اعتبر كتّاب عرب أن مشروع الاتحاد الخليجي، أياً كانت بدايته بدولتين أو ثلاث أو أربع، سيكون بمثابة مقبرة للمتآمرين على مملكة البحرين وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وقالوا: إن “التعامل الإيجابي مع الفكرة سيدفعها نحو نظام مرن يساعد الدول على تجميع إيجابياتها”، وكشفوا عن أن إعلان الوحدة بين السعودية والبحرين في حال إعلانه، سيكون متغيراً كبيراً في وضع البلدين يماثل “الربيع العربي” الذي شهدته بعض الدول، مؤكدين أهميته لجهة مواجهة التهديدات لدول الخليج في إشارة إلى الدور الإيراني. وحول مخاوف البعض من الاتحاد، أوضحوا أنه ليس وسيلة لإخضاع نظام أو إلغاء هوية أو خصوصية أو تهميش طائفة أو دعم نظام ضد شعب، وأكدوا أن الاتحاد الكونفدرالي سيرسخ فكرة زيادة القوة العسكرية لدول الخليج، ولا يمس السيادة الداخلية للدول المتحدة وإنما هو اتحاد عسكري اقتصادي سياسي في الأمور الخارجية. ووجّه الكتّاب انتقادات لأي مشكك في “جدية مشروع الاتحاد أو شرعيته”، واعتبروا أن مَن يرفضه يشكك في انتمائه إلى قوميته العربية والخليجية، وأشاروا إلى أن بعضهم دعا إلى إجراء استفتاء على الاتحاد في بعض دول المجلس، وتساءلوا: هل يُستفتى المواطن على ثوابت وجوده وحياته مثل وطنيته أو قوميته أو دينه؟. ومن الناحية الأمنية والاستقرار، قال الكتّاب العرب إن الاتحاد سيحقق رغبات شعوب دول المجلس من الناحية الأمنية، وسيضيف المزيد من الاستقرار للمنطقة، فضلاً عن التنمية الاقتصادية لوحدة اقتصادات 6 دول خليجية فقط تتحكم في أكثر من نصف الناتج القومي العربي بناتج إجمالي بلغ 1.4 تريليون دولار في 2011. اتحاد لمواجهة الأطماع وقال نجيب غلاب في صحيفة (عكاظ) السعودية إنه لم يعد أمام دول مجلس التعاون الخليجي من خيار إلا أن تنتقل من الصياغة الحالية للتعاون والتكامل إلى وضع الاتحاد ومن يراقب التحولات والمتغيرات المتلاحقة لا بد أن يستنتج أن مجلس التعاون كلما اتحدت إرادته زادت مصادر التأثير لديه، وكلما زرع الأعداء الخصومة بين أبنائه تحولوا إلى ضحية للأطماع الإقليمية والدولية، الأمر بحاجة إلى تخليق كتلة حيوية تحكمها استراتيجية واضحة متماسكة. واعتبر غلاب أن إيران تمثل التهديد الأبرز رغم أنها الدولة الأكثر هشاشة ورغم انتفاخ خطابها المتورم بالتحدي، فخوفها من فقدان نفوذها في المنطقة وتولد ثورة شعبية “مسنودة” من الخارج جعلها كياناً مرتبكاً ولا خيار أمامها إلا تصدير أزماتها إلى دول الخليج، وتفجير بؤر مؤذية لأمنها وبث الفوضى في المنطقة. تغيرات بالغة الأهمية وقال د. مروان قبلان في صحيفة (الجزيرة) السعودية إن اجتماع القمة التشاورية الخليجية يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والعالم تطورات بالغة الأهمية. فالتغيرات التي طرأت على المشهد العربي و ما زالت منذ أكثر من عام تنبئ بتحولات سياسية كبيرة في عموم المنطقة، و قد تصل تأثيراتها في ظل حال الاستقطاب الراهنة على المستوى الدولي إلى عواصم القرار العالمي . ما يعطي القمة مزيداً من الأهمية و محاولة دول المجلس الانتقال من التعاون إلى الاتحاد بشكل سريع و هو المقترح الذي قدمه الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في القمة الخليجية العادية في شهر ديسمبر الماضي. وأكد قبلان أن لدى المجلس كل المقومات التي تجعل الصيغة الاتحادية ممكنة وواقعية، فالتشابه، لا، بل التماثل، بين الدول الأعضاء لجهة البنى السياسية و الاقتصادية و الثقافية والاجتماعية تشجع على الذهاب بهذا الاتجاه بكل ثقة. الأهم من ذلك ربما أن المخاطر و المصالح المتشابكة لدول المجلس أصبحت تستوجب هذه النقلة النوعية. قبل أن نصبح محافظات إيرانية وفي صحيفة (الوطن) الكويتية قال حمد سالم المري يجب علينا كدول عربية خليجية أن نسارع في تحقيق الاتحاد الكونفدرالي حتى نصبح على الأقل قوة اقتصادية تتحكم في أهم مصدر للطاقة في العالم بناتج محلي إجمالي بلغ عام 2011 أكثر من 1.4 تريليون دولار، أي أكثر من نصف الاقتصاد العربي ككل. كوننا نمتلك نحو 630 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الرسمي، ونحو تريليوني دولار من الاستثمارات الخارجية تشمل موجودات الصناديق السيادية، كما تمثل دولنا سوقاً موحدة قوامها 42 مليون نسمة وسيصبح عدد سكان الاتحاد الخليجي (من دون الأجانب) 27 مليون نسمة، كما إن أكثر من e من إجمالي سكان دول الخليج العربية من الشباب تقل أعمارهم عن 30 عاماً. إضافة إلى أن حجم المبادلات التجارية بيننا والعالم يبلغ حالياً تريليون دولار مقابل 261 مليار دولار عام ألفين ميلادي، في الوقت الذي استقطبت دولنا فيه استثمارات أجنبية قيمت ها 300 مليار دولار، بعد أن كانت 30 مليار دولار العام ذاته وتصدر أيضاً ما لا يقل عن 15 مليون برميل من النفط يومياً. وتساءل المري: فهل نسارع في تحقيق هذا الاتحاد الكونفدرالي قبل أن يقع الفأس بالرأس ونصبح محافظات إيرانية؟ الخليج العربي يبارك اتحاده وتحت عنوان “الخليج العربي يبارك اتحاده!”، قال عبد الاله بن سعود السعدون في صحيفة (الجزيرة) السعودية، إن الدعم الإيراني السياسي والإعلامي يشكّل تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين بتحفيز الحركات الفوضوية الطائفية لتعكير الأمن والاستقرار لشعب البحرين العربي والدعوة السافرة في طهران وقم وبعض عواصم الجوار المنطوية تحت العمامة الإيرانية بالتغيير وتفكيك الدولة مما يشكل خطراً مباشراً على أمنها القومي، وجاءت مشاركة قوات “درع الجزيرة” البطلة لنجدة شعب البحرين التي تشكّل قوات البحرين المسلحة جزءاً من درع الجزيرة، ويشمل نار التهديد وحمى الخطر دولة قطر والكويت وناهيك عن إيقاظ الخلايا الطائفية النائمة من حزب الله في تلك الدولتين والتي قامت بمهام جاسوسية وتخريبية عديدة ضد أمن وأمان دول الخليج كافة علاوة على خطر “قرار ولي الفقيه” النافذ على كافة أتباعه الذي يسري في شموله من جنوب لبنان ولأتباع حزب الله وفروعه في خليجنا العربي، ونحن نتعامل في الجوار الخليجي مع سلطة إيران التي لا تحترم كل القرارات الدولية وليس في قاموسها الدبلوماسي أي معنى لاحترام دول الجوار وحقوقها السيادية، بل تعطي لنفسها الحق في إجراء المناورات العسكرية بكل صنوف قواتها بشكل استفزازي، وتملي على دول الخليج العربي رغباتها بعدم استضافة أساطيل الدول الصديقة في مياهنا الإقليمية وتلوح بقدرتها لإغلاق مضيق هرمز الدولي. الموجود اتحاد فعلي وقال عبدالرحمن الراشد في صحيفة (الشرق الأوسط) إن الموجود فعلاً وواقعاً هو اتحاد بين دول مجلس التعاون ، وأكد أن الاتحاد الجديد ستحافظ فيه البحرين على شخصيتها الاجتماعية، والكويت على تاريخها ومكاسبها السياسية، وسلطنة عمان على نظامها ومناهجها التعليمية، والإمارات بصيغتها الاتحادية. إذن لماذا الحرص على الانتقال إلى “الاتحاد” وعدم القناعة بـ«التعاون”؟ وأكد الراشد أن المسار التعاوني رغم عجزه في بعض الجوانب قطع مسافة جيدة ولم يعد بصيغته الحالية مجرد تعاون، فهناك تعاون بين الدول الأخرى ضمن اتفاقيات ثنائية إنما في الخليج الواقع اليوم هو أقرب إلى اتحاد، ولا يضير أحداً أن يسمى “اتحاداً” بصيغته التي هو عليها حالياً. وأضاف الراشد:« أتصور أن كلمة اتحاد بذاتها تخيف بعض الخليجيين لأنها تعطي المفهوم الفدرالي، مثل اتحاد الإمارات الذي هو منظومة دولة كاملة، أو الولايات المتحدة الأمريكية. و«الاتحاد” بهذا المفهوم ليس مطروحا لأن الدول الأعضاء غير متوازنة في إمكانياتها، فالسعودية خمس مرات أكبر من الدولة الخليجية الثانية حجماً، أي عمان؟ هذا جزء من حالة الفزع، أو التخويف، التي ثارت في عام 1981م عندما قام مجلس التعاون. فكرة الاتحاد الأوروبي وكشف الراشد أن المشكلة تكمن في عدم وضوح الفكرة، وتحديداً في مصطلح الاتحاد الذي يوحي بالفدرالية، مع أن المفهوم الذي طرحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يماثل فكرة الاتحاد الأوروبي، أقرب إلى الكونفدرالية لا الفدرالية، وتضمنت دعوة الملك تأكيداً على أن الاتحاد لا يتدخل ولا ينتقص من سيادة الدول الأعضاء. وقال الرااشد:« أنا أعتقد أن التعامل الإيجابي مع الفكرة سيدفعها نحو نظام مرن يساعد الدول على تجميع إيجابياتها والجوانب المشتركة بينها ولن يكون “لاتحاد” وسيلة لإخضاع نظام أو إلغاء هوية أو خصوصية أو تهميش طائفة أو دعم نظام شعب”. في مواجهة الحقد الفارسي وقال إبراهيم السماعيل في صحيفة (الجزيرة) السعودية إن الحقد الفارسي قديم قدم الإسلام نفسه ولكن الثورة السورية والمؤامرة الطائفية في البحرين أزالت آخر الأقنعة عن حجم مؤامرة الفرس وعملائهم علينا منذ فجر الإسلام. ولقد كانت جزيرة العرب وما زالت منذ 14 قرناً العقبة الكأداء والصخرة التي دائماً تتحطم عليها كل أحلام الفرس الحاقدة، ولمزيد من الاطلاع اقرؤوا التاريخ المشترك بيننا وبين الفرس، وكذلك كتب الفرس الدينية والأدبية لتعرفوا حجم الحقد الفارسي على أمة العرب، ثم انظروا إلى من يقف وراء ما يجري الآن في اليمن (الحوثيون) وفي البحرين ولبنان والكويت وتقريباً كل الدول العربية لتعرفوا من هو رأس الفتنة الحقيقي. ثم قارنوا بين هذا الدعم الطائفي اللامحدود لكل المؤامرات التي يقوم بها عملاء الفرس في الدول التي ذكرنا آنفاً وبين الدعم المالي والعسكري والبشري والسياسي للعصابة الحاكمة في دمشق ضد الثوار المطالبين بالحرية والديمقراطية في سوريا لتعلموا من هو مصدر الفتنة الحقيقي. وأكد السماعيل أن مؤامرات الفرس لا حصر لها ضد أمتنا العربية ابتداءً من مقتل عمر بن الخطاب مروراً بمؤامرة ابن العلقمي مع التتار وسقوط بغداد الأول بيد التتار وكذلك مؤامرة الفرس مع الأمريكان وسقوط بغداد الثاني عام 2003. إن الحاضر والماضي القريب والبعيد يبينان بجلاء ووضوح لمن يريد أن يعرف الحقيقة أن الفرس هم مصدر كل الفتن والشرور على الأمة العربية وعلى الإسلام كذلك. لا ثورة في البحرين وفي صحيفة (اليوم) الكويتية قال المحامي رياض الصانع إن ما يعطي الثورتين التونسية والمصرية قوة أكبر هو أنهم تشكلوا من كل الطوائف والتوجهات مما أعطى للتحرك نكهة وطنية توافقية ، وهو ما يختلف في طبيعة المجتمع البحريني الذي يتكون من سنة وشيعة، خاصة وأن سقف المطالب التي ترفعها المعارضة الشيعية بقيادة “الوفاق” لم تكن تقبل بها الطائفة السنية ، حيث وجود طائفة تؤيد الحكم في مقابل احتجاجات وسقف مطالب مرتفع للشيعة وهو ما دفع ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الدعوة للحوار والتعقل والتهدئة محذراً من خطورة ما يجرى على الأرض من أحداث ، وأعلن أن الحوار غير مشروط ، وأنه لا مانع من طرح أي مطالب على طاولة الحوار للنقاش حولها. وأكد الصانع أن الحل في البحرين حسب الرؤية الموضوعية هو حوار عقلاني وسياسي واضح يضم كافة القوى السياسية ، وذلك كله تحت مظلة شرعية نظام الحكم القائم ، ومع التأكد على أن استقرار البلد أولوية قصوى لا يمكن المساومة عليها ، وأن المشروع الإصلاحي الذي بدأ منذ عشر سنوات كان بداية الانطلاق للتغيير إلى الأفضل والدعوة إلى أن الإصلاح يتوقف؛ بل يجب أن يتسم دائماً بالحركة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لكافة طوائف المجتمع البحريني في إطار الوحدة العربية والخليجية ، مع العلم أن الحق في الاحتجاج مكفول بشرط أن يستمر بروح وطنية منفتحة تقبل الرأي الأخر وتجنب روح الانتقام المبني على أسس طائفية. تخوف الدول الصغيرة وقال جميل الذيابي في صحيفة “الحياة” إن دول الخليج تخشى من التهديدات والتدخلات الإيرانية في شؤونها، والتحديات الخارجية ومشكلة الأمن الإقليمي، لكنْ هناك تخوف آخر يقلق بعض دول المجلس الصغيرة من مسألة “الاتحاد”، لذلك ربما تلجأ إلى التريث قبل اتخاذ القرار النهائي حتى صدور نتائج اللجان المشكّلة لدرس الانتقال إلى مرحلة الاتحاد، مع استعانة بعضها باستشارات دول أجنبية كبيرة، تطمئنها على سلامة قرارها وسيادتها، على رغم أن السعودية أرسلت رسائل اطمئنان لشقيقاتها الخمس الأخرى في مؤتمرات صحافية عدة، تشدد على أن المرحلة الراهنة والمستقبلية تتطلب الانتقال نحو الاتحاد، لأن المصير واحد، وأن ذلك سيزيد من العمل الخليجي المشترك، ولن يمسَّ سيادة أية دولة، بقدر ما يُمكّن الأعضاء من تطويق المخاطر، وزيادة القدرة على التعامل مع المتغيرات وفق “الصيغة الاتحادية المتفق عليها”. وأكد الذيابي أن “الاتحاد” بات ضرورة ويعدّ مكسباً استراتيجياً لكل دول المجلس بسبب تزايد حال الاستقطاب في المنطقة، وما يشهده الإقليم من توترات وتهديدات لدول المجلس من الجيران قبل الآخرين، ولأجل توازن القُوى، لكن هذا لا يُعفي صانع القرار السياسي من استطلاع آراء الشعوب الخليجية، وتوسيع الحريات وتسريع عجلة الإصلاح أكثر من أي وقت مضى، من دون تسويق أية مبررات، وإلا فستظهر مشكلات داخلية شائكة تصعّب الحلول الداخلية والخارجية والاتحادية. مقتدى الصدر يغزو البحرين! واستخف داود البصري في صحيفة (السياسة) الكويتية من تهديدات مقتدى الصدر في حال عاقبت البحرين رأس الفتنة لديها ( يقصد عيسى قاسم)، وأشار إلى أن دس أنف مقتدى الصدر والعصابات التافهة الطائفية المرتبطة به في الملف البحريني وحيث تواجه مملكة البحرين أعتى رياح تآمرية تقودها العصابات والتنظيمات الإيرانية المرتبطة بنظام الولي الفقيه، وتسيّرها للأسف بعض المخابرات الدولية التي تؤمّن الملاذ الآمن والحرية الإعلامية لرموز التخريب الإيرانية المعروفة في البحرين والعالم للجميع! فإضافة إلى تهريج الأحزاب الطائفية العراقية وجماعة أحمد الجلبي وبقية “شلة الأنس” الطائفية في العراق والخليج العربي من المسألة البحرينية، فقد دخل مقتدى الصدر على خط الأزمة باعتباره احتياطياً إيرانياً مضموناً وأطلق تهديداته المباشرة والسخيفة ضد مملكة البحرين مهدداً بالويل والثبور إن حاولت السلطات البحرينية معاقبة مثيري الفتنة الوطنية والطائفية! وهو تهديد رغم سخافته وغبائه إلا أنه يحمل معان واضحة ويؤشر للأسف إلى دور سلبي عراقي لا يمكن أن يصدر من العراق العربي الحر لو كان بلداً حراً وشامخاً وينتمي فعلاً إلى محيطه ! . وأكد البصري أن التهديد الصدري الوقح يتضمن دلالات مؤسفة ذات أبعاد فتنة طائفية تتجاوز بكثير مجرد التهديدات اللفظية لتدخل ضمن مسلسل التوظيف الإيراني للقوى الطائفية لإشعال فتنة طائفية لا محل لها من الإعراب في الخليج العربي وهو الهدف الإيراني الواضح اليوم وأحد الأدوات الإيرانية المباشرة في حماية المصالح الإيرانية ودعم الحلفاء الموشكين على الانهيار كالنظام السوري، وستظل هذه التهديدات عنواناً صارخاً ومريعاً لحجم ودرجة الاختراق الإيراني لأمن الخليج العربي، وهو اختراق بصفحات ووجوه وواجهات عديدة ليس مقتدى الصدر سوى أحد واجهاتها الكالحة. ثرثرة حسن نصر الله وفي صحيفة (العرب) القطرية قال محمد فهد القحطاني إن ثرثرة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله عن الثورة السورية أفقدت الحزب تعاطف الشعوب العربية. فتناقض موقفه السياسي ما بين تشدد مع الملف البحريني وتراخ مع الملف السوري يثبت أن ما يحرك هذه العقلية هو الولاء الطائفي والتعصب المذهبي. فهو حين يحرّض الحراك البحريني على مواصلة التصادم مع النظام هناك بغض النظر عن خطوات الإصلاح التي أقدمت السلطات البحرينية على تنفيذها، ويقوم في الوقت نفسه وفي الخطبة ذاتها بقطع الطريق على أحقية الشعب السوري في التخلص من طغاته، ويخيّره بين أمرين إما الإصلاح الخارج من عباءة النظام أو الطوفان، وهو بهذا التناقض الصريح في المواقف يثبت الغباء السياسي الذي تزداد وتيرته في كل ثرثرة جديدة من هذا الطائفي، فليته سكت حتى لا يفقد الحزب تعاطف الأحرار الذين وقفوا معه عندما كان خنجراً في خاصرة العدو الصهيوني، وقبل أن تغيّر هذه الثرثرة بوصلته ليصبح طعنة غدر في ظهر الشعب السوري لصالح نظام بعثي استبدادي أثبتت كل التقارير الدولية أنه يقوم بجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب ضد شعبه الأعزل. وهو ما لا يراه صاحب النظرة العوراء حسن نصر الله ولا يقر بوجوده إلا في الملف البحريني، مع أن الصورة هنا لا تتشابه لا من قريب ولا من بعيد مع الصورة هناك، وهذا ليس رأياً من عند نفسي أو ادعاءً يفتقر إلى الأدلة والبيانات، وإنما هذا ما اعترف به المجتمع الدولي ككل، وأثبتته التقارير ذات الصبغة الدولية، مثل تقرير بسيوني الذي اعترف بوجود انتهاكات في الوضع البحريني ومخالفات قانونية، ولكن المهم والأهم أنه لم يثبت حالة من حالات الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب أقدم عليها النظام البحريني، فكيف برر الطائفي تناقض موقفه ما بين هنا وهناك؟! . وأضاف القحطاني :«من السخافة السياسية ادعاء أن النظام السوري من أولياء الرحمن، والنظام البحريني من أولياء الشيطان يا صاحب الثرثرة من غير ما دليل إلا ولاءك للأول وكرهك للثاني بدون وقائع على الأرض تثبت ذلك، أو جهات محايدة تساند موقفك المتناقض هذا، وزبدة القول صدق من قال: إن الطائفي يسقط في أول اختبار عن حقوق الإنسان يتقدم له”. مملكة البحرين .. عربية خالصة ووصف ضاري الشريدة في صحيفة اليوم الكويتية التصريح الذي تداولته بعض وسائل الإعلام لنائب في مجلس الشورى الإيراني، وادعى بأن البحرين تابعة لبلاد فارس وأن بريطانيا اقتطعت البحرين بتواطؤ شاه إيران في وقتها مع الإنجليز، وصفه بالبشع، وقال:«لا أعتقد أن مثل هذه التصريحات أو الإدعاءات الكاذبة تصدر من إنسان رشيد وعاقل وقارئ جيد للتاريخ، ويبدو أنه من شدة غبائه وجهله المركب جهل حتى في تاريخ بلاده من خلال إدعائه بتبعية مملكة البحرين العربية لبلاد فارس، فمملكة البحرين استوطنها العرب وتوالى على حكمها ولاة عرب منذ ماقبل الإسلام وصولا إلى دخول العتوب للأراضي البحرينية وحكم أسرة آل خليفة الكريمة، أي أن أسرة آل خليفة تعاقب رجالها على حكم البحرين من قبل دخول بريطانيا العظمى للخليج (العربي). وأضاف الشريدة:«منطق أعوج وتزوير للتاريخ وعقلية مريضة وجهل تاريخي كبير، وافتقار لأبسط مقومات الدين وحسن الجوار والأخلاق والمسؤولية، فالعالم اليوم والسياسة العالمية والعلاقات الدولية بحاجة لأناس مؤهلين وعلى قدر من المسؤولية للخوض فيها من داخل مؤسسة كبيرة من مؤسسات الدولة بحجم مجلس الشورى الإيراني، ولكن حديث مثل هذا النائب وغيره من أولئك الذين تصدر أصواتهم المريضة بين الحين والآخر، ليتحفونا بآخر ماتوصلت إليه أطماعهم وأحقادهم ومراحل جهلهم المتقدمة، كل هذا يثبت أن هناك أحقادا قديمة مازالت تعشش في عقول بعضهم تماما كالأمراض الوراثية! وأكد الشريدة أن مملكة البحرين عربية خالصة، والجزر الإماراتية الثلاثة عربية، ولتذهب أطماعكم وأحقادكم وأمراضكم إلى الجحيم، تلك الأمراض التي أعتقد أنها بدأت بالظهور بزوال وانكسار الإمبراطورية الساسانية على يد أسود العرب”.