نصاب بالخجل والإحراج كلما دخلنا في نقاش يتعلق بالمنشآت الرياضية وبالأخص إستادات كرة القدم ونشعر بالأسى كلما اضطرتنا الظروف لطرح هذا الموضوع في وسائل الإعلام لأننا نعلم بأن طرحه يشوه صورة البحرين الحضارية التي شهدت منذ عشرات السنين قفزات كبيرة في مجال الإنشاء والتعمير التي طالت كل القطاعات من مدارس ومعاهد وجامعات ومصارف ومجمعات تجارية وأبراج سكنية بينما لم ينل القطاع الرياضي من هذا كله سوى الشيء اليسير! ولكي لا نكون جاحدين في هذا الجانب فلابد من أن نشكر الحكومة الموقرة على ما قامت به من تطوير لبعض المنشآت الرياضية واستحداث أربعة أندية نموذجية والانتهاء من المرحلة الأولى لمدينة الشيخ عيسى الرياضية الكبرى. كل هذه المنشآت تعد إضافة إيجابية للرياضة البحرينية وتخدم بصورة مباشرة ألعاب الصالات المغلقة ككرة اليد والسلة والطائرة والطاولة وبقية ألعاب الصالات. ولكن ما نحن بصدده هو إستادات كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى بل هي اللعبة التي انطلقت منها الرياضة البحرينية قبل أكثر من تسعين عاماً . نحن اليوم نتحدث عن استضافة بطولات كروية كبرى ونتحدث عن وجوب تنظيم دوري للمحترفين ونتحدث عن حلم يراودنا بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم فكيف لنا أن نحقق هذه الطموحات ونحن مانزال نتعكز على ثلاثة أو أربعة إستادات بعضها يخضع لجميع الاستعمالات وبعضها يتعرض للضغط اليومي مما يفقده صلاحية الاستعمال للمباريات الرسمية! تساءلنا كثيراً عن أسباب عدم إنشاء إستادات رياضية كروية في الأندية النموذجية الأربعة التي تركت ملاعبها مفتوحة لا تصلح إلا للتدريبات! وتساءلنا عن أسباب عدم إنشاء مدرجات ثابتة بإستاد مدينة الشيخ خليفة الرياضية بدلاً من استئجار المدرجات المتحركة كما حدث في نهائي كأس الملك وكما سيحدث لاحقاً حين نستضيف دورة الخليج القادمة؟! لا ندري من هو المسؤول الذي يتولى التخطيط لمثل هذه المنشآت! هل هي إدارة المنشآت بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة أم هي وزارة الأشغال التي تعنى بالمنشآت الحكومية؟! لقد أصبح حال إستادات كرة القدم عندنا محل استهجان وتندر سواء في المجالس والمقاهي المحلية أو في المحطات التلفزيونية الخليجية التي تتابع نقل مباريات دورينا المحلي ومباريات أنديتنا المشاركة في البطولات الإقليمية بل حتى اللاعبين المحترفين في أنديتنا أبدوا استغرابهم من حال هذه الملاعب الأمر الذي يضعنا في مواقف محرجة كلما أردنا أن نتقدم لاستضافة أي بطولة كروية! لقد سئمنا من الحلول الترقيعية المؤقتة التي تسبق استضافتنا للبطولات لأنها لا تحل المشكلة الدائمة بل إنها تكلف خزانة الدولة ملايين الدنانير من دون جدوى! إننا بحاجة ماسة لإستادات كروية أسوة بما لدى جيراننا وأشقائنا وهذا ليس بالأمر التعجيزي إذا ما وضعنا اسم وسمعة مملكة البحرين بعين الاعتبار فهل نجد صدى إيجابياً لهذه المطالب يمكننا من تخطي حاجز الخجل ويدفعنا لرفع رؤسنا عالياً مفاخرة بمنشآتنا الرياضية؟