أنقذ نادي تشيلسي سمعة الكرة الإنجليزية من الاندحار، عندما حافظ على تواجد علم البلاد في الدور ربع النهائي من البطولة الأكبر والأشهر والأهم في العالم “دوري أبطال أوروبا”، بفوز مُستحق على ضيفه “نابولي” قوامه أربعة أهداف لهدف وحيد في إياب ثمن نهائي البطولة، ليعوض اخفاقه المحلي الكبير لهذا الموسم، حيث يحتل المركز الخامس خلف آرسنال الرابع بفارق 3 نقاط، بالإضافة لخروجه من كأس كارلينج ومُعاناته في لقاء الذهاب، ضد نابولي بالخسارة بثلاثة أهداف لهدف على ملعب سان باولو. الإمبراطورية تبقى شامخة - لم يغب علم إنجلترا عن الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا منذ 16 موسم، أي أكثر من 17 سنة ظلَّت إنجلترا محافظة على تواجدها بين عمالقة أوروبا، أي منذ تعافي جميع أندية إنجلترا من العقوبة الصارمة، التي ضربتهم من قِبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نهاية ثمانينيات القرن الماضي، بالإيقاف خمس سنوات لجميع الأندية وسبع سنوات لليفربول بعد حادثة هايسل الشهيرة في العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي راح ضحيتها 35 مشجع إيطالي. وكان دور ربع نهائي البطولة موسم 1996/1995 يتكوَّن من أندية “ريال مدريد، يوفنتوس، ليجا وارسو، باناثينيكوس، أياكس أمستردام، بوروسيا دورتموند، نانت وسبارتاك موسكو”، وهو الموسم الأخير الذي شهد عدم تواجد أندية إنجلترا في هذه المرحلة، فقد تواجد في الموسم التالي 1997/1996 مانشستر يونايتد فقط في هذه المرحلة، بالضبط كما يحدث مع تشيلسي الآن بما أنه الممثل الوحيد لإنجلترا، وتمكَّن اليونايتد آنذاك من التأهل بنتيجة عريضة على حساب بورتو البرتغالي، وفي لقاء نصف النهائي خسر من بوروسيا دورتموند ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة 1/صفر وصفر/1. ولم ترتفع حصيلة الأندية الإنجليزية في موسم 1998/1997، فقد تمكَّن مانشستر يونايتد دون سواه من التأهل للدور ربع النهائي، والذي ودَّعه فيما بعد أمام موناكو الفرنسي بالتعادل 1/1 في أولد ترافور، والتعادل في جزيرة موناكو بدون أهداف، وكان نيوكاسل قد ودع المسابقة من دور المجموعات آنذاك. لكن في موسم 1999/1998 استطاع مانشستر يونايتد الظفر أخيراً بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، وكان هو ممثل الإنجليز الوحيد في المراحل الاقصائية ككل، وبعد هذا التألق الإنجليزي لليونايتد غارت بقية الأندية وبدأت تدعم صفوفها ليزداد عدد الأندية الإنجليزية، في الدور ربع النهائي بوجود تشيلسي عام 2000، لكنه خرج على يد برشلونة في واحدة من أمتع مباريات البطولة. وواصل الإنجليز مسيرتهم الناجحة بتواجد غزير في مراحل متقدمة للبطولة، ليصل الحال لتأهل الثلاثي “مانشستر يونايتد، تشيلسي وليفربول” مرتين متتاليتين إلى المربع الذهبي 2007 و2008 ووصول الثلاثي “آرسنال، مانشستر يونايتد وتشيلسي” إلى نفس المرحلة عام 2009، وينجح مان يونايتد من التأهل للنهائي ثلاث مرات وليفربول مرتين، لكن الحصيلة كانت بطولتين فقط من خمس نهائيات!. ليسوا ضحيتهم الأولى نابولي لم يكن الضحية الأولى لتشيلسي الذي يُجيد اللعب في دور الـ16 والفوز بنتيجة أربعة أهداف، فقد سبق وفاز تشيلسي على برشلونة 2/4 عام 2005، وهزم بايرن ميونيخ بأربعة أهداف لهدفين في الدور ربع النهائي من نفس العام، بالإضافة لفوزه 4/3 في مجموع المباراتين في نصف نهائي 2008 وتعادله 4/4 مع ليفربول 2009 في ربع النهائي. العقيم وصل مهاجم إسبانيا “فرناندو توريس” لما يقرب من 25 ساعة لعب مع تشيلسي هذا الموسم دون تسجيل أي هدف، فلم يسجِّل مع الفريق منذ الجولة السادسة ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أمام سوانسي سيتي، وفشل في البروز كهداف مكتفياً بصناعة بعض الأهداف. المُلهم جون تيري استطاع تسجيل خامس هدف أوروبي له بقميص تشيلسي، ويُعد هدفه في مرمى نابولي أهم ثاني أهدافه مع الفريق بعد هدف التأهل، الذي سجَّله على برشلونة عام 2005 بنفس هذه المرحلة من البطولة. عودة المحارب - الإفواري “ديديه دروجبا” واحد من ستة لاعبين فقط في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يتمكن من تسجيل الأهداف بكلتي القدمين بالإضافة لهدف بالرأس، حيث سجَّل أمام فالنسيا هدف بيسراه وآخر بيمناه، واستطاع تسجيل هدف رأسي رائع في مرمى نابولي ليلة أمس الأول. ومنذ عام 2009 لم يُسجِّل ديديه دروجبا أي هدف لتشيلسي في مرحلة دور الـ16، ففي عام 2010 تعرَّض دروجبا للطرد أمام الإنتر الإيطالي في ستامفورد بريدج، وخسر البلوز بهدف إيتو، وفي 2011 تأهل الفريق على حساب كوبنهاجن بفضل فوزه في الدنمارك وتعادل في الإياب بدون أهداف، ليستعيد دروجبا أهدافه في هذه المرحلة منذ آخر هدف سجَّله في هذه المرحلة يوم 25 فبراير 2009 أمام يوفنتوس الإيطالي. ذكرى اليوفي - لأول مرة يحقق تشيلسي الفوز في مباريات الخمس الأخيرة على ملعب ستامفورد بريدج، خلال مراحل خروج المغلوب، ففي الموسم الماضي مُنِي بهزيمة صاعقة أمام مانشستر يونايتد بهدف واين روني في دور الثمانية، قبل أنْ يتعادل مع كوبنهاجن بدون أهداف بالإضافة لتعادله في إياب ربع نهائي 2009 أمام ليفربول بنتيجة عريضة قوامها أربعة أهداف الكل، وفي نفس العام تعادل مع تشيلسي 1/1 في إياب نصف النهائي بهدف إنيستا في الدقيقة الأخيرة ليخرج بفارق هدف اعتباري.