسوري الذين باعوا أوطانهم من قبل لإيران، لقد كانت البحرين والكويت نقطة انطلاقهم التالية، لكن دعوة الاتحاد أقضت مضجعهم. بعد أن أرغموا العراق ولبنان، الدول العربية العريقة حضارة وتطوراً ونمواً ومنارة للعلم والرقي والتمدن، أن تكون اليوم (بفضل) الخونة مجرد تابع وذيل لخدمة المصالح الإيرانية القومية، أرادوا إرغام البحرين كي تكون سخرة للإيرانيين، فحيثما تكون المصلحة القومية الإيرانية تتحرك العراق ولبنان وسوريا، حتى أصبح المحور الثلاثي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم الإيراني والطوق، فمن الجنوب كاد الحوثيون تسليم الثغر اليمني ومن البحرين كاد الخونة تسليم خاصرة الجزيرة العربية فتُحكم إيران تطويق العالم العربي كله لتهيمن عليه، وكان حصان طروادة (أتباع الولي الفقيه) خدماً لهذه الخطة وأحجاراً للشطرنج تحركهم. إنما نجاح البحرين في دحر الإمبراطورية الفارسية كان صاعقاً، لذلك لابد أن يستثمر هذا النجاح لإلهام كل شرفاء العرب اليوم، وها هي بوادر ذلك الإلهام تبرز للسطح، حيث تشهد الدول العربية اليوم ربيعها العربي في الثورة ضد الاحتلال الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، وقريباً إن شاء الله سيطاح بالعملاء الخونة الذين باعوا أوطانهم واستلموا مقابله العار والشنار والتبعية العمياء. إنما لابد من استلهام اللحظة رسمياً وشعبياً أيضاً بمؤسساتنا وإعلامنا ولمساعدة كل أشقائنا العرب للتخلص من الاحتلال الإيراني وعودة الدولة العربية للحضن العربي وتحريك الملف الأحوازي الآن واستغلال اللحظة. لابد من وضع استراتيجية شعبية ورسمية لمساعدة العراقيين والسوريين واللبنانيين للانتفاضة على المحتل الإيراني والعودة للحضن العربي، لقد تركناهم لقمة سائغة واعتقدنا أنه شأن محلي واختيارات للشعوب العربية لا دخل لنا فيها حتى وجدنا أنفسنا في فم الحوت. أحد أهم عوامل النجاح البحريني هو تفعيل كل أطياف الشعب وتحركهم في بوتقة واحدة من سنة ومن شيعة عروبيين ومن مسيحيين وبهرة وصوفيين ويهود ومن كل الأصول والأعراق في الوقوف صفاً واحداً ضد عملاء مخطط بيع البحرين، هذا التوحد والحراك الجماعي هو سر النجاح، لقد استثمرنا كل قوة الأقليات من مرأة وتعدديات وتحالفات وتحركنا محلياً وعربياً ودولياً، فلم ننقسم إلا في مواجهة عملاء إيران والحمد لله، البحرين كلها وقفت ضد الولي الفقيه صفاً واحداً، فيما انقسمت الأطياف اللبنانية والعراقية الأخرى فتشتت وضعفت ونجح عملاء إيران في السيطرة عليهم. حين قال لاريجاني إن البحرين ليست لقمة سائغة، نقول له “في هذه صدقت”، فالبحرين هي التي قلبت لكم الطاولة وهي التي كسرت الطوق وهي التي ألهمت شرفاء العراق ولبنان وسوريا بل والأحواز للثورة ضد الطغيان الإيراني والحوت الذي أراد ابتلاعنا. البحرين هي العظمة التي غص بها الإيرانيون، والهستيريا التي أصابت عملاءها في كل من العراق ولبنان وسوريا رد فعل طبيعي على فشل العملاء البحرينيين فيما نجحوا هم فيه. اليوم لابد من استلهام النجاح وتوظيفه في مساعدة بقية إخواننا العرب في الانتفاضة ضد المحتل الإيراني والتخلص من هيمنته، إنه الربيع العربي ضد الاحتلال الإيراني، والبحرين هي شرارة البوعزيزي ضد طغيان الفقيه الإيراني وعبثه بكرامتنا وسيادتنا وعروبتنا وقوميتنا.