^  يقول لي أحد البحرينيين الوطنيين المخلصين إن جملة معبرة لفتت انتباهه وضعها أحد المواطنين على خلفية سيارته، كتب فيها بالإنجليزية ما معناه «البحرين.. حبها أو ارحل عنها». اليوم حينما نتحدث عن الانتماء لهذه الأرض يحزننا أن نسمع من يتشدق بعبارات الولاء والانتماء بينما هو يبيع وطنه كل يوم، يقلل من شأن إنجازاتها، ويجحد بكل خير تحقق له ولمئات الآلاف من المواطنين، حتى المقيمين فيها ينعمون بكثير من الأمور والمزايا التي تجعلهم يحبون البقاء فيها. من يحرق بلده ويخرب فيها ويشيع الإرهاب بين أهلها ليلاً ونهاراً، هل هذا يمكن أن نصفه بأنه يحب البحرين؟! من يتطاول على رموزها، ويشوه صورتها في الخارج، ويدعو الأجنبي للتدخل فيها سواء عبر منظمات أو أنظمة وغيرها، هل هذا يمكن أن نقتنع بأنه يحب البحرين؟! من ألغى كل خير تحقق للناس وأنكره رغم أنه مستفيد منه، ومن قال بأن الحل هو إسقاط الدولة، ودفع الناس للخروج في الشوارع ليواجهوا قوات الأمن، وحثهم على السقوط قتلى، هل هذا يحب البحرين؟! الشعب البحريني بكل أطيافه جُبل على الطيبة، نعرف فيه حبه للعيش بكرامة وأن تتذلل أمامه كل الصعوبات فقط ليعيش حياة هادئة. لم نعرف في البحرينيين يوماً تعاملهم بناء على الطائفة والمذهب إلا حينما جاءت أطياف لها تاريخها المعروف في السعي للانقلاب على النظام وزرعت فيه الحقد والكره للآخر، رسخت في ذهنه عقدة المظلومية وأن فئات يتم التعامل معهم بدونية، وكل هذا كذب. منذ متى عرفنا تسميات وتصنيفات «سني وشيعي»؟! ألم يكن ذلك بعد أن دخل الانقلابيون في الدولة ومارسوا السياسة سواء بصورة شرعية أو غير شرعية، وعملوا على تقسيم الناس. هذه الأرض أعطت الناس الكثير، وقادتها على رأسهم جلالة الملك حفظه الله أنجزوا الكثير ومازالوا يعملون، ومازالوا يمنحون حتى من أخطأ بحقهم وحق البلد الفرصة تلو الأخرى، ومجحف من ينكر ذلك. لدينا مطالبات معيشية كثيرة في البحرين، نريد حلاً لمشكلة الإسكان، نريد رفع الرواتب المتدنية، نريد تعزيزاً للخدمات الصحية وغيرها، لكن في المقابل ليست البحرين مثل تلك الدول الأجنبية خاصة من يسعى الانقلابيون لضرب المثل بها في الشأن السياسي فقط متناسين كيف تعيش الشعوب هناك. في البحرين لا يدفع المواطن ضريبة «تقصم» ظهره وتطير بنصف راتبه، بل حتى الـ1% الذي يقتطع لصندوق التعطل يشهد توجهات لإلغائه بناء على ما عبر عنه الناس، بينما في بريطانيا على سبيل المثال يعاني الناس من الضرائب التي تصل إلى اقتطاع حتى نصف رواتبهم، يحاسبونهم على رصف الطرقات والخدمات المختلفة والصحة والتعليم، ولا يمكنهم رفض دفع هذه الضرائب، حتى الهواء سيصلون لمرحلة يدفع الناس عليه الضرائب. لكن كل هذا غير موجود في البحرين. حتى متوسط مستوى الدخل في البحرين يعد أفضل من عديد من الدول الأوروبية بالنظر لما يدفعه مواطنوها من ضرائب. لدينا هنا الدولة تقدم الخدمات المختلفة للناس، على رأسها الإسكان، وهي خدمة نعتبرها من حقوق الناس المكفولة، في حين عديد من الدول حول العالم تعلن أنها غير ملزمة بتوفير السكن لمواطنيها، وأنها مسألة معني بها المواطن لا الدولة. في البحرين الوضع يختلف، تقدم الخدمات، لكن هناك أناساً لا تحمد ربها ولا تشكره. لدينا حرية واسعة استغلها البعض ووصل حتى لمستوى شتم الدولة جهاراً عياناً والتحريض عليها، ومع ذلك يتم التعامل معهم بهدوء دون تطبيق صارم للقانون بخلاف ما تفعله الدول الأخرى. أبناء البحرين المخلصون هم من يتقطع قلبهم عليها يومياً وهم يرونها تحترق ويعيث فيها الإرهابيون الفساد. المحب لأرضه لا يحرقها بل يعمرها. ابتلينا بأناس واضح كيف يتجه انتماؤهم للخارج، أصبحت البحرين لديهم رخيصة مقارنة بأنظمة خارجية يخرجون في مسيرات ليدافعون عنها ولو بطرق ملتوية وغير مباشرة. من يفعل كل ذلك في بلده، هل هو يريد إرسال رسالة مفادها بأن هذه البلد لا تعجبه؟! بأن كل ما يتحصل عليه من خدمات ومزايا لا يعجبه؟! وهل علينا في المقابل أن نسكت ونقبل بأن تقوم فئة قليلة بزعزعة أمن واستقرار البلد وتدمير حياة مواطنيه ومقيميه فقط لأن في قلوبهم حقداً وكرهاً عليها وعلى نظامها وأسرتها الحاكمة؟! اكفونا من شركم، ودعوا البحرينيين يعيشون، دعوا اللحمة تعود مثلما كانت لا أحد يسأل هذا سني أو شيعي؟! أقلها كفوا الضرر الذي طال كثيراً من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة الذين لا يتفقون مع توجهاتكم الانقلابية لكنهم يخشون تسقيطكم لهم واستهدافهم. من لا تعجبه البحرين لا يمكنه فرض رأيه على غالبية مكونات المجتمع التي تحب هذه الأرض. من يحن قلبه لنظام خارجي أو دولة لها أطماعها في بلدنا فليذهب لها ويترك بلدنا يعود للعيش في سلام. والله لم يخطئ من كتبها.. إن لم تكن تحب البحرين، فارحل عنها، إذ يكفي هذا البلد وأهله ما عانوه من أناس رخصوا به وآثروا بيعه برخص التراب. تبقين غالية يا بحريننا الحبيبة، تاجاً على رأسنا، وقصة عشق في قلوبنا، نورثها لأبنائنا والأجيال القادمة. حفظ الله بلادنا من كيدهم. اللهم آمين.