كتب - حذيفة يوسف، وعبدالله الهامي، وحسين عيسى: احتشد آلاف المواطنين في ساحات مسجد الفاتح عصر أمس، استجابة لدعوة أطلقها ائتلاف الجمعيات السياسية لإظهار موقف الشعب البحريني المؤيد والساعي إلى تحقيق الاتحاد الخليجي. ورفع المحتشدون شعارات “تسقط إيران” و«الشعب يريد الاتحاد الخليجي”، تعبيراً منهم عن رفضهم للتدخلات الإيرانية في الشؤون البحرينية - الخليجية، مؤكدين أن المواطنين الخليجيين يريدون الاتحاد فيما بينهم ولا شأن لإيران أو أي دولة أخرى في ذلك. كما أكد المحتشدون في الفاتح أن الاتحاد الخليجي قادم لا محالة رغم الأصوات النشاز التي تعارضه تنفيذاً للأجندات الإيرانية. مباركة مبادرة الاتحاد ومن جهته، أدان رئيس ائتلاف الجمعيات السياسية الشيخ عبداللطيف المحمود التصرفات الإيرانية تجاه البحرين مطالباً النظام الإيراني بالكف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية والتوقف عن التدخل في الشأن البحريني والخليجي الداخلي. وأكد المحمود في كلمة ألقاها أمام الحشود الغفيرة نيابة عن ائتلاف الجمعيات السياسية أن “العار” سيكون من نصيب كل من يقف ضد الاتحاد الخليجي، حيث سيحملون أوزارهم كاملة أمام شعب البحرين، لأنهم يساندون من عادى هذا الشعب الآمن وهدد استقراره. وشدد الشيخ على أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد هي العلاج العملي والفعال والطويل الأمد ضد مخطط التمزيق والتفريق والفتن الطائفية، مؤكداً أن الدعوة المباركة لقيت مباركة من شعب البحرين وعلى رأسهم جلالة الملك وغيره من قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح المحمود أن النظام الإيراني يصر على أعماله العدوانية ضد دول مجلس التعاون، ومملكة البحرين خصوصاً، مبيناً أن التصريحات الأخيرة التي صدرت من بعض قادته تعد استمراراً على ذات النهج العدائي الذي يعبر عن الغطرسة والنظرة الاستعلائية. وبين أن الاتحاد الخليجي مطلب شعبي جماهيري على مدى تاريخ دول المجلس العربي والإسلامي قبل أن يكون رسمياً، مشيراً إلى أن الله سبحانه تعالى أمر بالاجتماع والاتحاد في قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”، مشدداً على أنه يمثل قوة سياسية ودفاعية واقتصادية وأمنية ويعطي قوة تفاوضية في جميع المواقف. وشدد على أن الروابط التي تربط شعوب دول مجلس التعاون أكبر من تلك المتواجدة في أي اتحاد في العالم، حيث يجمع شعوب دول الخليج روابط الدين واللغة والقربى والنسب والتقاليد والعادات والأعراف والمصالح المشتركة، مؤكداً أن التجارب الدولية للاتحادات كانت ناجحة. وقال إن التاريخ سيذكر قادة دول التعاون الخليجي حيث وضعوا في هذه الآونة اللبنة الأساسية لإقامة هذا الاتحاد الذي تطلعت إليه شعوبهم وإن جاءت متأخرة، مشدداً على أن الاجتماع اليوم هو لإعلان موقف ومباركة الشعب البحريني بمختلف أطيافه الدينية والفكرية والسياسية لهذا الاتحاد. حلم الوحدة حق مشروع ومن جانبه، أكد الكاتب سعد العجمي أن الشباب الخليجي يحمل حلم الوحدة والاتحاد كحق مشروع لهذه الشعوب التي أرهقتها تداعيات الأزمات. وأوضح في كلمة نيابة عن الشباب الخليجي أن المنعطفات التاريخية التي مرت بها منطقة الخليج العربي شكلت ركيزة أساسية لوعي الشباب بأهمية الالتفات لقضاياه المصيرية. قوة ردع للأطماع وعلى صعيد متصل، أوضح خبير التنمية البشرية د. عبدالله المقابي لـ “الوطن” أن سبب حضوره للتجمع هو تطلعه للوحدة الخليجية وأن يكون هذا الاتحاد شعبياً، وتواجد ليكون شريكاً للشعب البحريني خاصة والخليجي عامة، مشيراً أن الشعب غير واعٍ لأسباب الاتحاد وأسباب المخاطر الخارجية والإيرانية على وجه الخصوص وعليه أن يعي لهذه التهديدات، وعلى قادة دول مجلس التعاون الاستعجال للاتحاد الخليجي الذي سيكون قوة ردع للأطماع الخارجية والإيرانية على وجه الخصوص. وأكد المقابي أن المعارضة البحرينية تعارض الوحدة التي تجمع بين العرب والخليجين مما يكشف للجميع أنها لا تريد الخير لأبناء الخليج. الاتحاد مطلب شعبي إلى ذلك، قالت النائب د.سمية الجودر لـ “الوطن” إن حضورها للحشد يأتي بدافع إيصال صوتها للشعوب الخليجية بضرورة إقامة الاتحاد الخليجي كمطلب شعبي، داعية السلطة التشريعية إلى المبادرة لإقامة كيان خليجي واحد، إذ إنه العلاج لجميع المشاكل التي مرت بها المملكة ووقاية لها في المستقبل. وأوضحت الجودر أنها تتطلع إلى توحيد الحدود الجغرافية والعملة وإزالة الضرائب الجمركية لتسهيل التنقل حتى للأجانب المقيمين في مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة استقلالية كافة الدول عن بعضها واحتفاظها بسيادة حال إقامة الاتحاد. وأشارت إلى أن تأسيس منظومة خليجية سيؤدي إلى إقامة كيان اقتصادي وسياسي ذو نفوذ كبير على مستوى العالم، إضافة إلى قوة شعبية تساندها قدرات عسكرية وأمنية جبارة. وفي الإطار ذاته، لفت المواطن حسن الذوادي إلى أن الاتحاد الخليجي يعتبر حماية لدول التعاون من أي عدوان أو تآمر خارجي، مؤكداً أن تلاحم أهل البحرين بتجمعهم صفاً واحداً للمطالبة بتوحيد الخليج العربي، يمثل تلك الإرادة الشعبية العارمة لتحويل تلك الروابط الخليجية إلى اتحاد. رسالة للأطراف الأخرى ومن جهتها، أكدت العضو المؤسس بتجمّع الوحدة الوطنية معالي عبدالرحمن أن التجمّع الحاشد بالفاتح هو للتعبير عن مطالبنا في الاتحاد الخليجي وانعكاساً لخطورة التهديدات الإيرانية والمخططات التي لا يعلم مداها إلا الله. والتجمّع في حد ذاته رسالة يجب أن تصل للأطراف الإقليمية والدولية بأننا ننتمي إلى الخليج العربي ولا نقبل التدخلات الأجنبية في شؤون دولنا. وأشارت إلى أن التجمع الجماهيري من أبناء شعب البحرين جاء ليؤكد عروبة البحرين والخليج العربي، ورفض الاستفزازات الإيرانية التي تتردد بين الفينة والأخرى. وهذا ينم عن إدراك شعب البحرين للمخططات الدولية التي تحاك ضد المنطقة برعاية أمريكية وبأصابع إيرانية تعبث في جبهات دول الخليج العربي وآن أوان بترها. وأضافت: “إن البحرين جزء لا يتجزأ من الجزيرة العربية، واتحادها بأخواتها مطلب شعبي ملح في الفترة الراهنة، ونهيب بالحكومات الخليجية العمل على مد يد العون للبحرين فهي في مقدمة الأخطار وأي مساس بعروبتها هو مساس ببقية الدول الخليجية”.