دعا النائب حسن بوخماس القوى الوطنية إلى عدم الزج بقضية الوحدة الخليجية في أتون الصراع السياسي والاستقطابات والتجاذبات السياسية الدائرة على الساحة منذ الأحداث المؤسفة كون ذلك قد يحول دون إطلاق نقاش هادئ وعلمي، يسهم في تحقيق حلم انتظرناه أكثر من 30 عاماً مطالباً بسرعة تنفيذ الوحدة الخليجية شريطة توفير الدراسات الجادة لتحديد الأولويات وتحقيق النجاح المستمر. واعتبر أن هذا الاستقطاب والتجاذب بين المؤيدين والرافضين ليس مقصوراً على الساحة البحرينية وحسب، بل هو أمر موجود في المشهد السياسي الخليجي بشكل عام، حيث ترفض بعض الأوساط السياسية التسرع في اتخاذ هذه الخطوة، وهو ما حدا بالقمة التشاورية في الرياض إلى إرجاء تنفيذ المبادرة من أجل مزيدٍ من الدراسة. وأكد أن هذه المبادرة تحتاج إلى ما هو أكبر من تمزيق الشارع البحريني بين التأييد والرفض، حيث إن المواقف السياسية يجب أن تتخذ بناءً على معطيات عقلانية رشيدة، وليس مخاوف من تهديدات مختلفة، قد تتغير في المستقبل، ويظهر بدلاً منها تهديدات أخرى. مضيفاً أن موقفه المبدئي، هو تنفيذ مبادرة الوحدة الخليجية، بين دولتين أو أكثر، أو بين جميع أطراف مجلس التعاون الخليجي، اليوم وليس غداً، إلا أن ذلك يجب أن يخضع إلى دراسات مستفيضة وتوافق بين الإرادات السياسية بين دول مجلس التعاون حول الوحدة وأولويتها وقضاياها، وهو ما يتطلب تأسيس شبكة بين المراكز البحثية الخليجية لدراسة كافة الإشكالات وتقديم البدائل المناسبة لصناع القرار السياسي. ودعا بوخماس إلى محاكاة التجارب الدولية الناجحة في الاتحاد خصوصاً الاتحاد الأوروبي من خلال البدء بالمسار الاقتصادي، وفك القيود الكثيرة على النشاط التجاري والعقاري بين أطراف الوحدة الخليجية، على أن يتم بموازاة ذلك اضطلاع المراكز البحثية والاستراتيجية بدورها في تحديد الأولويات على المسارات الأمنية والسياسية.