قال رئيس تحرير صحيفة (الشرق الأوسط) طارق الحميد، في مقال بعنوان” بل قصدهم لبيك يا إيران”، إن مجرد دعوة المعارضة البحرينية إلى التظاهر، بعد الدعوة الإيرانية بيوم، يعني تلقائيا أن المعارضة الشيعية في البحرين طائفية وتبعيتها لإيران. وتساءل الحميد، هل: يمكن أن تقول لنا المعارضة البحرينية الشيعية، ما هو النموذج الديمقراطي في إيران الذي يريدون تطبيقه بالبحرين؟ هل هو تداول السلطة، رغم أننا لا نرى بإيران إلا حكم العمائم، ورجال الحرس الثوري، وتزوير الانتخابات؟ فهل يرون مثلاً سطوة للبرلمان الإيراني أم أنهم تواقون لنموذج الولي الفقيه؟ وهل يريدون إعلاماً بحرينياً على غرار الإعلام الإيراني، حيث يقتل الصحافيون، ويسجنون، وتغلق الصحف، أم ماذا؟ أم أن المعارضة البحرينية تريد نموذج الانفتاح الاقتصادي، ومفهوم التنمية، وهو الأمر غير الموجود في إيران المنبوذة بعقوبات دولية من قبل أكثر من نصف المجتمع الدولي؟ بل هل تلحظ المعارضة البحرينية الشيعية أن المعارضة الإيرانية لنظام الولي الفقيه يفوق عددها تقريباً عدد نصف الخليجيين إن لم يكن يساويه، ناهيك عن سنة إيران المقموعين، وغيرهم من غير الشيعة؟. وأضاف” أوليس من العجيب أن تعلن المعارضة البحرينية عن مظاهرات كبرى يوم “الجمعة” الماضي في البحرين بعنوان “لبيك يا وطني”، ضد الاتحاد بين السعودية والبحرين، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد، بالوقت نفسه الذي خرجت فيه دعوات إيرانية لفعل الأمر نفسه في إيران؟”. وأكد الحميد أن أكثر الحركيين - أو قل الساسة – غباء، كان سيتنبه لمثل هذا الأمر، وسيقول للمعارضة البحرينية إن التوقيت خاطئ، ولا تخرجوا بمظاهرات الآن، فخروجكم يعني تبعيتكم لإيران، وسواء خرجت المظاهرات بالبحرين أم لا، فإن الأهم أن الجمعيات المعارضة الشيعية في البحرين قد قامت بالدعوة للقيام بتلك المظاهرات، ومنهم جمعية الوفاق، مضيفاً أنه “ عندما نقول “عجيب” فليس القصد التفاجؤ، أو التصيد، للقول إن المعارضة الشيعية بالبحرين طائفية، فهذا أمر واضح ولا لبس فيه”. وتابع الحميد” أمر محير بالفعل، لكنه يفضح المعارضة البحرينية الشيعية، ويفند شعاراتها الديمقراطية المزيفة، كما يرد على كل من يحاولون تضليل وسائل الإعلام الغربية، والمنظمات الدولية، كما يفضح كل من يتعاطف معهم بالخليج، أو المنطقة، وقال إن الأمر هنا ليس تكريسا للطائفية في الخليج، بل هي دعوة لنبذ الطائفية، وهذا أمر لن يتم إلا عندما يتحرك مثقفو الشيعة بالخليج، والبحرين بالطبع، ويقولون قولة حق، ويتصدون لمتطرفيهم حتى لو كان الثمن مكلفاً، فهذا ما فعله السنة بالخليج، وتحديداً في السعودية، عندما أراد المتطرفون، أيا كانت ميولهم، اختطاف الرأي العام وشحنه ليكون قنبلة تخلف، وتحويل العالم إلى دار حرب. وقف العقلاء، وما زالوا، على كل مستوى، وحتى الحكومات، لردع المتطرفين، وإصلاح من يمكن إصلاحهم، وتحييد الرأي العام، فلم يترك العقلاء الساحة مفتوحة لمتطرفي السنة، سواء صدام حسين أو “القاعدة”، أو غيرهما”. ودعا الحميد عقلاء الطائفة الشيعية للوقوف موقفاً جاداً ضد إيران، وحسن نصر الله، وبشار الأسد، منوهاً إلى أنه من العار أن تقف المعارضة البحرينية الشيعية موقف الصامت تجاه ما يحدث بسوريا، وأكد أنه لا بد أن يتحدث العقلاء، خصوصاً وهم يرون المعارضة البحرينية الشيعية تخرج في مظاهرات لا يمكن تسميتها بمظاهرات لبيك يا وطني، بل هي “لبيك يا إيران”!